رفض قاضٍ فيدرالي أميركي في مدينة تامبا دعوى التشهير التي رفعها الرئيس دونالد ترمب ضد صحيفة “نيويورك تايمز”، معتبراً أن الشكوى المكونة من 85 صفحة “غير سليمة بشكل واضح وغير مقبولة” بموجب القواعد المنظمة للإجراءات المدنية في المحاكم الفيدرالية، حسبما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”.
ورفع ترمب، الاثنين الماضي، دعوى قضائية ضد صحيفة “نيويورك تايمز” وأربعة من صحفييها، والدار التي تنشرها (بنجوين راندم هاوس) تتضمن تهماً بالتشهير والقذف وإلحاق الضرر بسمعته، وطلب 15 مليار دولار على الأقل.
وتتضمن دعوى ترمب سلسلة من المقالات التي نشرتها الصحيفة، إحداها افتتاحية قبل الانتخابات الرئاسية عام 2024 قالت فيها إنه غير مؤهل للمنصب، إلى جانب كتاب نشرته دار بنجوين عام 2024 بعنوان “الخاسر المحظوظ: كيف بدد دونالد ترمب ثروة والده وخلق وهم النجاح”.
وجاء في ملف الدعوى، الذي تم إيداعه الاثنين أمام المحكمة الجزئية في المقاطعة الوسطى بفلوريدا، أن “المدعى عليهم قاموا بنشر الكتاب والمقالات بنية خبيثة وهم يدركون أن هذه المنشورات مليئة بالتشويه والافتراء البغيض عن ترمب”.
وقال محامو ترمب في ملف الدعوى إن تلك المواد، التي جرى نشرها أضرت بأعمال ترمب وسمعته الشخصية، مما تسبب في خسارة اقتصادية كبيرة لعلامته التجارية وفرصه المالية.
وأوضحوا أن “الضرر الذي لحق بقيمة أسهم مجموعة ترمب للإعلام والتكنولوجيا هو أحد الأمثلة على كيفية إلحاق التشهير الذي قام به المدعى عليهم الضرر بالرئيس ترمب”.
وكان ترمب كتب على منصته “تروث سوشيال”: “لقد سُمح لصحيفة نيويورك تايمز بالكذب والتشويه والقذف ضدي بحرية لفترة طويلة جداً، وهذا يتوقف الآن!”.
وأشار ترمب بشكل خاص إلى تأييد الصحيفة لكامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2024، واصفاً إياها بأنها أصبحت “صوت الحزب الديمقراطي اليساري الراديكالي”، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية.
وأضاف أن الدعوى ستُرفع في فلوريدا، وهي ولاية قوية للحزب الجمهوري.
دعاوى ترمب ضد وسائل الإعلام
ولطالما أعرب ترمب عن استيائه من وسائل الإعلام التي يصفها بأنها يسارية ومتحيزة ضده. وفي منشور آخر، انتقد ترمب تأييد الصحيفة لمنافسه في الانتخابات، قائلًا: “وضعوا تأييدهم لكامالا هاريس في مركز الصفحة الأولى لنيويورك تايمز، وهو أمر لم يحدث من قبل!”.
كما اتهم ترمب وسائل إعلام وبرامج تلفزيونية أخرى بـ”تشويهه عبر نظام متطور جداً من التلاعب بالمستندات والصور”.
في يوليو، رفع ترمب دعوى قضائية ضد صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، ومالكها روبرت مردوخ، بعد أن نشرت لأول مرة مذكرة، تقول إنها تعود لترمب تضمنت رسومات فاحشة.
وليس هذه المرة الأولى التي يسعى فيها ترمب لمقاضاة نيويورك تايمز. ففي عام 2023، رفض قاضٍ دعوى قضائية رفعها حينها كرئيس سابق، قائلاً إن المطالبات في الدعوى “غير قانونية”.
الدعوى السابقة البالغة قيمتها 100 مليون دولار اتهمت الصحيفة، بـ”مؤامرة خبيثة” للحصول على سجلاته الضريبية.
كما خسر ترمب محاولة تشهير أخرى في 2023، عندما حاول مقاضاة CNN بزعم تشبيهه بأدولف هتلر، حيث رفض قاضٍ فدرالي الدعوى التي بلغت قيمتها 475 مليون دولار.
