يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المستشار الألماني فريدريش ميرتس في برلين الأربعاء، لبحث أمن حلف شمال الأطلسي، والخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومسائل أخرى.
ويُحاول ماكرون وميرتس، الذي تولى السلطة في مايو (أيار)، جاهداً تعزيز الشراكة الثنائية في صلب الاتحاد الأوروبي في وقت أحدثت الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب هزة في العلاقات عبر الأطلسي.
وقالت الرئاسة الفرنسية قبيل العشاء المرتقب بين ماكرون وميرتس إن «الرسالة الأهم هي أن الثنائية الفرنسية الألمانية عادت إلى العمل».
وضغطت باريس وبرلين، إلى جانب لندن ووارسو، من أجل دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، وبناء الإمكانات الدفاعية للدول الأوروبية المنضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
لكن في حين أشارت باريس إلى استعدادها لإرسال قوات لحفظ السلام لمراقبة وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا، لم تكشف برلين حتى الآن عن أي خطط للمساهمة.
ويتوقع أيضاً أن يبحث ميرتس وماكرون النزاع التجاري مع الولايات المتحدة، بعدما هدّد ترمب بفرض رسوم جمركية نسبتها 30 في المائة على الاتحاد الأوروبي ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول الأول من أغسطس (آب).
وقال ميرتس، الثلاثاء: «في خلاف الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، نقترب حالياً من مرحلة حاسمة»، داعياً إلى «اتفاق منصف وموثوق مع رسوم جمركية منخفضة» يُعزز السوق عبر الأطلسي.
ويتعيّن على الزعيمين أيضاً بحث العقبات الثنائية، انطلاقاً من مشروع دفاعي مشترك، وصولاً إلى سياسة الطاقة والتجارة.
كما ساد خلاف بشأن طائرات مقاتلة يفترض أن يتم تصنيعها بشكل مشترك مع إسبانيا.
وعارض ميرتس فكرة منح فرنسا دوراً قيادياً أكبر في حين أعرب عن ثقته بإمكان التوصل إلى اتفاق.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «داسو» الفرنسية الدفاعية، إريك ترابييه، الثلاثاء، إلى وجود شكوك حيال جدوى المشروع.
وقال في مؤتمر صحافي: «علينا طرح تساؤلات بشأن فعالية مشروع تديره 3 بلدان… حيث لا يوجد قائد واحد بل 3».
وتُعد الطاقة مسألة أخرى شائكة، ففي حين تعتمد فرنسا بشكل كبير على الطاقة النووية، قررت ألمانيا التخلي عنها تدريجياً، والانتقال إلى طاقة الشمس والرياح.
وتطالب باريس برلين بالتزام «الحياد التكنولوجي»، وتصنيف الطاقة النووية على أنها صديقة للبيئة.
ورفضت حكومة «الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر» السابقة في ألمانيا ذلك، لكن ائتلاف ميرتس المكوّن من حزبي «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» و«الاتحاد الاجتماعي المسيحي» قد يكون أكثر انفتاحاً على الفكرة.
وتعهّد الزعيمان في مقال صحافي مشترك في مايو بـ«إعادة إطلاق سياسة الطاقة» و«التعامل بشكل منصف على مستوى الاتحاد الأوروبي مع كل أشكال الطاقة ذات الانبعاثات المنخفضة».
ويمثّل اتفاق تجاري عمل الاتحاد الأوروبي فترة طويلة للتوصل إليه مع تكتل «ميركوسور» في أميركا الجنوبية، نقطة خلافية أخرى.
وفي حين تؤيده ألمانيا بشدّة، أعربت فرنسا عن مخاوفها من إمكان تأثيره سلباً على قطاع الزراعة لديها.
وأفادت مصادر فرنسية بوجود طريقة للمُضي قدماً، مشيرة إلى أنه بإمكان بروتوكول إضافي أن يُضيف «بنداً قوياً لحماية الزراعة».
وسيستقبل ميرتس الرئيس الفرنسي في فيلا بورسيغ التي كانت مقر إقامة قائد قوات الاحتلال الفرنسية ما بعد الحرب على أطراف برلين.
ويشمل البرنامج الإدلاء بتصريحات للصحافة من دون إمكان طرح الصحافيين أسئلة، إضافة إلى احتفال لموسيقى الجاز وعشاء عمل.