
هاي كورة – كرة القدم تُقاس بمراحل النمو، وفي ريال مدريد تُكتب هذه المراحل بلا توقف لأن سقف المتطلبات لا ينتهي، وفي هذا السياق، خطف التركي أردا غولر الأضواء بعدما طوى مراحل عديدة في صيف واحد، ليعيش واقعًا جديدًا كليًا مع وصول المدرب تشابي ألونسو.
وعلى مدار موسمين، عاش غولر في منطقة رمادية حيث التقت الموهبة مع ضياع الفرص، لم يظهر كأساسي إلا في مباريات قليلة أو لقاءات روتينية، فيما ظل حضوره في اللحظات الحاسمة محدودًا ولم يتجاوز بعض اللمحات الفردية، لكن الموسم الحالي بدأ ليكتب له قصة مغايرة، بعدما أعاد تشابي صياغة أدواره ومنحه الفرصة التي كان يطمح إليها.
وفي كأس العالم للأندية، برز دور غولر بشكل خاص، إذ اعتمد عليه ألونسو بشكل متواصل، في حين لم يغب إلا عن اللقاء الأول ضد الهلال، لم يسبق للاعب التركي أن خاض ست مباريات متتالية منذ أيامه في فنربخشة عام 2023، لكن ذلك أصبح حقيقة الآن في مدريد.
غولر لم يعد مجرد موهبة على الهامش، بل أصبح جزءًا من المشهد الأساسي للفريق، يوظف قدراته لخدمة مبابي وفينيسيوس وبقية زملائه، في المباراة الودية الأخيرة ضد تيرول، أظهر تطورًا واضحًا سواء عبر لمساته المميزة أو توليه مسؤولية الكرات الثابتة، إضافةً إلى حضوره البدني الجديد الذي جعله أكثر صلابة في المواجهات.
وإلى جانب ذلك، ترك الصيف بصمته على جسد غولر، إذ اكتسب قوة ومرونة بفضل أسابيع من العمل البدني المكثف، مما يجعله قادرًا على الصمود في موسم طويل ومرهق.
وعلى المستوى الدولي، يترقب اللاعب التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026 مع منتخب بلاده، حيث يواجه تحديًا كبيرًا في مجموعة تضم إسبانيا، على أمل أن يثبت مكانته كوجه بارز لتركيا في الساحة العالمية.