علمت «الشرق الأوسط» من مصدر مطلع أن بريطانيا بصدد الإعلان قريباً عن دعم كبير لقوات خفر السواحل اليمنية وتعزيز قدراتها، بالإضافة إلى توفير المزيد من الخبرات والدعم الفني للحكومة اليمنية في مجالات مثل الصحة والكهرباء والإعلام.
وأكد مصدر مطلع، رفض الإفصاح عن هويته، أن المملكة المتحدة ملتزمة بتكثيف دعمها لليمن خلال الفترة المقبلة، على الرغم من تقليص دول أخرى مساعداتها، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وغيرها.
وكان رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، استقبل سفيرة المملكة المتحدة، عبدة شريف في الرياض، وبحث معها العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، ومستجدات الأوضاع المحلية، والاطلاع على التحديثات المتعلقة ببرامج الدعم الدولي للإصلاحات الشاملة في البلاد.
وأشاد العليمي – حسب وكالة «سبأ» الرسمية – بالمواقف البريطانية الداعمة لمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، والدور المحوري الذي تضطلع به المملكة المتحدة لدعم الشعب اليمني في المحافل الدولية، باعتبارها حاملة القلم في مجلس الأمن.
ووفقاً للمصدر المطلع الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، فإن المملكة المتحدة تواصل الاستثمار بشكل كبير في دعم الحكومة اليمنية. وأضاف بقوله: «لندن تدفع باتجاه استثمار رئيسي في قوات خفر السواحل اليمنية، من المتوقع الإعلان عنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، كما تستثمر بشكل كبير في توفير المزيد من الخبرات والدعم الفني للحكومة، بما في ذلك في قطاعات الكهرباء والصحة والإعلام».
وشدد المصدر على أن «المملكة المتحدة تبقى نشطة للغاية في اليمن، حيث يزداد دعمها للحكومة هذا العام، على الرغم من تقليص الدعم عالمياً من دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة».
ووفقاً لبيانات رسمية بريطانية، يشكّل اليمن ثالث أكبر برنامج مساعدات تنموية ثنائية في المملكة المتحدة، بعد أفغانستان وأوكرانيا؛ حيث بلغ إجمالي قيمة الدعم الذي قدَّمته بريطانيا لليمن في 2024 نحو 200 مليون دولار.
كما تحدث المصدر عن تنامي التعاون بين بريطانيا السعودية في الملف اليمني من خلال تعميق التعاون في ملفات، من أبرزها التعاون والتخطيط الاستراتيجي، والإغاثة المشتركة من وباء الكوليرا.
بالعودة إلى رشاد العليمي، أثنى رئيس مجلس الحكم اليمني على التدخلات الإنسانية، والإنمائية البريطانية، بما في ذلك دعم الاستقرار المالي والنقدي، والبناء المؤسسي، إضافة إلى الدعم المقترح لتجويد المحتوى الإعلامي، ومواجهة السرديات المضللة بشأن الملف اليمني.
وتطرق رئيس مجلس القيادة خلال لقائه السفيرة البريطانية إلى مستوى التقدم في برنامج الإصلاحات الشاملة، والخطوات الجادة التي قطعتها الحكومة، والبنك المركزي في تنفيذ قرارات مجلس القيادة الرئاسي، وخطة التعافي الاقتصادي، التي كان أبرزها تشكيل لجنتي الموازنة، وتنظيم الاستيراد، بما يعزز الشفافية، والإيرادات العامة، وتعزيز موقف العملة الوطنية.
وحذَّر العليمي من التهديدات المستمرة التي تمثلها ميليشيات الحوثي الإرهابية على السلم والأمن الدوليين، بدعم وثيق من النظام الإيراني، بما في ذلك تزايد المخاطر المترتبة على استمرار تدفق السلاح الإيراني إلى الحوثيين.
كما نبَّه الدكتور رشاد إلى التهديدات الأمنية المتزايدة للأمن والسلم الدوليين من التخادم الحوثي الصريح مع التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك «حركة الشباب» الصومالية، فضلاً عن استمرار الميليشيات في استخدام الاقتصاد، والتحويلات المصرفية أداةَ حربٍ ضد اليمنيين.
ودعا الرئيس إلى تحرك دولي أكثر صرامة، بما في ذلك توسيع العقوبات على الميليشيات الحوثية، مشيراً إلى أن الجماعة الحوثية باتت حالة ميؤوس منها كشريك جاد لصناعة السلام، وأن تشديد الضغوط عليها هو الخيار السلمي الأكثر واقعية لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.