بحث رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن، السبت، مع رئيس فريق التفاوض في حركة “حماس” خليل الحية، في إسطنبول، سبل المضي قدماً نحو المرحلة الثانية من خطة السلام في قطاع غزة، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، وفق ما أفادت به مصادر أمنية تركية لوكالة “رويترز”.
وذكرت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن قالن التقى بوفد “حماس” في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيرين إلى أن الجانبين ناقشا الخطوات اللازمة لمنع ما وصفوها بانتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار.
وأضافت، دون الخوض في التفاصيل، أنهما بحثا أيضاً الإجراءات اللازمة لحل القضايا العالقة تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة.
اجتماع ميامي
ويأتي اللقاء بعدما استضافت مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأميركية، الجمعة، اجتماعاً رفيع المستوى بين الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، في مسعى لدفع تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب في غزة.
وقال متحدث وزارة الخارجية التركية أونجو كتشالي، السبت، إن اجتماع مسؤولين من تركيا والولايات المتحدة وقطر ومصر بشأن قطاع غزة في ميامي بحث مسائل متعلقة بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، وتبادل وجهات النظر حول مسار الانتقال إلى المرحلة الثانية.
وأوضح كتشالي على منصة “إكس” أن وزير الخارجية هاكان فيدان مثل تركيا في الاجتماع الذي بحث التطورات في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الاجتماع “أكد على استمرار وقف إطلاق النار الذي تحقق في المرحلة الأولى رغم الانتهاكات، وعلى اكتمال عملية الإفراج عن الرهائن وتوقف الاشتباكات إلى حد كبير”.
ولفت كتشالي إلى أن “المباحثات ناقشت الترتيبات الكفيلة بضمان إدارة غزة من قبل الفلسطينيين فيها فيما يخص المرحلة الثانية، والخطوات المزمع اتخاذها بشأن مجلس السلام وقوة الاستقرار الدولية المنصوص عليهما في خطة السلام”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء التركية “الأناضول”.
ونصّ اتفاق غزة على أن توافق “حماس” على التخلي عن السلطة في القطاع وتشكيل حكومة “تكنوقراط” في غزة، والموافقة على نشر قوة استقرار دولية، والبدء في عملية نزع السلاح، وتفكيك الأنفاق والبنية التحتية العسكرية التابعة للحركة.
في المقابل، يتعين على إسرائيل إعادة فتح معبر رفح بين مصر وغزة في الاتجاهين، والبدء في الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تشمل انسحاباً إضافياً للجيش الإسرائيلي.
لقاء ترمب ونتنياهو
ومن المتوقّع أن يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لقاءً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ولاية فلوريدا خلال الشهر الجاري.
ووفقاً لشبكة NBC NEWS، من المرجح أن يحتل اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل و”حماس” حيزاً كبيراً في المحادثات، في ظل مخاوف من إخفاق الطرفين في تنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق.
وقال مسؤولان إسرائيليان سابقان للشبكة إن ترمب قد يكون أقل حماساً لأي عمل عسكري جديد ضد إيران إذا استمر التوتر بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين بشأن نهج نتنياهو تجاه وقف إطلاق النار في غزة.
ويأتي ذلك في ظل تقارير تفيد بأن إسرائيل جمدت قراراتها المتصلة بتقييم الأوضاع والتطورات في غزة ولبنان وسوريا، إلى ما بعد لقاء ترمب ونتنياهو، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وجاء القرار بعد اجتماع عقده قادة إسرائيل وأجهزتها الأمنية، الجمعة، لبحث المرحلة الثانية من خطة ترمب بشأن غزة، التي يُفترض أن تشمل نزع سلاح حركة “حماس”، وانسحاباً واسع النطاق للجيش الإسرائيلي من القطاع، وبدء إعادة الإعمار، وانتهى الاجتماع من دون حسم.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي مطلع على مجريات الاجتماع قوله إن “نتنياهو ينتظر لقاء ترمب، وإن صورة الوضع المتعلقة بقطاع غزة غير واضحة على الإطلاق”.
وناقش الاجتماع سيناريوهات مختلفة بشأن الخيارات المطروحة في غزة، تراوحت بين غياب كامل للتدخل الأميركي في القطاع، ووجود واشنطن من خلال شركات مقاولات خاصة.
كما شهد الاجتماع مناقشة احتمال أن يتولى الجيش الإسرائيلي بنفسه نزع سلاح “حماس”، بما في ذلك سيناريو قد يفضي في نهاية المطاف إلى إقامة حكم عسكري هناك.
وحذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، من أنه “لن يكون هناك سلام” ممكن في قطاع غزة من دون نزع سلاح حركة “حماس”.
وقال روبيو للصحافيين: “إذا كانت حماس قادرة في المستقبل على تهديد إسرائيل أو مهاجمتها، فلن يكون هناك سلام، ولن يكون بالإمكان إقناع أحد باستثمار المال في غزة إذا اعتقدوا أن حرباً جديدة ستندلع في غضون عامين أو ثلاثة”.
وشدد: “لهذا السبب، يعد نزع السلاح أمراً بالغ الأهمية”.
“مجلس السلام”
وذكر وزير الخارجية الأميركي أن التركيز الحالي يتمثل في إنشاء “مجلس السلام” والإعلان عنه، وتشكيل المجموعة الفلسطينية “التكنوقراط”، وكذلك إنشاء قوة الاستقرار الدولية، مؤكداً أن “واشنطن لا يمكنها القيام بذلك بمفردها، ولديها شركاء كثر يجب إشراكهم في هذه العملية”.
ويحاول البيت الأبيض استكمال خططه المتعلقة بإنشاء “مجلس سلام” يشرف على إدارة غزة في مرحلة ما بعد الحرب بقيادة الرئيس الأميركي، والإعلان عن حكومة “التكنوقراط”، بحسب “أكسيوس”، الذي أشار إلى أن ترمب يريد الإعلان عن هذه الخطوات في يناير.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن 4 مسؤولين مطّلعين على الملف أن الولايات المتحدة أبلغت أطرافاً معنية بأنها حصلت على تعهدات من مصر وقطر والإمارات وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا بمشاركة قادتهم إلى جانب الرئيس الأميركي في “مجلس السلام”.
وذكرت الصحيفة في تقرير أن تعهدات تلك الدول توفر دعماً دولياً مهماً لجهود إدارة ترمب الرامية إلى دفع خطة السلام الخاصة بغزة إلى ما بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
لكن مسؤولاً أميركياً ومسؤولاً إسرائيلياً ودبلوماسيين عرب قالوا للصحيفة إن الاستعداد للجلوس في “مجلس السلام” لا يعني بالضرورة ضمان دعم إضافي من كل دولة.

