تعيد روسيا اليوم (السبت)، إطلاق مسابقة أغنية ترجع إلى العصر السوفياتي، وذلك في رد محافظ على مسابقة الأغنية الأوروبية السنوية «يوروفيجن».
وتشارك 23 دولة في مسابقة «إنترفيجن» التي تستضيفها موسكو.
وتشمل هذه الدول جمهوريات سوفياتية سابقة مثل بيلاروسيا وكازاخستان وأوزبكستان، وكذلك دول شريكة لشركاء روسيا في مجموعة دول «بريكس»، مثل الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا.
وتم بالفعل منع روسيا من الغناء في «يوروفيجن» 4 مرات بسبب الحرب في أوكرانيا.
وقد أمر الرئيس فلاديمير بوتين نفسه بتنظيم مسابقة «إنترفيجن»، وينظر إليها على أنها بديل ثقافي سياسي محافظ لمسابقة «يوروفيجن».
وعلى مسرح «لايف أرينا» قرب موسكو، سيُحيي الحفل فنانون من دول الاتحاد السوفياتي السابق (بيلاروسيا وأوزبكستان وكازاخستان)، وشركاء مجموعة «بريكس» (البرازيل والهند وجنوب أفريقيا…)، إلى جانب فاسي (فاسيليكي كاراجيورغوس) المغنية وكاتبة الأغاني الأسترالية المتخصصة في الموسيقى الإلكترونية والبوب والتي ستمثل الولايات المتحدة.
وللترويج لهذه الأمسية، عرض التلفزيون الروسي الرسمي فيديو على شاشة عملاقة في ساحة تايمز سكوير بمدينة نيويورك.
وكان ذلك بمثابة تحدٍ في وقت يُعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن صبره تجاه فلاديمير بوتين «نفد بسرعة» بسبب تعثر الجهود لإنهاء النزاع في أوكرانيا، وهو ما أدى إلى استبعاد موسكو من مسابقة «يوروفيجن»، التي كانت قد فازت بها في 2008.
وصُمم مهرجان «إنترفيجن» بوصفه احتفالاً غنائياً للدول الحليفة للاتحاد السوفياتي السابق، وأُقيمت أولى دوراته في عام 1965 بتشيكوسلوفاكيا. وبعدما قمع السوفيات «ربيع براغ» في 1968، تم تعليق المهرجان قبل أن يُعاد إحياؤه في 1977 ببولندا. ومع انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينات، لم يعد المهرجان قائماً.
«عيد حقيقي للموسيقى»
أصبح مهرجان «إنترفيجن» اليوم بصيغته الجديدة أكثر من مجرد مناسبة ثقافية؛ فهو يعكس بشكل واضح التداخل بين السياسة و«القوة الناعمة» الثقافية بطريقة غير مسبوقة.
ووعد المنظمون بأن يكون المهرجان «عيداً حقيقياً للموسيقى» وفي الوقت نفسه احتفالاً بـ«الهوية الوطنية»، في خطوة تعكس الخطاب الرسمي الروسي الذي ينتقد الغرب «المنحط».
في المقابل، لن يرسل أي بلد من الاتحاد الأوروبي مشاركاً يمثله في مهرجان «إنترفيجن».