أكدت روسيا، اليوم الأربعاء، معارضتها نشر قوات أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا، واستبعدت فكرة ترتيب لقاء قريب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في ضربة جديدة لفرص التوصل إلى اتفاق للسلام.
واجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مؤخراً مع كل من زيلينسكي وبوتين بشكل منفصل في إطار مسعاه لإنهاء النزاع المتواصل منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف.
لكن روسيا لم تظهر مؤشرات واضحة على استعدادها للتوصل إلى تسوية.
وتضغط أوكرانيا للحصول على ضمانات أمنية مدعومة من الغرب في إطار أي اتفاق، لضمان عدم تعرّضها لهجمات روسية مجدداً، في حين تطالب موسكو كييف بالتخلي عن مزيد من الأراضي في شرق البلاد.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين لدى سؤاله عن وجهة نظر موسكو فيما يتعلق بنشر قوة أوروبية لحفظ السلام في إطار أي اتفاق لإنهاء النزاع: «ننظر إلى هذا النوع من النقاشات بسلبية».
وأشار إلى أن «تحريك البنى التحتية العسكرية للناتو (حلف شمال الأطلسي)… إلى أوكرانيا هو تماماً» ما تراه روسيا أحد «الأسباب الرئيسة» وراء تحرّكها لإطلاق عمليتها العسكرية الشاملة في فبراير (شباط) 2022.
وقُتل عشرات آلاف الأشخاص في النزاع الذي دمّر أجزاء واسعة من البلاد، وأجبر الملايين على الفرار من منازلهم.
وأفاد بيسكوف بأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا هي: «من أهم المواضيع» التي يتم بحثها في أي محادثات تهدف للتوصل إلى تسوية، مضيفاً أن موسكو لن تناقش تفاصيل هذه المسألة علناً.
واتّهم زيلينسكي في وقت سابق روسيا، التي رفضت عدة دعوات لوقف إطلاق النار فوراً، بعدم الجديّة في سعيها للسلام.
وأفاد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بأن «الروس يبعثون حالياً برسائل سلبية بشأن الاجتماعات وغيرها من التطورات. تتواصل الضربات على مدننا وقرانا».
وتجري كييف محادثات مع أبرز داعميها في مسعى لتحديد ما يمكن أن تكون عليه أي ضمانات أمنية.
اجتماع بوتين وزيلينسكي
ويرى زيلينسكي أن عقد اجتماع مع بوتين أمر ضروري لكسر الجمود بشأن أي اتفاق محتمل.
لكن الكرملين، الذي حاول مراراً التشكيك في شرعية زيلينسكي، استبعد مجدداً فكرة انعقاد قمة في أي وقت قريب.
وقال بيسكوف لوسائل إعلام بينها «وكالة الصحافة الفرنسية» في اتصال مقتضب إن «أي تواصل عالي المستوى، أو على أعلى مستوى يجب أن يتم التحضير له جيداً ليكون فعالاً».
وأضاف أن كبار المفاوضين الروس والأوكرانيين «على اتصال»، لكن لم يتم بعد تحديد موعد لإجراء مفاوضات.
ولم تسفر ثلاث جولات من المفاوضات بين الطرفين في إسطنبول عن أي نتائج تتجاوز مبادلة الأسرى.
وطالب ممثلو موسكو في المفاوضات أوكرانيا بسحب قواتها من أربع مناطق هي: دونيتسك، وخيرسون، ولوغانسك، وزابوريجيا سبق أن أعلنت روسيا ضمها، لكنها لا تسيطر عليها بالكامل، على أنه شرط مسبق لأي اتفاق سلام. ورفضت كييف هذه الفكرة تماماً.
في الأثناء، تضغط روسيا عسكرياً على خط الجبهة.
وقالت كييف إن ضربات استهدفت مختلف مناطق أوكرانيا، اليوم، أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وانقطاع الطاقة عن أكثر من مائة ألف منزل.
وأفادت وزارة الطاقة الأوكرانية في بيان بأن «الروس هاجموا منشآت البنى التحتية للطاقة ونقل الغاز في ست مناطق».
واعتبرت أن الهجوم يندرج في إطار «سياسة متعمّدة هدفها تدمير البنى التحتية المدنية لأوكرانيا عشية موسم بدء استخدام التدفئة»، إذ إنه يعطّل نظام إمدادات التدفئة قبل أيام الخريف الأكثر برودة.
وتضررت مزرعة في منطقة خيرسون الجنوبية نتيجة القصف العنيف، ما أدى إلى مقتل عاملين هناك، بينما لقيت امرأة تبلغ 81 عاماً حتفها جراء هجوم وقع ليلاً في عاصمة المنطقة، بحسب ما أفاد مسؤولون محليون.
وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 100 ألف منزل في مناطق بولتافا، وسومي، وتشيرنيغيف، بحسب زيلينسكي.
وتقدّمت روسيا التي باتت تحتل نحو خُمس مساحة أوكرانيا خلال الشهور الأخيرة.
وأعلنت موسكو، اليوم، السيطرة على بلدة أخرى في منطقة دونيتسك، قرب مدينة بوكروفسك.