قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الجمعة، إنه لا توجد أي خطة لعقد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما يثير شكوكاً جديدة بشأن نجاح مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترمب للدفع نحو عقد قمة لإنهاء الحرب.
وأضاف لافروف في مقابلة مع برنامج Meet the Press على شبكة NBC NEWS الذي تقدمه كريستين ويلكر: “بوتين مستعد للقاء زيلينسكي عندما تكون هناك أجندة جاهزة للقمة، وهذه الأجندة غير جاهزة على الإطلاق”.
وقال لافروف: “الرئيس بوتين أوضح أنه مستعد للقاء بشرط أن تكون هناك أجندة حقيقية، أجندة رئاسية لهذا الاجتماع”، واتهم أوكرانيا بأنها “هي التي تعيق التقدم نحو اتفاق سلام”.
وقال لافروف في إشارة إلى اجتماع 15 أغسطس مع بوتين في ألاسكا: “الرئيس ترمب اقترح، بعد أنكوراج، عدة نقاط نتشاركها، فيما اتفقنا على إبداء شيء من المرونة بشأن بعضها”.
وتابع: “عندما طرح الرئيس ترمب هذه القضايا في اجتماع واشنطن، كان واضحاً للجميع أن هناك عدة مبادئ تعتقد واشنطن بوجوب قبولها، بما في ذلك عدم انضمام (أوكرانيا) إلى الناتو، ومناقشة قضايا (تبادل) الأراضي، لكن زيلينسكي رفض كل شيء”.
وأضاف: “لقد رفض حتى، كما قلت، إلغاء التشريعات التي تحظر اللغة الروسية. كيف يمكن أن نلتقي بشخص يتظاهر بأنه قائد؟”، وفق وصفه.
ولم تحظر أوكرانيا اللغة الروسية، لكن بوتين اتهم كييف بـ”اضطهاد الناطقين بالروسية” في إقليم دونباس شرق أوكرانيا. كما شكك في شرعية زيلينسكي، الذي انتُخب رئيساً لأوكرانيا عام 2019، وانتهت ولايته في مايو 2024، ولكن البرلمان الأوكراني صوت في فبراير الماضي، على بقائه وقت الحرب.
وكان البيت الأبيض يعمل على تحديد مكان وموعد للقمة بعد اجتماع ترمب مع بوتين في ألاسكا، ثم محادثاته مع زيلينسكي وقادة أوروبيين في واشنطن الاثنين، حيث أجرى اتصالاً هاتفياً مع بوتين لترتيب اللقاء مع زيلينسكي.
لكن روسيا أشارت إلى أنها “ليست في عجلة من أمرها” لعقد لقاء ثنائي مباشر بين بوتين وزيلينسكي، وشنت الخميس، واحدة من أكبر الهجمات الجوية في الحرب، استهدفت مواقع في أنحاء أوكرانيا، من بينها شركة إلكترونيات أميركية.
وقال زيلينسكي الخميس، إن روسيا تحاول “التهرب” من عقد اجتماع، متهماً إياها بمواصلة “هجمات واسعة النطاق” على أوكرانيا. وأكد أنه “مستعد” للقاء بوتين، وحث على “رد قوي من الولايات المتحدة”، بما في ذلك فرض عقوبات أشد وضغوط اقتصادية جديدة إذا رفض بوتين عقد قمة ثنائية.
ضمانات أمنية
وجاءت تصريحات لافروف بعد أن شنت روسيا أكبر هجوم لها منذ أوائل يوليو، حيث أطلقت نحو 600 طائرة مسيّرة و40 صاروخاً باليستياً ومجنحاً ليل الخميس، وضربت مصنع إلكترونيات مملوك لشركة أميركية (فليكس) في غرب أوكرانيا، حيث أُصيب ما لا يقل عن 15 عاملاً.
وبدا ترمب كما لو أنه يشجع أوكرانيا على القتال في منشور عبر منصة “تروث سوشيال” الخميس، معبراً عن تعاطفه مع كييف لافتقارها إلى أسلحة مماثلة وعدم سماح الرئيس جو بايدن لها بضرب العمق الروسي، وشبّه الوضع بفريق رياضي يمتلك “دفاعاً رائعاً، لكنه غير مسموح له بالهجوم”. وكتب: “لا توجد أي فرصة للفوز!”.
وقال زيلينسكي إن ترمب “محق تماماً” في أن الأوكرانيين يجب أن يحصلوا على حماية تتجاوز حدود الدفاع، لكنه شدد في الوقت نفسه على المسار الدبلوماسي الذي تدفع به كييف.
وأحرزت المحادثات بشأن الضمانات الأمنية لما بعد الحرب في أوكرانيا تقدماً هذا الأسبوع، حيث اجتمع قادة الدفاع من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا وأوكرانيا لبحث سبل الحماية التي يمكن أن يقدمها حلفاء كييف ضمن اتفاق.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الخيارات العسكرية التي تم تطويرها هناك ستُعرض الآن على مستشاري الأمن القومي للنظر فيها في المفاوضات الجارية.
وقال مسؤولون في المملكة المتحدة في وقت سابق، إن بريطانيا وفرنسا مستعدتان لقيادة قوة متعددة الجنسيات في أوكرانيا، لكن لم يتضح عدد الجنود الذين سيشاركون، أو من أي دول سيأتون، أو ما هي طبيعة المهام التي ستوكل إليهم تحديداً.
لكن ترمب، استبعد احتمال نشر قوات أميركية في أوكرانيا، وكذلك، استبعد تقديم ضمانات أمنية في إطار الناتو، وقال إن الجيش الأميركي قد يقدم دعماً جوياً ضمن اتفاق لإنهاء الحرب الروسية المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.
وأبلغ مسؤول السياسات في البنتاجون، إلبريدج كولبي الحلفاء الثلاثاء، أن واشنطن تعتزم لعب “دور محدود” في أي ضمانات أمنية لأوكرانيا.