حركة «طالبان» تستبعد أكثر من 600 كتاب من تأليف سيدات
جرى إدراج أكثر من 600 كتاب في كابل، كثير منها من تأليف نساء، في قائمة حظر من 50 صفحة. وقد أُعلن عن التوجيه برسالة في أفغانستان، أرسلها نائب وزير التعليم العالي في حركة «طالبان» إلى الجامعات أواخر أغسطس (آب)، ونشرتها صحيفة «إندبندنت فارسي» الخميس. وجاء في الرسالة أن هذه الكتب تتعارض مع مبادئ الشريعة.
وتعكف حكومة «طالبان» على حذف الكتب التي كتبتها نساء، من نظام الجامعات المخصَّصة للذكور فقط في أفغانستان، وحظر مقررات الدراسات المعنية بالنوع الاجتماعي، في أحدث ضربة ضمن إطار حملتها ضد حقوق النساء، منذ عودة الحركة إلى السلطة قبل 4 سنوات.
وأوضح أحد أعضاء اللجنة المكلفة بمراجعة الكتب -في وقت لاحق لـ«بي بي سي أفغان»- أن «جميع الكتب التي ألَّفتها نساء غير مسموح تدريسها»، وفق تقرير لـ«نيويورك تايمز» الأحد.
وقالت رحيلة صديقي، مديرة مؤسسة «رحيلة ترست» (The Rahela Trust)، وهي منظمة مقرها بريطانيا تعمل في أفغانستان لدعم تعليم النساء والفتيات: «إن الحظر عمل إجرامي». وأضافت: «لا يؤثر هذا الأمر على النساء فقط؛ بل يؤثر كذلك على الرجال، وعلى المجتمع؛ لأن تلك الكتب لطالما كانت جزءاً من مناهج الجامعات».
وبجانب حظر الكتب، أمرت «طالبان» الجامعات بإلغاء 18 مقرراً تغطي موضوعات تتنوع ما بين حقوق الإنسان والديمقراطية، وصولاً إلى دراسات المرأة، وقالت إن أكثر من 200 مقرر آخر قيد المراجعة.
وقالت لورين أوتس، المديرة التنفيذية لمؤسسة «رايت تو ليرن أفغانستان»، وهي منظمة مقرها كندا تدعم حقوق الإنسان وتعليم الفتيات والنساء: «نعلم أنه في الربيع شُكِّلت لجنة من وزارة التعليم العالي للاضطلاع بهذه المهمة تحديداً». وأضافت: «هذا سيعطي الناس فكرة خاطئة بأن النساء لا يكتبن كتباً، أو أن أفكار النساء لا تستحق الاستشارة».
وأشارت أوتس إلى أن قائمة الكتب والمواد التي يجري حذفها تُظهر أنهم «لا يحبون العلوم السياسية ولا العلاقات الدولية». ولفتت كذلك إلى وجود تناقضات، مضيفة أن كثيراً منها يبدو نابعاً من «شكوك شخصية لأفراد أعضاء في اللجنة».
وعام 2022، أصدرت لجنة التعليم العالي في أفغانستان تقريراً بعد مراجعة المناهج الدراسية، ومن بين «النواقص» التي أشار إليها: الترويج للأعراف الثقافية الأجنبية، و«النواقص الأخلاقية»، وتعزيز «العادات والممارسات غير الإسلامية، مثل الموسيقى، والتلفزيون، والديمقراطية… إلخ».
وبما أن «طالبان» قد حظرت تعليم النساء والفتيات في المرحلتين الثانوية والجامعية، فإن موجة الرقابة الأخيرة تؤثر بشكل أساسي على مناهج الطلاب الذكور. وقالت رحيلة صديقي إن هذه الخطوة تعكس نمطاً من «تقييد النساء في كل مجالات الحياة»، مضيفةً أن حذف مؤلفات النساء يمثل محاولة لـ«تدمير تاريخ حياتهن».
وتأتي هذه الخطوة في إطار عملية إعادة هيكلة أوسع للتعليم العالي، تسعى «طالبان» إلى تنفيذها منذ عودتها إلى السلطة، وتهدف إلى إعادة تشكيل المجتمع الأفغاني ليتوافق مع آيديولوجيتها المتشددة. وقد فصَلت الحركة عشرات من أساتذة الجامعات الذين تزعم أنهم يخالفون قيم الدولة، وقمعت أصوات المعارضة في الحرم الجامعي، وأعادت صياغة المناهج لتعزيز حجم التعليم الديني المطلوب من الطلاب.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، شهدت ولايات عدة في أفغانستان انقطاعاً لخدمة الإنترنت بهدف الحد من «سوء الاستخدام»، ما أثَّر فعلياً على القدرة على حضور الدروس عبر الإنترنت وتبادل المعلومات.