قال أحمد بدوي، رئيس لجنة مصر للأفلام، والمنوطة بتسهيل الإجراءات أمام جهات الإنتاج الأجنبية لتصوير الأعمال الفنية داخل مصر، إنّ: “اللجنة حققت إنجازات كبيرة منذ عام 2018، ونجحت في جذب العديد من المشاريع، والتي وصلت إلى 80 مشروعاً تقريباً”.
وأوضح أحمد بدوي، خلال حديثه مع “الشرق”، أنه كانت هناك معوقات كثيرة أمام الجهات الأجنبية، مثل استخراج التصاريح اللازمة، وطول المدة للحصول عليها، وكذلك موافقة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في دراسة السيناريوهات”، مؤكداً أنه جرى تجاوز هذه المشاكل بنسبة قد تصل إلى 98%.
ولفت إلى أن اللجنة تشارك في مهرجانات ومعارض سينمائية حول العالم، منها “سوق الأفلام الأميركية” و”location expo” في لندن عام 2019، بهدف الحديث عن كون مصر واجهة مميزة للتصوير، خاصة وأنها تُعد من أغنى الدول عالمياً من حيث تنوع مواقع التصوير الطبيعية، سواء مناطق ساحلية أو صحراوية أو أثرية، موضحاً “نعرض مقاطع فيديو مصورة لأبرز الأماكن المصرية، أمام جهات الإنتاج وصُنّاع السينما عموماً، ونمدهم بالخدمات اللوجيستية لكل منطقة أيضاً، مما يُسهم في جذبهم لتصوير أعمالهم في بلادنا”.
وأشار إلى أن عودة الجناح المصري في سوق مهرجان كان السينمائي، خلال الدورة الـ78، بعد سنوات من الغياب، جاء برغبة حقيقة من قبل “لجنة مصر للأفلام” كانت تسعى لتحقيقها منذ فترة، إلى أن جاءت الفرصة وبمشاركة مع مهرجاني القاهرة السينمائي الدولي، والجونة، وبعض شركات الإنتاج التي تتعاون مع جهات أجنبية في تصوير أعمالها داخل مصر.
ورأى أن “المشاركة في مهرجانات ومعارض وأسواق سينمائية عالمية، مهمة ليست سهلة إطلاقاً، لكن في الوقت نفسه، لدينا قدرة على تحقيق حضور قوي ولافت، والخروج بنتائج جيدة، في ظل الدعم الكبير من الحكومة المصرية، ومساعدة كل الأجهزة الأمنية والمؤسسات المعنية بأي موافقات متعلقة بالتصوير، فضلاً عن شركات الإنتاج الاحترافية الموجودة في بلادنا، التي تنفذ مشاريع الجهات الأجنبية بشكلٍ مميز”.
إحصائيات
واستعرض المنتج أحمد بدوي، حجم المشاريع الأجنبية التي تم إنجازها داخل مصر منذ عام 2019، موضحاً أنها وصلت إلى 80 مشروعاً تقريباً، ما بين أفلام، ومسلسلات، ووثائقيات، ومواد مصورة لصُنّاع محتوى، مثل حلقة “مستر بيست” داخل الأهرامات، والتي حققت قرابة مائتي مليون مشاهدة في 3 شهور.
وأشار إلى تصوير بعض مشاهد فيلم “Fountain of Youth” للمخرج جاي ريتشي، في مصر، قائلاً: “تم تصوير 10 أيام في منطقة الأهرامات، وتحديداً في محيط هرم منقرع، وجرى الاستعانة بمروحيات من القوات الجوية المصرية، وقوات الأمن المركزي، وهذه هي المرة الأولى التي تتعاون فيها الأجهزة الأمنية في تصوير فيلم أجنبي”.
وأوضح “في السابق، كانت جهة الإنتاج الأجنبية تأتي إلى مصر بشحنات من الأسلحة الزائفة لاستخدامها في التصوير، الأمر الذي يثير قلقاً كبيراً نظراً لتشابهها مع الأسلحة الحقيقية، لكن الوضع حالياً تغير تماماً نحو الأفضل، مع التسهيل في إنهاء الإجراءات، إذ أن خروج المعدات القادمة من الخارج، صارت تدخل في وقتٍ قصير للغاية، وذلك بالتعاون مع الجمارك والأجهزة الأمنية”.
ولفت إلى أن “طاقم عمل فيلم Fountain of Youth وصل إلى 250 شخصاً، قادمين من أميركا عبر طائرة “شارتر” ومعهم معدات كثيرة، منها طائرتي drones، وتم استخراج تصاريح دخولهم في أقل من ساعة واحدة، وهذا توقيت قياسي بالطبع”.
وتابع أن هناك مسلسلاً آخر جرى تصويره بالكامل في مصر، وهو “Debriefing the President” للمخرج الأميركي ليزلي جريف، حيث يتحدث العمل عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهو مكون من 6 حلقات فقط، وتبلغ مدة الحلقة الواحدة، ساعة كاملة، ومن المقرر عرضه عبر إحدى المنصات الرقمية في مارس 2026.
وأكد أنه تمت الاستعانة لهذا المسلسل بمروحيات كثيرة من القوات الجوية، كما أن الشؤون المعنوية، وفرت طائرات معينة، لافتاً إلى أن “عملية التصوير والمونتاج تمت بالكامل داخل مصر”.
برامج حوافز
وكشف رئيس لجنة مصر للأفلام، عن أهداف تحديات الفترة المقبلة، في ظل المنافسة مع بعض الدول المجاورة، قائلاً: “نطمح لجذب المزيد من الأعمال الأجنبية، وإن كان ذلك بدأ يتحقق مؤخراً، خاصة في ظل تقديم برامج حوافز مالية، حيث لدنيا برنامج يمنح جهة الإنتاج الأجنبية التي تصور أعمالها داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، حافز بنسبة 30%، وهناك مناقشات مع مجلس الوزراء، ليكون هناك (كاش باك) من إجمالي المبلغ الذي تم إنفاقه داخل البلاد، وعموماً وبخلاف برنامج الحوافز، فإن أسعار التصوير لازالت منخفضة مقارنة بالدول الأخرى، وهذا عامل جذب كبير”.
كما استعرض رحلة المشروع الأجنبي حتى وصوله إلى مصر، قائلاً: “البداية تكون مع دراسة السيناريو، والحصول على الموافقات الخاصة بالتصوير، وكل ذلك لم يستغرق 10 أيام عمل، وبعدها التنسيق مع الجهات المختلفة، مثل وزارتي الداخلية والدفاع، وإن كان هناك تصويراً في مناطق تابعة للسياحة أو الآثار، وذلك إلى جانب الخدمات المختلفة التي نقدمها، في شكل أفراد أو معدات، إذن الموضوع صار يشهد حالة شبه تكاملية”.
صناعة السينما العالمية
ومن جانبه، قال الدكتور هاني أبو الحسن، مستشار رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، لـ”الشرق”، “أخدنا خطوة الخروج والتواجد في المعارض والأسواق السينمائية الدولية، لنقول إن مصر واجهة تصوير عالمية، والإجراءات صارت تتم بشكلٍ رسمي وسريع، ومشاركتنا في تلك المحافل، حققنا من خلالها نتائج إيجابية جداً، وسط دعم حكومي كبير، متمثل في سفارات الدول التي كنا نتواجد فيها”.
وأكد أبو الحسن، لـ”الشرق”، أن “جذب تصوير الأعمال الأجنبية في مصر، يسهم في صناعة السينما العالمية، فضلاً عن توفير موارد مالية تساهم في الدخل القومي بشكلٍ كبير، خاصة وأننا لدينا مواقع تصوير مميزة، وكوادر بشرية موهوبة في مختلف المجالات، متابعاً “تعدد اللوكيشن واختلافها، يمنح الصورة ثراءً، ومتعة للمتلقي وقت المشاهدة”.