
لفت عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين، الى ان “تحرير الأرض ثمرة دماء الشهداء”، معتبرا ان الانتخابات البلدية والاختيارية “رسالة صارخة ومدوية للمراهنين على ضعف المقاومة”.
تحدث عز الدين، في الاحتفال التأبيني الذي أقيم في بلدة طيرفلسيه الجنوبية، للفقيدة المرحومة الحاجة ماجدة علي عيسى، في حضور شخصيات وفعاليات وعلماء دين إلى جانب عائلة الفقيدة وحشد من أهالي البلدة.
وبعد آيات من القرآن الكريم، ألقى النائب حسن عز الدين كلمة تقدم من خلالها بالتعازي إلى ذوي الفقيدة، مشيدا بتاريخ العائلة النضالي والتزامها بخط الجهاد والمقاومة منذ انطلاقته، ومؤكدا “أن أبناء هذه العائلة واصلوا درب التضحية والوفاء للوطن جيلا بعد جيل”.
وتطرق النائب عز الدين إلى الشؤون السياسية العامة، من بوابة عيد المقاومة والتحرير الذي نعيش أجواءه، فقال:”أننا ننظر إلى المستقبل ونتساءل: ماذا نستطيع أن نفعل في ما يتعلق بعيد المقاومة والتحرير؟ فهذا التحرير الذي لم يكن ليحصل لولا هؤلاء المقاومين، هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم، والذين عاهدوا الله وصدقوا ما عاهدوه عليه، فوقفوا في وجه الطغاة والمستبدين والمستعمرين والمحتلين، والكل يعلم أنه حين كنا في عام 1982، لم نكن نملك شيئا في موازين القوى والإمكانيات، ولكننا كنا الأقوياء بإيماننا، بعقيدتنا، بإرادتنا وداخل ذواتنا”.
وتابع النائب عز الدين:”كنا في زمن الإمام الخميني قدس سره، الذي عندما أخبروه بأن العدو الإسرائيلي دخل لبنان ووصل إلى العاصمة بيروت، كان جوابه: “الخير فيما وقع، لقد وقعت إسرائيل في الفخ”، وهذه حقيقة تجسدت من خلال هؤلاء الشباب المؤمنين الذين ثبتوا على عقيدتهم، فتمكنوا من مواجهة العدو، بأسنانهم وأظافرهم، وبما يملكون من قدرة، وإن كانت ضعيفة جدا”.
وأضاف :” قد لا يصدق البعض، إذا قلت إن الإخوة كانوا يذهبون لتنفيذ العمليات بعد أن يستعيروا السلاح من الأحزاب الوطنية ومن المقاومة الفلسطينية، لتقوم مجموعة صغيرة بتنفيذ الكمائن والمواجهات مع العدو الصهيوني. نعم، هكذا بدأت هذه المقاومة التي ننتمي إليها اليوم، ونحن نرفع رؤوسنا بهذا الانتماء المتجذر في نفوسنا، والمتجذر بأصله وأساسه من كربلاء”.
وشدد النائب عز الدين على “أن هذا العيد هو يوم إلهي، ويوم مشهود ويوم من أيام الله، يجب أن نحفره في قلوبنا وذاكرتنا وعقولنا وأرواحنا حتى لا ننسى، وأن ندرس الأجيال كلها ليعرفوا معنى تحرير جنوب لبنان من العدو الإسرائيلي، التحرير الذي كان انتصارا عربيا، بل إسلاميا على هذا الكيان، وهو اليوم أسقطنا فيه إسرائيل الكبرى، وحررنا فيه أرضنا بالقوة، وطردنا المحتل بقوة النيران وفي جنح الظلام، يوم مجيد في تاريخ الأمة”.
وأشار النائب عز الدين إلى “أن علينا أن نحمي هذا اليوم ونحفظه وندرسه ونتناقله جيلا بعد جيل، فهو نقطة مضيئة في تاريخنا وتاريخ أمتنا، وفيه نستحضر كل الشهداء، شهداء طريق القدس، وعلى رأسهم الشهيدان المقدسان سماحة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين وإخوانهم الذين ارتقوا إلى الله، وإلى كل الشهداء دون استثناء والذين ببركة تضحياتهم، تمكّنا من تحقيق هذا النص”ر.
وانتقل النائب عز الدين للحديث حول الاستحقاق الإنتخابي البلدي، فقال: “لا شك بأن ما حصل بالأمس كان رسالة صارخة ومدوية لكل الذين راهنوا على ضعف المقاومة، ووهنها، وانتهائها، وهزيمتها، سواء كانوا في الداخل أو في الخارج، فقد أثبتت هذه الانتخابات مجموعة أمور، من أبرزها أن نسبة البلديات التي فازت بالتزكية تجاوزت نصف عدد البلدات والقرى في المنطقة، وهذا يدل على أهمية هذا التفاهم بين القوى السياسية والعائلات وأصحاب الرأي، ويؤكد على الوفاء والتوافق لأجل المصلحة العامة والخير العام”.
واستطرد :”لا مكان للمنطق الذي يدعي أننا فرضنا التوافق والتزكية بالقوة، وهذا نوع من الشيطنة لأنه جاء نتيجة فشل الرهانات على هذا المجتمع، وهذا الشعب، وهذه البيئة الحاضنة لهذا الخيار”، مشددا على “أن هذا الاستحقاق الذي خضناه كان شريفا ونزيها وحرا وديموقراطيا بكل المعايير والمقاييس، والأهم من ذلك أنه كان ختامه مسكا”.
وختم النائب عز الدين مشيرا إلى “أن البلدية ليست مجرد كهرباء ومياه ونفايات، بل هي أيضا ثقافة ورياضة وبيئة وتنمية للموارد البشرية، وهي جزء أساسي من التفاعل الاجتماعي مع الآخرين”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام