أثارت صور لمنتجع سياحي في الساحل الشمالي في دلتا مصر تظهره على هيئة «شمعدان» جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وبرز اسم «الشمعدان اليهودي» ضمن قوائم الترند على «إكس» في مصر، الاثنين.
وتوالت التعليقات على الصور التي انتشرت بشكل موسع على «السوشيال ميديا»، مع تعليقات تؤكد أنها مأخوذة من «خرائط غوغل»، في حين شكَّك بعضهم في صحة الصور، واعتبروها مقتطعة بطريقة معينة لإعطاء هذا الانطباع، بينما دخل على خط الجدل الباحث اليهودي إيدي كوهين، المعروف بإثارته للجدل دائماً بطريقة متعصبة، معلقاً على الصورة بأنها «ليست صدفة».
المشروع الذي أثارت صورته الجدل هو منتجع سياحي يتوسط محافظات الدلتا (شمال مصر)، ويبتعد عن مدينة الإسكندرية نحو 130 كيلومتراً، وعن مدينة كفر الشيخ 70 كيلومتراً، وعن مدينة المنصورة 87 كيلومتراً، وعن المنصورة الجديدة 7 كيلومترات، وفق ما توضح صفحة المشروع على شبكة الإنترنت.
وتوالت التعليقات التي تربط بين التصميم والرمز الديني الشهير «الشمعدان اليهودي» ذي الـ7 أذرع. وعلق على الصورة المنتشرة الصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين وكتب: «لا مكان للصدفة».
وقال الأكاديمي المصري، الدكتور محمد عبود، المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، إن «إيدي كوهين كعادته خرج ليصطاد في الماء العكر محاولاً أن يزج بنفسه في قلب الجدل المثار حول صور منتجع مصري ظهر في هيئة أشبه بالشمعدان اليهودي، وكأن القضية موجّهة رأساً من إسرائيل، مع أن الموضوع في جوهره لا يتجاوز خطأ تصميم، أو مصادفة بصرية، ومع ذلك فإن كوهين يتعمد تحويله إلى مادة سياسية هدفها إشعال مزيد من الجدل في مصر والعالم العربي».
ويضيف عبود لـ«الشرق الأوسط»: «كوهين يعتمد تكتيكاً متكرراً، يحاول استغلال أي حدث مثير للجدل ورسم صورة ذهنية موجهة في وعي المتابع العربي مفادها بأن إسرائيل حاضرة وراء كل التفاصيل، وأنها قوة خفية تسيطر على العالم العربي. والهدف النهائي واضح: هز ثقة العرب في أنفسهم وفي حصانتهم الفكرية والثقافية، وإيهامهم بأنهم مراقَبون ومحاصرون بلا مفر، وصولاً إلى ترويج وهم القوة الإسرائيلية المفرطة».
ويؤكد عبود أن «إيدي كوهين ليس أكثر من بوق دعائي، وجزء من ماكينة أكبر: الوحدة 8200 في المخابرات العسكرية الإسرائيلية. وفي مشهد المنتجع السياحي، تصرف كوهين كما يتصرف لصوص الطرق: لم يصنع الحدث، لكنه انقض عليه لسرقة الاهتمام وتسخيره في خدمة أهداف أمنية. حديثه عن أن الأمر بأنه (لا مكان للصدفة) لم يكن تحليلاً بريئاً، بل محاولة خبيثة لجر الرأي العام المصري والعربي إلى وهم السيطرة الإسرائيلية، وتحويل نقاش معماري أو بصري إلى قضية هوية وصراع حضاري».
ووصف تعليقات كوهين بأنها «حرب معنوية لا تقل خطورة عن أي حرب عسكرية، حرب على الثقة والوعي، هدفها إضعاف الروح المعنوية، وإقناع الناس بأن إسرائيل تتسلل إلى كل زاوية من حياتهم».
من ناحية أخرى، رفضت بعض الآراء هذا الربط، واعتبرت الصورة مجرد تصميم معماري–عمراني بحت، له فلسفة وأهداف حيوية، ولا يتضمن رموزاً دينية.
فيه ناس شافت الصورة دى من جوجل إيرث وافتكرت إن التصميم ده مستوحى من الشمعدان اليهوديالتخطيط ده معماري/عمراني بحت، وبيُستخدم كتير جداً في القرى السياحية والمنتجعات الساحلية حوالين العالم. الهدف الأساسي منه: pic.twitter.com/2iAyXLtImf
— Maha Yasser (@MahaYas04045073) August 24, 2025
في حين شكك آخرون في الصورة المنتشرة، ونشروا صورة أخرى وصفوها بـ«التصميم الحقيقي».
من جانبه رأى الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا»، معتز نادي، أن هذه القصة الجدلية تلقى رواجاً على منصات التواصل الاجتماعي، والسبب يعود لغياب شرح رسمي من الجهة المصممة تشرح فلسفة التصميم المعماري والهندسي مع وجود رمز ديني، ويضيف نادي لـ«الشرق الأوسط» أنه «في ظل وضع ملتهب بالشرق الأوسط يصاحبه تصريح استفزازي يلمّح إلى نيات خفية تفتح الباب لنظرية المؤامرة وكلها عوامل تشعل الانتشار الفيروسي بتأويل، ورمزية لا تتضح معها الحقائق، وبالتالي لا بد من وجود رواية أصلية تفند شكل التصميم، وتشرح أبعاده ببساطه إلى الجمهور العادي دون ترك الساحة لمغرضين يريدون ضرب الفراغ المعلوماتي بالتضليل والخلل المعلوماتي لعدم وجود ملابسات واضحة تكشف تفاصيل الصورة والمعلومات الخاصة بها».