أفادت مصادر الأربعاء، بغرق سفينة الشحن “إيترنيتي سي”، التي ترفع علم ليبيريا، وتشغلها شركة يونانية بعد تعرضها لهجوم حوثي بقوارب مُسيرة وزوارق سريعة، قبالة اليمن، فيما ذكرت أن فريقاً أمنياً وسفناً، أطلقوا مهمة لإجلاء طاقم السفينة.
وذكرت المصادر أن بعض أفراد الطاقم لا يزالون في الماء بعد غرق السفينة، مشيرة إلى أنه تم إنقاذ 5 حتى الآن، فيما قال مسؤول مطلع إن 4 بحارة على متن السفينة لقوا حتفهم.
وهذه أول واقعة منذ يونيو 2024 يسقط فيها بحارة بهجمات على سفن في البحر الأحمر، ليرتفع إجمالي ضحايا هذه الهجمات إلى 8.
وقالت مصادر في قطاع الأمن البحري لـ”رويترز”، إن “إترنيتي سي”، التي تقل طاقماً يضم 22 فردا، وهم 21 فلبينياً وروسي واحد، تعرضت لهجوم بقوارب مسيرة وقذائف صاروخية أُطلقت من زوارق سريعة مأهولة.
ولم يعلق الحوثيون على حادث “إترنيتي سي”، لكنهم قبل ساعات من الهجوم، أعلنوا مسؤوليتهم عن هجوم على الناقلة “ماجيك سيز”، التي ترفع علم ليبيريا أيضاً وتديرها شركة يونانية قبالة جنوب غرب اليمن الأحد، وقالوا إن السفينة غرقت.
ونشروا لاحقاً مقطعاً مصوراً لما وصفوه بهجومهم على السفينة “ماجيك سيز”. تضمن المقطع نداء استغاثة وانفجارات متعددة وغرق السفينة في النهاية. ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة المقطع على نحو مستقل.
وقال الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينجيز، الثلاثاء، “بعد هدوء على مدى عدة أشهر، يشكل استئناف الهجمات المؤسفة في البحر الأحمر تجدداً لانتهاك القانون الدولي وحرية الملاحة”.
وأضاف “البحارة الأبرياء والسكان المحليون هم الضحايا الرئيسيون لهذه الهجمات والتلوث الذي يترتب عليها”.
تنديد أميركي
من جانبها، نددت وزارة الخارجية الأميركية بما وصفته “الهجوم الإرهابي الحوثي غير المبرر على سفينتي الشحن المدنيتين ماجيك سيز وإترنيتي سي”، معتبرة إياه دليلاً على التهديدات، التي يشكلها الحوثيون لحرية الملاحة والأمن الإقليمي.
وأضافت في بيان، أن واشنطن “ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حرية الملاحة والشحن التجاري”.
وقالت السلطات في جيبوتي إن سفينة تجارية كانت تعبر في المنطقة أنقذت جميع أفراد طاقم “ماجيك سيز”، ووصلوا بسلام إلى جيبوتي الاثنين.
“تزايد المخاطر”
وكانت كل من “إترنيتي سي” و”ماجيك سيز” ضمن أسطولين تجاريين زارت سفن تابعة لهما موانئ إسرائيلية خلال العام الماضي.
وقالت إيلي شفيق، رئيسة قسم المعلومات لدى شركة فانجارد تيك لإدارة المخاطر البحرية، والتي تتخذ من بريطانيا مقراً “توقف نشاط الحوثيين لا يشير بالضرورة إلى تغيير في النوايا. ما دام الصراع في غزة مستمراً، فإن السفن ذات هذا النوع من الارتباط، سواء كان وهمياً أو حقيقياً، ستظل تواجه مخاطر متزايدة”.
وقالت وزارة العمال المهاجرين الفلبينية الثلاثاء، إن البحارة الفلبينيين، الذين يشكلون أحد أكبر تجمعات البحارة التجاريين في العالم، تلقوا نداءات لممارسة حقهم في رفض الإبحار في المناطق “عالية الخطورة والشبيهة بمناطق الحرب”، بما في ذلك البحر الأحمر، وذلك بعد أحدث الهجمات.
وذكر جاكوب لارسن كبير مسؤولي السلامة والأمن في مجلس بحر البلطيق والملاحة البحرية الدولي (بيمكو)، وهو جمعية لقطاع الشحن، انخفضت حركة الشحن البحري عبر المنطقة بنحو 50% عن مستوياتها الطبيعية منذ الهجمات الأولى للحوثيين عام 2023.
وقال لارسن “استمر هذا الانخفاض في حركة النقل البحري بسبب استمرار عدم القدرة على التنبؤ بالوضع الأمني. وبالتالي، لا تتوقع بيمكو أن تُغير أحدث الهجمات أنماط الشحن الحالية تغييرا كبيرا”.
وأفادت مسؤولة (أسبيدس) بأن هجوم الاثنين على السفينة “إترنيتي سي”، كان على بُعد 50 ميلا بحرياً جنوب غربي ميناء الحديدة اليمني، هو الثاني على السفن التجارية في المنطقة منذ نوفمبر 2024.