يختبر الجيش الأميركي منصة Bullfrog المضادة للطائرات المسيّرة على دبابات القتال الرئيسية من طراز “أبرامز” Abrams ومركبات المشاة القتالية “برادلي” Bradley.
وتعكس هذه الخطوة سعياً ملحاً لتزويد وحدات الدروع بقدرات دفاعية خاصة لمواجهة تهديد المسيّرات المتسارع الذي تشهده ساحات القتال في أوكرانيا ومناطق أخرى، وفق موقع Army Recognition.
وأعلنت شركة Allen Control Systems المصنّعة، أن الجيش الأميركي بدأ في تقييم دمج المحطة القتالية ذاتية التشغيل Bullfrog المضادة للمسيّرات على دبابات Abrams ومركبات Bradley، في مؤشر على خطوة ملموسة لحماية الدروع الأمامية من التهديد المتزايد للطائرات المسيّرة الصغيرة والسريعة ومنخفضة التكلفة.
يأتي ذلك وسط استخلاص الدروس من الصراعات الحالية، حيث تُستخدم المسيّرات كمتفجرات جوية ضد مركبات مدرعة محصّنة. وتُركز التجارب الأولية للجيش الأميركي على دمج النظام في المركبات البرية الحالية.
قدرة ارتفاع حاسمة
وأظهرت صور نشرتها شركة Allen Control Systems وحدات Bullfrog مركّبة على مؤخرة سقف مركبة Bradley، وعلى الجزء العلوي لبرج دبابة Abrams، مع أجهزة استشعار جانبية وحاضن سلاح مرتفع.
ورغم كونها نماذج أولية، توضح التركيبة إمكانية تثبيت البرج دون تعديلات جذرية، مع الحفاظ على رؤية الطاقم وفتحات المركبة، وتوفير مجال نيران واسع بزوايا ارتفاع شديدة، وهي قدرة أساسية مع استخدام المسيّرات الصغيرة أسلوب الهجوم العمودي على أسطح المركبات.
ويقيّم الجيش إمكانية نشر النظام كمجموعة إضافية قابلة للتركيب والصيانة في الوحدات الميدانية دون تعطيل كبير. ولا يقتصر التقييم على التركيب فقط، بل يهدف إلى قياس الأداء مقارنة بمحطات الأسلحة التقليدية.
ويعتمد نظام Bullfrog على سلاح عيار 12.7 ملم بمعدل نيراني يبلغ نحو 600 طلقة في الدقيقة، مدمجاً مع مستشعرات وبرمجيات مصممة لاكتشاف وتصنيف واستهداف مسيّرات من الفئات 1 إلى 3 ضمن مدى يصل إلى نحو 1500 متر.
وستمنح هذه القدرة دبابات Abrams أو Bradley طبقة محلية قوية مضادة للطائرات المسيّرة يمكن أن تعمل في أوضاع مستقلة أو شبه مستقلة، وبالتالي تقلل تعرّض الطاقم للخطر.
ومع تزايد استخدام المسيّرات الانتحارية، تصبح سرعة الاستجابة “حاسمة”؛ إذ يمكن لبرج آلي ومثبت أن يشتبك مع الهدف أسرع من منظومات يتم توجيهها يدوياً مثل CROWS.
ويتماشى ذلك مع توجه الجيش الأميركي نحو توزيع قدرات الدفاع الجوي منخفض الارتفاع على المنصات المقاتلة بدلاً من حصرها في منظومات M-SHORAD.
ولا تزال كيفية عمل Bullfrog بجانب الحزم الدفاعية الحالية والتكلفة المحتملة لنشرها قيد التدقيق.
جهود قيد التقييم
فدبابات Abrams المزودة بنظام Trophy ومركبات Bradley التي اختُبر عليها نظام Iron Fist تتمتع بحماية ضد الصواريخ الموجّهة وقذائف RPG، لكن هذه الأنظمة لم تُصمم أساساً لاعتراض مسيّرات بطيئة وصغيرة وببصمة منخفضة.
وتعتمد محطات الأسلحة التقليدية على الوعي الظرفي للمدفعي، فيما يسعى Bullfrog لسد هذه الفجوة عبر قدرات ارتفاع أعلى وكشف آلي وهيكل خفيف نسبياً بوزن 165 رطلاً قابل للتكيّف مع منصات حليفة أخرى.
ولم تعلن شركة Allen عن عقد إنتاج واسع للجيش الأميركي، ما يشير إلى أن البرنامج لا يزال قيد التقييم أو النماذج السريعة، وليس برنامجاً تشغيلياً كاملاً.
وتعكس هذه الخطوة كذلك أن الجيش الأميركي بات يتعامل مع المسيّرات الصغيرة كتهديد دائم ومباشر لتشكيلات الدروع، وأنه مستعد للتعاون مع شركات ناشئة لتعزيز قدراته.
وإذا اجتاز النظام أو نسخة منه الاختبارات بالذخيرة الحية، فقد تحصل دبابات Abrams ومركبات Bradley على طبقة دفاع أساسية ودائمة مضادة للمسيّرات، تكون مكملة، وليست بديلة، لمنظومات الحماية النشطة والدفاع الجوي عالية المستوى.

									 
					