مصر: انتقادات ضد «مهرجان القلعة» بسبب أسعار التذاكر وغياب النجوم
تواجه الدورة الـ33 من مهرجان «القلعة الدولي للموسيقى والغناء» انتقادات على خلفية زيادة سعر التذكرة وتراجع عدد ليالي المهرجان مع غياب لافت للنجوم العرب عن جدول الحفلات، حيث تنطلق فعاليات النسخة الجديدة من المهرجان الذي تنظمه دار الأوبرا المصرية خلال الفترة من 15 إلى 23 أغسطس (آب) الحالي، مع تقديم 33 عرضاً متنوعاً للفنانين والفرق، وتكريم 12 شخصية أثرت الساحة الموسيقية.
ومن بين المكرمين في حفل افتتاح المهرجان الموسيقار هاني شنودة، والفنان إيهاب توفيق، وعازف العود حسين صابر، فيما كان لافتاً غياب عدد من الفنانين الذين اعتادوا المشاركة في المهرجان على غرار نادية مصطفى، ومحمد الحلو، ودينا الوديدي والموسيقار عمر خيرت الذي اختتم المهرجان الدورتين الماضيتين.
وتقلَّصت أيام الدورة الجديدة لتكون 9 أيام فقط، مقارنة بـ14 ليلة في الدورة الماضية، مع زيادة أسعار التذاكر من 60 إلى 100 جنيه ( الدولار يعادل 48.5 جنيه في البنوك)، في حين يُشارك في الحفلات عدد من النجوم المصريين من بينهم إيهاب توفيق، وخالد سليم، ومدحت صالح.
وعلق رئيس دار الأوبرا المصرية علاء عبد السلام لـ«الشرق الأوسط» على الانتقادات قائلاً: «إن الأهم من عدد ليالي المهرجان هو التنوع الموجود في الحفلات وليس كثرتها»، مشيراً إلى أن الزيادة في أسعار التذاكر ليست كبيرة مقارنة بالتغيرات الكبيرة التي طرأت على التكلفة بالعديد من التجهيزات اللوجيستية.
وأضاف أنه «على الرغم من تقاضي الفنانين المشاركين في الحفلات أجوراً أقل بكثير مما يتقاضونه في الحفلات الخاصة، وكذلك الموسيقيون الذين يتقاضون ربما ما يعادل 10 في المائة فقط مما يتقاضونه في الحفلات خارج الأوبرا، فإنهم حريصون على العمل بجد اقتناعاً منهم بأهمية الرسالة الفنية التي يقدمونها».
وعدَّ عبد السلام أن «المقارنة بين المهرجان الذي تنظمه الأوبرا ذات الميزانية المحدودة المرتبطة بقواعد مالية ونظم وإطار تشغيل محدد، والمهرجانات الخارجية أمر غير منصف»، مؤكداً أن «الأوبرا تُعدّ قطاعاً من قطاعات وزارة الثقافة المصرية وهناك حرص على استمرارها في أداء رسالتها وتحمل تكاليف أمور كثيرة زادت بنسب كبيرة جداً في الفترة الأخيرة».
لكن الناقد الموسيقي أمجد مصطفى يرى أن «المهرجان تغيّر عن مساره والهدف الذي تأسس من أجله المعتمد على تقديم فنون الأوبرا خارج أسوارها وتحديداً في القلعة التي اختيرت لقربها من مختلف المناطق الشعبية في القاهرة»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان الذي بدأ بالمجان لرواده جاءت الزيادة الأخيرة في أسعار التذاكر لتكون عائقاً جديداً أمام جمهوره المستهدف».
ورأى أن «تكرار الأسماء نفسها التي قدَّمت حفلات مؤخراً ضمن أنشطة الأوبرا يعكس حالة من الاستسهال لدى القائمين على المهرجان في البرمجة التي لم تحافظ على هوية المهرجان والهدف الذي تأسس من أجله».
وهو ما يتفق معه الناقد الموسيقي مصطفى حمدي الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «البرمجة المعلنة للحفلات تشير إلى عدم وجود استعداد حقيقي للفعاليات، وكأن القائمين على التنظيم تفاجأوا بموعده، الأمر الذي جعلهم يكررون الاستعانة بالوجوه نفسها تقريباً التي شاركت في المهرجان الصيفي الذي استضافته الإسكندرية مؤخراً، إلى جانب قرار زيادة سعر التذكرة الذي سيجعل أعداداً ليست بالقليلة من الجمهور تعزف عن الحضور».
وأضاف أن البرمجة الخاصة في المهرجان لم تراعِ الهدف الرئيسي لإقامته على غرار تثقيف الجمهور موسيقياً، إلى جانب الحفلات الغنائية للفنانين المعروفين، مشيراً إلى أن «إدارة المهرجان كان يمكنها البحث عن رعاة داعمين لخروجه بشكل أفضل بدلاً من رفع سعر التذكرة».
لكن رئيس دار الأوبرا يؤكد أن برنامج المهرجان جاء بعد التواصل مع عدد كبير من الفنانين، بيد أن بعضهم كان لديهم ارتباطات أخرى حالت دون مشاركتهم، وآخرين كانوا خارج مصر وقت إقامة الحفلات. مشيراً إلى أن تكلفة إقامة المهرجان تضاعفت مرات عدّة لأمور كثيرة، في مقدمتها تغير الأجور التي يتقاضاها الفنانون والفرق الموسيقية وتكلفة صيانة المعدات المستخدمة وتجهيزها.
ومن بين المشاركين في حفلات الدورة الجديدة، الموسيقار عمرو سليم، وعلي الحجار، ومدحت صالح، ومصطفى حجاج، وعازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز، والمطرب الشاب أحمد جمال، بالإضافة إلى فرقة كنعان للثقافة والفنون الفلسطينية، وفرقة أخرى من كازاخستان.