128 مليون مسافر و905 آلاف رحلة خلال العام الماضي
أظهر التقرير السنوي لعام 2024 للهيئة العامة للطيران المدني تحقيق القطاع معدلات نمو على صعيد البنية التحتية، والربط الجوي، والخدمات اللوجستية، وتجربة المسافرين، هي الأعلى تاريخيًا، مما يعكس التحول النوعي الذي يشهده القطاع تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030.
وبيّن التقرير قفزات نوعية في مؤشرات الأداء، حيث تجاوز عدد المسافرين 128 مليونًا، بنسبة نمو 15% عن العام السابق، وارتفع عدد الرحلات الجوية إلى أكثر من 905 آلاف رحلة، في حين توسع الربط الجوي 16% ليغطي 172 وجهة حول العالم، كما شهد الشحن الجوي نموًا قياسيًا بنسبة 34% لتتجاوز 1.2 مليون طن، ما يعزز من قدرة المملكة كمركز لوجستي عالمي.
ولم تقتصر الإنجازات على الجوانب التشغيلية، بل شملت تعزيز السلامة الجوية، والتحول الرقمي، والاستدامة البيئية، وتوطين الكفاءات، إضافة إلى توقيع اتفاقيات استراتيجية عالمية وتطوير مطارات جديدة، مما يعكس تسارع وتيرة التحول في القطاع، رغم التحديات التمويلية والتشغيلية التي أشار إليها التقرير.
نمو شامل في حركة النقل الجوي
سجل قطاع الطيران المدني في 2024 أكثر من 128.6 مليون مسافر، بزيادة 15% عن 2023، منهم 69.3 مليون مسافر دولي، و59.3 مليون مسافر محلي، وارتفعت الرحلات الجوية بنسبة 11% لتصل إلى 905 آلاف رحلة، منها 431 ألف رحلة دولية، و474 ألف رحلة محلية.
وشمل النمو توسعًا في الربط الجوي الدولي بنسبة 16%، ليغطي 172 وجهة، والموافقة على 4980 طلبًا للرمز المشترك بين شركات الطيران، وارتفع عدد الناقلات الجوية الأجنبية العاملة في المملكة إلى 2429 ناقلة، ما يعزز من قدرة المملكة على استقطاب المسافرين من مختلف أنحاء العالم، وتعزيز دور المطارات السعودية، وخاصة مطارَي الملك خالد والملك عبدالعزيز، كمحورين رئيسيين في شبكة النقل العالمية.
خدمات الحجاج والمعتمرين.. نقل 3.2 مليون حاج
خصصت الهيئة أكثر من 25 مليون مقعد لخدمة المعتمرين والحجاج خلال موسم 1445هـ، وأكثر من 3.2 مليون مقعد خلال موسم الحج، عبر 100 ناقل جوي، و نُفذت 1755 رحلة عارضة لنقل الحجاج.
وبلغ عدد المعتمرين الذين تم نقلهم على الرحلات المنتظمة 8 ملايين معتمر، في حين تم تنفيذ أكثر من 4400 رحلة عارضة نقلت أكثر من مليون معتمر.
واستفاد 722 ألف حاج من مبادرة “مسافر بلا حقيبة” التي شغلتها الهيئة بالتعاون مع 21 ناقلاً جويًا إلى 16 وجهة، في حين بلغ عدد المستفيدين من مبادرة “طريق مكة” 323 ألف حاج قدموا عبر 11 مطارًا في 7 دول.
الشحن الجوي.. نمو قياسي بنسبة 34%
حقق قطاع الشحن الجوي نموًا لافتًا بنسبة 34%، ليصل إجمالي حجم الشحن إلى 1.2 مليون طن مقارنة بـ 894 ألف طن في 2023. وارتبط النمو بتوسيع الطاقة الاستيعابية للمستودعات وتحسين الكفاءة التشغيلية.
كما أطلقت الهيئة برامج دعم وحوافز لتعزيز موقع مطاري الملك خالد بالرياض والملك عبدالعزيز بجدة كمراكز للشحن الجوي العالمي، ضمن توجهات “رؤية 2030” لتحويل المملكة إلى مركز لوجستي رائد.
التوطين.. 74% نسبة الطيارين السعوديين
شهد 2024 توطين أكثر من 14.3 ألف وظيفة في القطاع الجوي، وبلغت نسبة السعودة في مهنة الطيار 74%، وتجاوزت نسبة تمثيل النساء في المناصب القيادية 17%، بتعيين 24 امرأة في وظائف قيادية بمختلف المستويات داخل الهيئة والشركات التابعة لها، بدعم من برامج مثل “مسار واعد” والشراكات التدريبية مع جهات دولية.
وأطلقت الهيئة برامج تدريبية متخصصة لتأهيل خريجات تخصصات الإلكترونيات والكهرباء للعمل كـ “فنيات صيانة طائرات” بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة ومجموعة الخطوط السعودية.
ودشنت مطار نادي الطيران السعودي في القصيم، وتم تنفيذ أولى رحلات الطيران الانفرادي لأعضاء النادي، في خطوة لتعزيز نشر ثقافة الطيران بين الشباب وتحفيز المواهب الوطنية على دخول القطاع.
تطوير المطارات والبنية التحتية
تسعى الهيئة لرفع الطاقة الاستيعابية لمطارات المملكة البالغ عددها 29 مطارًا، ضمن خارطة طريق تتضمن إنشاء 6 مطارات و9 صالات للطيران العام، بهدف تمكين الطيران الخاص، ودعم مشغلي طائرات الأعمال، وتعزيز مساهمة قطاع الطيران العام في الناتج المحلي، عبر تسهيلات مخصصة للمستثمرين ومشغلي الخدمات الجوية.
وأطلقت الهيئة خلال عام 2024 مشاريع تطوير وتوسعة في عدة مطارات، شملت توسعة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة، وتطوير مطار الأحساء الدولي بمساحة إجمالية بلغت 58.7 ألف متر مربع لرفع طاقته الاستيعابية إلى مليون مسافر دوليًا.
وشملت المشاريع تدشين صالة دولية جديدة في مطار الطائف على مساحة 6 آلاف متر مربع، بطاقة استيعابية تصل إلى 500 ألف مسافر سنويًا، ما رفع الطاقة الإجمالية للمطار إلى 1.05 مليون مسافر سنويًا، وتشغيل 24 بوابة إلكترونية في مطار الملك خالد الدولي بالرياض. ضمن “المسار الذكي”، تحديث 411 منصة لإنهاء إجراءات الجوازات و440 منصة لقبول الأمتعة.
الشراكات الدولية وصفقات بمليارات
شهد عام 2024 مؤتمر مستقبل الطيران الذي استضافته المملكة بمشاركة أكثر من 8 آلاف شخص و25 وزيرًا، وتم خلاله توقيع صفقات تجاوزت 19 مليار دولار، من أبرزها شراء 105 طائرات جديدة للخطوط الجوية السعودية.
كما وقعت الهيئة اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي، وروسيا، والصين، والبرازيل، إضافة إلى شراكات فنية مع شركات متقدمة مثل SAMI Electronics، مما يسهم في تعزيز مكانة المملكة دوليًا.
التحول الرقمي والتميز التشغيلي
نفّذت الهيئة خطوات نوعية في التحول الرقمي، شملت إطلاق منصة “AVMED” للخدمات الطبية الجوية، وتطبيق نظام أرشفة يحتوي على أكثر من 17 ألف ملف، إضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم اتخاذ القرار.
كما تم تطوير نظام لموازنة الأجور الملاحية أدى إلى خفض التكاليف التشغيلية بنسبة 20% في المطارات الكبرى، مما ساهم في تعزيز التنافسية وجذب استثمارات جديدة.
الاستدامة والسلامة الجوية
تبنّت الهيئة خطة وطنية لسلامة الطيران، واعتمدت خارطة طريق للتنقل الجوي المتقدم، وتم ترخيص أول مطارين مائيين في المملكة تابعين لشركة البحر الأحمر.
كما حصلت مطارات الملك خالد والملك فهد على جوائز ذهبية ضمن “مبادرة المطارات الخضراء”، وواصلت الهيئة جهودها في استخدام الوقود النظيف وخفض الانبعاثات الكربونية.
التحديات ومجالات التحسين
واجه القطاع تحديات في تأخر تمويل المشاريع الاستراتيجية، ونقص الكوادر المتخصصة، إضافة إلى تأخر أتمتة بعض العمليات التشغيلية.
وأوصى التقرير بمواصلة تحسين الأنظمة الإدارية، وتوسيع التعاون الدولي، وزيادة التوطين، وتبني معايير بيئية حديثة لضمان استدامة القطاع ونموه في السنوات القادمة.