قالت كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز إن المقال الذي نشرته مجلة vanity fair “صيغ بطريقة خادعة ضدها وضد الرئيس الأميركي دونالد ترمب”، وذلك قبل أن يدافع عنها، قائلاً إنه “يقف إلى جانبها”.
وكانت المجلة قد نسبت إلى وايلز القول إن ترمب بأنه يتمتع بـ”شخصية مدمن كحول”، معتبرةً أنها “خبيرة في التعامل مع الشخصيات الكبيرة”.
وقال الرئيس الأميركي لصحيفة “نيويورك بوست” إنه “يقف إلى جانب سوزي وايلز بعد قصة vanity fair”.
وذكرت المجلة على لسان وايلز أن ترمب وقّع في أول يوم له 26 أمراً تنفيذياً، شملت انسحاب أميركا من منظمة الصحة العالمية، واتفاق باريس للمناخ، وإلغاء حق المواطنة بالولادة، وإرسال قوات إلى الحدود الجنوبية، وتجميد المساعدات الخارجية، ووقف التوظيف الفيدرالي.
وأضافت vanity fair أن كبيرة موظفي البيت الأبيض قالت إن ترمب أصدر لاحقاً عفواً عن معظم المدانين في أحداث السادس من يناير 2021 في الكابيتول، والتي أسفرت عن 9 وفيات وإصابة 150 شخصاً، مشيرة إلى أن العفو ضم أيضاً متورطين اعتدوا على عناصر شرطة، فيما خُففت أحكام 14 شخصاً أدينوا بـ”التآمر التحريضي”.
وذكرت أن وايلز ناقشت مع ترمب شمول جميع المدانين بالعفو، وأنها اتفقت في القرارات بشأن “الأشخاص الذين لم يقوموا بأعمال عنف”، لكن ترمب رأى أن حتى المتورطين في العنف “عوملوا بشكل غير عادل”. ولفتت المجلة إلى أن ترمب تجاوز رأي كبيرة موظفي البيت الأبيض مرات عدة.
“خلاف كبير”
وعن التعريفات الجمركية، ونسبت المجلة لوايلز قولها إن “طرح ترمب الفوضوي كان تفكيراً بصوت عالٍ”، وتحدثت عن “خلاف كبير” بشأن ما إذا كانت فكرة جيدة، وإن “مستشاري الرئيس كانوا منقسمين بشدة بين من اعتبرها حلاً سحرياً أو تنذر بوقوع كارثة”.
وذكرت المجلة أن وايلز حاولت تجنيد نائب الرئيس، جي دي فانس، للمساعدة في كبح اندفاع ترمب، قائلة: “قلنا لترمب: لن نتحدث عن التعريفات اليوم.. لِننتظر حتى يكون الفريق متحداً بالكامل ثم سنفعل ذلك”.
لكن ترمب مضى قدماً وأعلن تعريفات “تبادلية” واسعة من 10 إلى 100%، ما أدى إلى ذعر في سوق السندات وعمليات بيع في الأسهم. ثم علّق السياسة 90 يوماً.
وبحسب المجلة، قالت وايلز إنها لا تعتقد أن ترمب سيستخدم الجيش للتأثير على الانتخابات، وإنه سيلتزم بقرارات المحكمة العليا، رغم توقعها أن تواجه الإدارة عراقيل قانونية قبل أن “تنتصر في النهاية”.
تفكيك USAID
وقالت المجلة إن وايلز تطرقت إلى ما وصفته بـ”أول أزمة حقيقية في رئاسة ترمب”، بعد تحرك الملياردير إيلون ماسك لتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، وإنها كانت “مصدومة في البداية”، رغم “العمل الجيد الذي تقوم به الوكالة”.
ووبحسب المجلة قالت وايلز إن ماسك اختار إغلاق الوكالة، وتسريح العاملين فيها، وإعادة بنائها لاحقاً، مضيفة: “ليس هذا ما كنت سأفعله”. وأشارت إلى أنها واجهته قائلة: “لا يمكنك ببساطة إغلاق المكاتب أمام الموظفين”.
ونسبت المجلة إلى كبيرة موظفي البيت الأبيض أن وزير الخارجية ماركو روبيو كُلف بالإشراف على الوكالة، لكن ماسك “واصل التقدم بلا كوابح”، وأن نهجه القائم على السرعة “يكسر بعض الأواني”.
وفي ملف الترحيل، قالت وايلز إن الإدارة بحاجة إلى “التدقيق أكثر” في إجراءات الترحيل، مشيرة إلى حالات ترحيل أثارت جدلاً، من بينها ترحيل أمهات مع أطفالهن الأميركيين، بينهم طفل يتلقى علاجاً من سرطان في المرحلة الرابعة، مؤكدة أنها “لا تستطيع تفسير” ما حدث، حسبما نقلت المجلة.
“هجوم مُغرض”
وبعد نشر المقابلة وإحداثها ضجة واسعة، وصفتها وايلز، عبر منصة “إكس”، بأنها “هجوم مُغرض صيغ بطريقة خادعة ضدي وضد الرئيس الأفضل (ترمب)، وطاقم البيت الأبيض، وأفضل مجلس وزراء في التاريخ”.
وأضافت: “لقد تم تجاهل سياقات مهمة، كما أُغفل الكثير مما قلته أنا وآخرون عن الفريق وعن الرئيس من القصة.. وأفترض، بعد قراءتها، أن ذلك قد تم عمداً بهدف رسم صورة سلبية وفوضوية بشكل ساحق عن الرئيس وفريقنا”.
وتابعت وايلز: “الحقيقة أن إدارة ترمب في البيت الأبيض قد حققت خلال 11 شهراً إنجازات أكثر مما حققه أي رئيس آخر خلال 8 سنوات”.
بدوره، دافع ترمب جونيور عن وايلز، قائلاً إنها “بلا شك أكثر رئيسة (لموظفي البيت الأبيض) فعالية وموثوقة، ومقاتلة، ووفية لوالدي منذ اللحظة التي انضمت فيها”.

