البرهان يُشكّل لجنة تحقيق في اتهامات باستخدام الجيش أسلحة كيميائية
أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الخميس، قراراً بتشكيل لجنة وطنية للتحقيق في اتهامات أطلقتها الولايات المتحدة، بشأن استخدام الجيش أسلحة كيميائية في دارفور، فيما أعلنت «قوات الدعم السريع»، السيطرة مجدداً على مدن الدبيبات والخوي والحمادي في ولايتي غرب وجنوب كردفان.
وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان إن «اللجنة الوطنية تضم وزارتي الخارجية، والدفاع، وجهاز المخابرات العامة، للتحقيق في المزاعم الأميركية»، على أن ترفع تقريرها إلى رئيس مجلس السيادة بشكل فوري.
وأضافت أن تكوين هذه اللجنة يأتي في إطار الشفافية التي تنتهجها حكومة السودان، وعدم قناعتها بصحة اتهامات الإدارة الأميركية باستخدام السودان للأسلحة الكيميائية. وأكدت التزام السودان بتعهداته الدولية، ومنها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
والخميس الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أنها توصلت إلى خلاصة مفادها أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية في الحرب الدائرة في البلاد.
وقالت «الخارجية الأميركية» إنها ستفرض عقوبات على السودان، تتضمن قيوداً على الصادرات الأميركية وخطوط الائتمان الحكومية الأميركية، وستدخل حيز التنفيذ في السادس من يونيو (حزيران) تقريباً بعد إخطار الكونغرس.
«الدعم» تتقدم في كردفان
من جهتها، أعلنت «قوات الدعم السريع»، الخميس، استعادة السيطرة مجدداً على مدن الدبيبات والحمدي المجاورة لها، والخوي في ولايتي جنوب وغرب كردفان، من قبضة الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه، وذلك بعد معارك عنيفة استمرت عدة ساعات.
وقالت «الدعم السريع» في بيان إنها حققت انتصاراً كبيراً في منطقة الدبيبات، وكبّدت قوات الجيش والمجموعات المساندة لها خسائر فادحة، كما استولت على مركبات قتالية وكميات من الأسلحة والذخائر.
وأشار البيان إلى أن استرداد الدبيبات يأتي ضمن خطة للسيطرة على كل المناطق التي تخضع للجيش، «لضمان عودة النازحين الذين هجّروا قسراً من ديارهم هرباً من حملات التطهير العرقي والممارسات الوحشية التي استهدفتهم»، حسب نص البيان.
ولم يصدر أي تعليق من الجيش السوداني بشأن المعارك التي دارت في المناطق الثلاث. وتبعد الدبيبات نحو 190 كيلومتراً من مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، وهي مدينة مهمة تربط جنوب كردفان بولايتي شمال كردفان وشرق دارفور.
وكان الجيش السوداني قد استعاد الدبيبات الأسبوع الماضي، معلناً فك الحصار على العاصمة كادوقلي. ونشرت عناصر من «قوات الدعم السريع» مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنوا من خلالها دخولهم إلى الدبيبات، وطرد قوات الجيش منها.
كما دارت معارك عنيفة بين الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات «الكفاح المسلح» من جهة، و«قوات الدعم السريع» من جهة أخرى، في مدينة الخوي، بولاية غرب كردفان.
وقالت «الدعم» في بيان آخر، إن قواتها حققت انتصاراً جديداً بإحكام سيطرتهم التامة على منطقة الخوي. وقالت إن استعادة السيطرة على مدينتي (الدبيبات والخوي) يعني بسط سيطرتها الكاملة على معظم إقليم كردفان.
بدورها نفت القوة المشتركة، المتحالفة مع الجيش السوداني، استيلاء «الدعم السريع» على مدينة الخوي، مشيرة في بيان إلى أنها حققت انتصاراً كاسحاً، في معركة الخوي، وأنها تمكنت من دحر «ميليشيات (الدعم السريع) المتمردة» وإلحاق هزيمة نكراء بها.
وقال المتحدث الرسمي باسمها، أحمد حسين، في بيان: «إن الميليشيات حاولت مهاجمة دفاعاتنا خارج المدينة، لكن قواتنا كانت لها بالمرصاد، وتمكنت من تحييد أكثر من 344 عنصراً من عناصرها، بينهم قادة ميدانيون، إضافة إلى تدمير عدد من سيارات الدفع الرباعي والاستيلاء على 67 منها». وأضاف: «شكّلت هذه المعركة نقطة تحول مفصلية، أثبتت فيها قواتنا قدرتها العالية على التصدي لفلول العدو وتدميرها».