اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الولايات المتحدة بممارسة “ألعاب خطيرة للغاية” عبر اتصالاتها مع كوريا الجنوبية واليابان بشأن نشر محتمل لأسلحة نووية في أراضيهما، مشيراً إلى أن موسكو ستجري تجارب نووية إذا قامت أي دولة أخرى بذلك.
وأكد لافروف، خلال لقاء مع وسائل إعلام في موسكو، أن “روسيا مستعدة لمناقشة شكوك واشنطن بشأن مزاعم وجود نشاط روسي في مجال التجارب النووية”، معرباً عن قلق موسكو من إمكانية استئناف واشنطن للتجارب النووية.
وشدد لافروف على أن روسيا سترد بالمثل إذا أقدمت أي قوة نووية على إجراء تجربة نووية، قائلاً إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن استئناف روسيا للتجارب النووية “غير صحيحة”. وأضاف أن موسكو لم تعلن عن نيتها إجراء أي تجارب من هذا النوع.
وذكر أن موسكو “مستعدة لمناقشة مخاوف واشنطن بهذا الشأن (التجارب النووية) بشكل مباشر وشفاف”. وقال إن الرئيس فلاديمير بوتين أعطى تعليماته لإجراء تحليل والتوصل إلى توافق بشأن ما إذا كان ينبغي النظر في استئناف التجارب النووية، وليس الاستعداد لها.
وألمح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الشهر الماضي، إلى إمكانية إجراء تجارب نووية، إذ قال إنه وجه وزارة الحرب ببدء اختبارات للأسلحة النووية “على قدم المساواة” مع برامج اختبار الدول الأخرى.
وذكر لافروف “الولايات المتحدة على اتصال مع كوريا الجنوبية واليابان بشأن النشر المحتمل للأسلحة النووية هناك، وهذه ألعاب خطيرة للغاية”.
تمديد معاهدة ستارت
وشدد لافروف على أن روسيا تقترح على الولايات المتحدة تمديد القيود المفروضة بموجب معاهدة “نيو ستارت” لمدة عام إضافي، بهدف تهيئة أجواء من التهدئة وإجراء تحليل مشترك للأوضاع بعيداً عن التقييمات المبنية على الرؤية الأوكرانية للأحداث، موضحاً أن هذا التمديد لا يتطلب مشاورات إضافية، بل فقط موافقة واشنطن.
في سبتمبر الماضي، عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإبقاء طوعاً على قيود تحدد الحد الأقصى لحجم أكبر ترسانتين نوويتين في العالم، وهي قيود منصوص عليها في معاهدة “نيو ستارت” لعام 2010، التي ينتهي أمدها في فبراير، “إذا فعلت الولايات المتحدة الشيء نفسه”.
ودعا وزير الخارجية الروسي إلى عدم ربط موضوع القمة الروسية الأميركية في بودابست بالنقاش الجاري حول التجارب النووية. وذكر أن المرشح لمنصب مساعد وزير الدفاع الأميركي صرّح علناً بأنه يسعى لتحقيق أهدافه عبر التهديد باستخدام الأسلحة النووية.
قمة بودابست
وقال الوزير الروسي إن موسكو كانت تنتظر من الولايات المتحدة تحديد موعد ومكان اللقاء التحضيري لقمة بودابست بين الرئيسين ترمب وبوتين، لكنها لم تتلق أي مبادرة من الجانب الأميركي.
وفي سياق متصل، نفى لافروف صحة ما ورد في صحيفة “فاينانشال تايمز” بشأن أسباب إلغاء القمة بين بوتين وترمب، معتبراً أن المقال تضمن العديد من الأكاذيب، بما في ذلك حول تسلسل الأحداث.
وذكرت “فاينانشيال تايمز”، نهاية أكتوبر الماضي، بأن الولايات المتحدة ألغت “قمة بودابست” بعد إصرار موسكو على مطالبها بشأن الحرب في أوكرانيا. وأضافت أن القرار جاء بعد اتصال هاتفي شابه التوتر بين لافروف ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.
وأوضح لافروف أن الخطوة التالية بعد المحادثة التي جرت مع نظيره الأميركي ماركو روبيو كان من المفترض أن تكون اجتماعاً بين ممثلي وزارتي الخارجية والدفاع وأجهزة الاستخبارات في البلدين.
وأعلن ترمب، أكتوبر الماضي، إلغاء قمة كان من المقرر عقدها مع بوتين، وأرجع ذلك إلى عدم إحراز تقدم في الجهود الدبلوماسية وشعوره بأن “التوقيت غير مناسب”. وقال: “ألغينا الاجتماع مع الرئيس بوتين، لم أشعر بأنه مناسب (…) لم أشعر بأننا سنصل إلى الهدف المنشود. لذلك ألغيته، لكننا سنفعل ذلك في المستقبل”.

