اعتذر سمير شاه رئيس هيئة الإذاعة البريطانية BBC، الاثنين، عن ما وصفه بـ”خطأ في التقدير” في طريقة تحرير خطاب للرئيس الأميركي دونالد ترمب في فيلم وثائقي لبرنامج “بانوراما”، وذلك بعد استقالة المدير العام والرئيسة التنفيذية للأخبار.
وقال شاه إن “هيئة الإذاعة البريطانية أقرت بأن طريقة تحرير خطاب ترمب أعطت انطباعاً مضللاً، وكان ينبغي التعامل معه بقدر أكبر من الحذر”.
وأشار إلى أن المسألة خضعت لمراجعة داخلية في وقت سابق من هذا العام، لكنه أضاف أنه “كان ينبغي على الهيئة اتخاذ إجراء رسمي في ذلك الوقت”.
وكتب شاه إلى المشرعين البريطانيين “من الواضح تماماً أن على هيئة الإذاعة البريطانية أن تدافع عن الحياد”، مضيفاً أن “الهيئة ملتزمة باستعادة ثقة الجمهور، وضمان التزام صحافتها بأعلى معايير الإنصاف”.
وبخصوص طريقة تحرير خطاب ترمب، قال شاه إنه بعد مزيد من المداولات، أقرت هيئة الإذاعة البريطانية بأن طريقة التحرير “أعطت انطباعاً بدعوة مباشرة إلى العنف”، وقال في الرسالة “تود هيئة الإذاعة البريطانية الاعتذار عن هذا الخطأ في التقدير”.
وقام برنامج “بانوراما” الوثائقي الشهير بتحرير مقطعين من خطاب ترمب، بحيث بدا أنه يشجع أعمال الشغب التي وقعت في مقر الكونجرس الأميركي في يناير 2021.
وقام البرنامج الذي بُث في أكتوبر 2024، بدمج مقاطع من خطاب ألقاه ترمب بواشنطن في 6 يناير 2021، قبل أحداث الشغب التي وقعت بعد الانتخابات، وانتهت باقتحام مبنى الكابيتول الأميركي.
انتقادات للفيلم الوثائقي
وتعرضت BBC لانتقادات بسبب فيلم وثائقي لبرنامج “بانوراما” تحت عنوان “ترمب: فرصة ثانية؟”، والذي تم خلاله تعديل خطاب الرئيس الأميركي بطريقة تبدو وكأنه يحث الناس على مهاجمة مبنى الكابيتول.
وجعل الوثائقي، الذي بث قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية، ترمب يبدو، وكأنه يقول لمؤيديه: “سنذهب إلى مبنى الكابيتول.. وسأكون معكم، وسنقاتل بشراسة.. حتى النهاية”.
في الواقع، قال ترمب في الخطاب “سنذهب إلى مبنى الكابيتول، وسنشجع شيوخنا ونوابنا الشجعان”.
وكان المقطعان الأصليان في الخطاب يفصل بينهما أكثر من 50 دقيقة.
أما عبارة “سنقاتل بشراسة” فكانت في جزء آخر من الخطاب، عندما كان ترمب يتحدث عن مدى “فساد” الانتخابات الأميركية، وفي المجمل، استخدم كلمة “سنقاتل” أو مشتقاتها 20 مرة في الخطاب.
“مذكرة داخلية”
ونشرت صحيفة “تليجراف” البريطانية، في نوفمبر الجاري، مذكرة داخلية في BBC، بشأن تعديل خطاب ترمب.
وتم تسليط الضوء على اللقطات التي تم تعديلها، في ملف من 19 صفحة حول تحيز الهيئة البريطانية، أعدّه عضو في لجنة معايير التحرير داخل المؤسسة.
وجاء في المذكرة الداخلية، أن البرنامج جعل الرئيس الأميركي “يقول أشياء لم يقلها قطّ” عبر دمج لقطات من بداية خطابه مع لقطات من جزء آخر قالها لاحقاً.
إلى جانب تغيير كلمات ترمب، أظهر الوثائقي رجالاً يلوّحون بالأعلام، ويتجهون نحو مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، بعد أن تحدث الرئيس الأميركي، مما “خلق انطباعاً بأن مؤيدي ترمب استجابوا لدعوته”، لكن اللقطات تم تصويرها قبل أن يبدأ ترمب خطابه.

