فيما تستعد مصر لتنظيم احتفالية عالمية، أول نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لافتتاح المتحف المصري الكبير رسمياً، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة رؤساء وملوك العديد من الدول، يترقب كثيرون زيارته والتعرف على أبرز معروضاته التي تروي قصة الحضارة المصرية.
ويضم المتحف المصري الكبير قاعات عرض أثري متنوعة تنقل الزائر في رحلة عبر عصور مصر التاريخية المختلفة، كما يضم قطعاً أثرية تعرض للمرة الأولى منذ اكتشافها.
بيت توت
تعد قاعة «توت عنخ آمون» أبرز وأهم قاعات المتحف المصري الكبير، لا سيما أنها ستشهد للمرة الأولى عرض المجموعة الكاملة للفرعون الذهبي منذ اكتشاف مقبرته في وادي الملوك بالأقصر (جنوب مصر) في نوفمبر 1922، ما يجعل المتحف الكبير بمثابة «بيت توت»، على حد وصف الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير في حديثه لـ«الشرق الأوسط».

ومنذ اكتشاف المقبرة، عرضت بعض مقتنيات توت في المتحف المصري بالتحرير، وكان على رأسها القناع الذهبي الذي ارتحل أخيراً ليستقر في المتحف الكبير، لكن المجموعة المكونة من أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية لم تعرض كاملة، وكانت بعض آثارها المميزة في المخازن، قبل أن يتم ترميمها وتجهيزها لتعرض للجمهور للمرة الأولى.
«أجنة» الفرعون الذهبي
ومن بين هذه الآثار، يقول زيدان: «ختم توت عنخ آمون، وهو أول أثر عثر عليه مكتشف المقبرة هوارد كارتر، إضافة إلى درع من الجلد لم تُعرض من قبل»، ويشير إلى أن من بين المعروضات التي تعرض للمرة الأولى «أجنة توت عنخ آمون»، وهي عبارة عن جنينين عمرهما خمس وسبع شهور، عثر عليهما في تابوتين في الجهة الشمالية من حجرة الدفن، ونُقلا إلى كلية طب قصر العيني بالقاهرة، حيث استقرّا في معامل الكلية ما يزيد على 80 عاماً.

وستشهد قاعة توت للمرة الأولى أيضاً عرض العجلات الحربية الست للفرعون الذهبي في مكان واحد، بعدما كانت موزعة بين متاحف التحرير والحربي والأقصر. وربما تكون القطعة الوحيدة التي لا تضمها قاعة توت عنخ آمون هي المومياء المعروضة حالياً في مقبرته بالأقصر، والتي قررت لجنة أثرية قبل سنوات عدم نقلها من مكانها.
المسلة المعلقة
ومن بين أبرز معروضات المتحف أيضاً «المسلة المعلقة» التي تستقبل الزوار في الساحة الخارجية، وهي مسلة خاصة بالملك رمسيس الثاني، كانت موجودة في «صان الحجر» بمحافظة الشرقية (دلتا مصر).

وعبر تصميم مختلف، وُضعت المسلة على قاعدة مرتفعة تتيح للزائر رؤية «خرطوش الملك رمسيس الثاني الموجود أسفل بدن المسلة»، والذي ظل مخفياً عن الأنظار أكثر من 3500 عام، بحسب زيدان.
والملك رمسيس الثاني أحد أشهر الملوك الذين حكموا مصر القديمة في عصر الدولة الحديثة، وبالتحديد في فترة الأسرة التاسعة عشر نحو 1279 وحتى 1213 قبل الميلاد.
تمثال رمسيس الثاني
ويحتفي المتحف بتمثال الملك رمسيس الثاني، وهو أول القطع الأثرية الضخمة التي تستقبل الزائر في «البهو» العظيم للمتحف. والتمثال مصنوع من الغرانيت الوردي ويبلغ طوله 11.30 متر، ويزن نحو 83.4 طن.

ويعود تاريخ اكتشافه إلى عام 1820 بمنطقة ميت رهينة (الجيزة). وفي عام 1955 نقل التمثال إلى ميدان «باب الحديد»، بوسط القاهرة والذي سُمي لاحقاً بميدان رمسيس، ولا يزال يحمل الاسم نفسه، رغم نقل التمثال إلى المتحف الكبير عام 2006.
عمود مرنبتاح
في البهو أيضاً يمكن للزائر رؤية عمود الملك مرنبتاح، ابن رمسيس الثاني، المصنوع من الغرانيت الوردي، والذي يعود تاريخ اكتشافه إلى عام 1970 في مدينة أون (عين شمس)، بالقاهرة، ويبلغ طوله 5.60 متر ويزن نحو 13 طناً.

وعمود الملك مرنبتاح من الأعمدة التذكارية ومزين بنقوش غائرة مكتوبة بالخط الهيروغليفي، وعليه نصوص تحكي عن الانتصار الذي حققه الملك مرنبتاح في العام الخامس من حكمه، والتي تعد إحدى المعارك الحربية الشهيرة في فترة حكم الرعامسة، بحسب زيدان.
الدرج العظيم
وقبل الصعود لقاعات العرض الرئيسية يمكن للزائر التجول بين 59 قطعة أثرية على «الدرج العظيم». وهو واحد من أساليب العرض المتحفي التي تُميز المتحف الكبير عن باقي المتاحف، وفق زيدان.

ويشير زيدان إلى أن الدرج العظيم يضم مجموعة من «أفضل وأضخم القطع الأثرية الثقيلة التي تجسد روائع فن النحت في مصر القديمة»، تبدأ من عصر الدولة القديمة وحتى العصر اليوناني الروماني، وينتهي الدرج العظيم بمشهد بانورامي يُظهر الأهرامات من شرفة زجاجية».
متحف مراكب خوفو
وفي مبنى مستقل بجوار المبنى الرئيسي للمتحف، يمكن للجمهور زيارة «مراكب خوفو»، وسيعرض مركب خوفو الأول بطريقة تسمح للزوار بالدوران حوله ورؤيته من جميع الجوانب، بينما سيخصص قسم آخر من المتحف للمركب الثاني حتى يتمكن الزوار من مشاهدة عملية الترميم والتجميع، التي ستستغرق من 5 إلى 7 سنوات، بحسب زيدان.

ومراكب خوفو، أو مراكب الشمس، هي أقدم أثر عضوي في التاريخ الإنساني، حيث يبلغ عمرها أكثر من 4600 عام، وهي مصنوعة من خشب الأرز.

