أثارت أغنية “أحبك” للمطرب حسين الجسمي، أزمة كبيرة داخل جمعية المؤلفين والملحنين المصرية، خلال الأيام القليلة الماضية، رغم مرور نحو 8 سنوات على طرحها، حيث زعم الملحن والموزع الموسيقي المصري بهاء حسني، أن لحنها مقتبساً من أغنية “تعالي” التي قدمها لهشام عباس وعالية صالح، عام 1992.
وتصاعدت وتيرة الأزمة سريعاً، بعد حصول بهاء حسني على صورة ضوئية من تقرير اللجنة المُشكلة من الجمعية، بشأن البت في شكواه، باعتباره عضواً في “المؤلفين والملحنين”، والتي أقرت بوجود تشابه في المدخل الموسيقي للأغنيتين، حيث كشف عن نتيجة التقرير قبل عرضه على مجلس إدارة الجمعية.
وتقدم الملحن المصري، بشكوى أخرى إلى إدارة موقع “يوتيوب”، والتي استجابت له، وقررت حجب أغنية “أحبك” من القناة الرسمية لحسين الجسمي.
ومن جانبه، أصدر الدكتور مدحت العدل، رئيس جمعية المؤلفين والملحنين، قراراً بإحالة بهاء حسني وعدداً من الموظفين، إلى التحقيق، بعد استخراج وثيقة غير رسمية لقرار اللجنة، دون عرضها على مجلس الإدارة، وتوقيعه عليها.
المسار القانوني
الملحن بهاء حسني، استعرض لـ”الشرق”، تفاصيل الأزمة، موضحاً أنه اكتشف الأمر عند طريق الصدفة وحدها قبل نحو عامين، بعدما أخبره أحد أصدقاءه بأن هناك تشابهاً في ألحان أغنيتي “أحبك” و”تعالي”، متابعاً “بعدما تأكدت من كلامه، تواصلت مع بعض المقربين من حسين الجسمي، لكن لم أجد اهتماماً، لذا قررت اتباع المسار القانوني، وحصلت على قرار اللجنة الواجب النفاذ”.
ورأى أن “هناك حالة استسهال لدى بعض الملحنين، باقتباس جملة شهيرة من أغنيات قريبة من الأذن، ويضعها في مقدمة اللحن”، مؤكداً أن أزمته مع الجسمي كانت ستنتهي فوراً حال إشارته إلى أن التيمة مقتبسة من أغنية “تعالي”.
وأوضح أن لحن أغنية “تعالي” صدر فعلياً عام 1992، في ألبوم كاسيت إنتاج طارق نور، وسُجل بجمعية المؤلفين والملحنين الفرنسية “ساسيم” عام 2002، أي قبل لحن “أحبك” لأكثر من 15 عاماً.
محاولات لإنهاء الأزمة
وبدوره، قال الموسيقار حسن دنيا، عضو لجنة التحقيق المُشكلة من جمعية المؤلفين والملحنين، لـ”الشرق”، إنّ “اللجنة تأكدت من وجود تشابه في المدخل الموسيقي بين الأغنيتين، لذلك أصدرت قرارها بذلك”.
وأوضح أن “البعض يتيح اقتباس ٤ موازير من اللحن الأصلي، لكن بشكلٍ عام الموازير لا تصلح لقياس حالة التشابه بين الألحان، إنما المعيار بما أخذه المُقتبِس”، لافتاً إلى أن “الخطاب الذي حصل عليه بهاء حسني من الجمعية، تضمن بعض الجمل التي لم تشر إليها اللجنة في قرارها”.
وأكد أن”هناك محاولات قائمة في الوقت الحالي، لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، وانهاء الأزمة”.
أما الملحن شريف حمدان، عضو مجلس إدارة الجمعية وعضو اللجنة، قال إن: “هناك فرقاً بين التطابق اللحني والتشابه في جملة أو اثنتين من اللحن، وفي أزمة حسين الجسمي، هناك تشابهاً واضحاً في المدخل الموسيقي للأغنيتين”.
وأشار إلى أن “اللجنة لا علاقة لها بالصراع المشتعل حالياً بين الجمعية وبهاء حسني، وأن دورها انتهى بعد تسليمها نتيجة التقرير”.