دشن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، اليوم (الأحد)، حزمة من المشاريع الإنسانية في سوريا، تشمل قطاعات: الأمن الغذائي، والصحة، والدعم المجتمعي، والمياه والإصحاح البيئي، والتعليم، والإيواء، وإعادة التأهيل، وذلك في إطار دعم جهود التعافي المبكر والتخفيف من معاناة المتضررين.
المركز قدم لسوريا منذ تأسيسه 454 مشروعًا بـ5.25 مليار ريال
وأكد المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، د. عبدالله الربيعة، خلال حفل تدشين المشاريع في العاصمة السورية دمشق، أن المركز، منذ تأسيسه عام 2015، خصص لسوريا أكثر من 454 مشروعًا إنسانيًا تجاوزت قيمتها 5.25 مليار ريال، من أصل أكثر من 28 مليار ريال قدمتها المملكة.
وأضاف أن دعم المملكة للشعب السوري لم يقتصر على ذلك، بل امتد لعقود سابقة من خلال استضافة السوريين ومنحهم حقوق التعليم والرعاية الصحية المجانية، فضلًا عن تسيير القوافل الإنسانية داخل سوريا ولمخيمات اللاجئين في دول الجوار.
وأشار إلى أن العمل الإنساني يشكل جزءًا أصيلًا من هوية المملكة العربية السعودية ونهجًا حضاريًا يعزز الروابط بين الشعوب ويحيي روح التكافل بين البشر جميعًا.
وأوضح أن هذا النهج ترسخ بفضل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ومتابعة ودعم ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، ليتحول إلى استراتيجية مؤسسية متكاملة يجسدها عمل المركز الذي امتد نطاقه إلى 108 دول حول العالم، من ضمنها وفي مقدمتها الجمهورية العربية السورية الشقيقة.
واختتم الربيعة حديثه بالتأكيد على أن المملكة ستظل ملاذًا للمحتاجين وداعمًا للشعوب في مسيرتها نحو التعافي والازدهار، معربًا عن شكره للرئيس السوري، ولأعضاء الحكومة والمسؤولين على كرم الضيافة وتسهيل مهام فريق المركز والطواقم الطبية بما مكّنهم من أداء واجباتهم التطوعية والإنسانية.
وفي السياق ذاته، دشَّن “الربيعة” حزمة من المشروعات الإنسانية في سوريا، ووقع عددًا من الاتفاقيات في مدينة دمشق، وذلك برعاية الرئيس السوري أحمد الشرع، في حفل حضره عدد من المسؤولين والوزراء في سوريا، استعرض جهود المركز ومبادراته النوعية حول العالم.
وتضمنت المشروعات المدشنة إعادة تأهيل المخابز المتضررة في محافظات ريف دمشق، وحمص، واللاذقية، والسويداء، ودرعا، حماة، ودير الزور، وحلب، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ليستفيد من ذلك 1.4 مليون فرد، إضافة إلى المشروع المخصص لإعادة تأهيل 715 منزلًا للعائلات المتضررة من الزلزال في محافظة حلب، كذلك ترميم مسجد البلدة وتجهيز 55 وحدة سكنية مؤقتة للعائلات الأشد تضررًا التي أصبحت بلا مأوى، ويستفيد منه 4.5 ألف فرد.
وجرى تدشين المشروع المخصص لرعاية وتمكين الأيتام في شمال غرب سوريا بغرض تقديم كفالات نقدية شهرية لدعم ألف طفل يتيم في منطقة جنديرس، إضافة إلى تمكين 400 امرأة من ربات المنازل اقتصاديًا من خلال تقديم منح عينية لهن، وكذلك مشروع أمان لرعاية الأيتام المتضررين في محافظة حلب ويهدف إلى تقديم الكفالات النقدية وتوفير المستلزمات الأساسية والدعم النفسي والاجتماعي للأيتام، إلى جانب تمكين أمهات الأيتام اقتصاديًا عبر التدريب المهني، وتوفير الأدوات اللازمة.
وشملت أيضًا مشروعا لتأمين 454 جهازًا للغسيل الكلوي مع مستلزماتها ومحاليلها لتوزيعها في مختلف المحافظات السورية، يستفيد منه 51.4 ألف فرد، ومشروع لتقديم المساعدات الطبية يتضمن تجهيز 17 مستشفى مركزيًا في مدينتي اللاذقية وحلب بالأجهزة الطبية، وتوريد جهازين بالتصوير المقطعي المحوسب، إضافة إلى أجهزة الأشعة والموجات الصوتية والإيكو لأقسام الأشعة، وتأمين 10 سيارات إسعاف ومجموعة كبيرة من الأدوية، يستفيد منه 4 ملايين فرد.
كما جرى تدشين مشروع لتشييد مركز رعاية صحية وملحقاته لإعادة تأهيل الخدمات الصحية الأساسية التي تضررت بشكل كبير من الأزمة الإنسانية، وتحسين الوصول للفئات الضعيفة في محافظة دمشق، إضافة إلى تدشين الجسر البري الإغاثي لدعم الشعب السوري الذي يتضمن تدشين 50 شاحنة تحمل أجهزة غسيل الكلى ومستلزماتها الطبية، ومواد غذائية وإيوائية، ومعدات ثقيلة، وآليات لرفع الأنقاض، وسيارات إسعاف.
وضمن جهود المركز، دُشن كذلك 61 مشروعًا تطوعيًا طبيًا وغير طبي في 45 تخصصًا يجري تنفيذها خلال العام 2025م، منها 8 مشاريع انطلقت بالتزامن مع حفل التدشين، وتشتمل على تخصصات متنوعة كجراحة الأطفال، وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، وجراحة الأورام للأطفال، وجراحة المخ والأعصاب، ومشروعين لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي، ومشروع مختص بالتدريب على مجال الجراحة والعناية المركزة، ومشروع للإثراء والنقل المعرفي (الأمن السيبراني).
كما وقع المركز 9 اتفاقيات تعاون مع منظمات إنسانية محلية ودولية وأممية تهدف إلى دعم العمل الإغاثي في سوريا، وشملت الاتفاقية الأولى دعم سلسلة إنتاج القمح في الريف الشرقي لمحافظة حلب، يستفيد منها 16.5 ألف فرد بواقع 2.5 ألف أسرة.
وتهدف الاتفاقية الثانية لتأهيل 15 بئرًا وتوفير المياه الصالحة للشرب في منطقة دوما بريف دمشق، يستفيد منها 250 ألف فرد، فيما شملت الاتفاقية الثالثة تنفيذ مشروع سبع سنابل في الشمال السوري لدعم 750 أسرة زراعية وتمكينها من إنتاج الخضروات والقمح وتوفير فرص عمل لـ500 عامل بنظام الأجر اليومي.
وتتعلق الاتفاقية الرابعة بتأهيل شبكات الصرف الصحي في منطقة القابون بدمشق، يستفيد منها 21 ألف فرد، فيما تعنى الخامسة بتنفيذ مشروع “بسمة أمل” لرعاية الأيتام في سوريا وتشمل صرف الكفالات النقدية، وسداد الرسوم الدراسية، وتقديم برامج وأنشطة ترفيهية، إضافة إلى توفير السلال الغذائية والكسوة للأيتام وأسرهم، فيما شملت الاتفاقية السادسة تأهيل آبار العقدة الثامنة في بلدة صحنايا بمحافظة ريف دمشق يستفيد منها 300 ألف فرد.
تدشين 50 شاحنة ضمن الجسر البري الإغاثي لدعم الشعب السوري
كما وقَّع مركز الملك سلمان للإغاثة اتفاقية سابعة لإزالة وإدارة الإنقاض في محافظة دمشق وريفها، يستفيد منها أكثر من 4 ملايين فرد، واتفاقية تعاون مشترك ثامنة مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني، لإعادة تأهيل 34 مدرسة متضررة في محافظات حلب وإدلب وحمص، يستفيد منها 26.1 ألف فرد، إضافة إلى توقيع المركز اتفاقية تاسعة لإعادة تأهيل المقر الخاص بوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، ورفع القدرات وتبادل الخبرات في المجال الإنساني في محافظة دمشق.
وأكد الرئيس السوري، في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، أن هذا الحدث الإنساني البارز يجسد عمق الأخوة والتعاون بين البلدين، ويعبر عن روح التضامن الإنساني في مواجهة التحديات.
وأعرب عن شكره إلى المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وإلى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، على ما قُدم من دعم ومساندة للشعب السوري طوال السنوات الماضية، وعلى الوقوف إلى جانب سوريا في هذه المرحلة المهمة، من خلال مشاريع نوعية تسهم في التخفيف من معاناة المواطنين، وتعزز قدرات الاستجابة الإنسانية، وجهود التعافي على المستويات كافة.
وخلال الزيارة نفسها، دشّن “الربيعة” 50 شاحنة ضمن الجسر البري الإغاثي لدعم الشعب السوري، تحمل على متنها أجهزة غسيل الكلى ومستلزماتها الطبية ومواد غذائية وإيوائية، إضافة إلى معدات ثقيلة، وآليات لرفع الأنقاض وسيارات إسعاف، حيث يبلغ وزن حمولة الشاحنات 673 طنًا.
وتعد هذه الشاحنات امتدادًا للجسر البري الإغاثي السعودي الذي انطلق مطلع هذا العام 2025م، حيث وصل منه سابقًا 800 شاحنة، إلى جانب الجسر الجوي الإغاثي السعودي وصل منه 18 طائرة إغاثية، و يبلغ وزن إجمالي الجسرين 13.5 ألف طن من المواد الغذائية والطبية والإيوائية.
وكان الربيعة والوفد المرفق له قد بدؤوا زيارة إلى الجمهورية العربية السورية؛ بهدف تدشين وتوقيع عددٍ من البرامج والمشاريع الإغاثية والإنسانية والتطوعية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الإنسانية التي تقدمها المملكة للتخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق، وتأكيدًا على عمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع بين البلدين.
