قال حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، الخميس، إنه “واثق تماماً” من أن ناخبي الولاية سيوافقون في انتخابات الولاية الخاصة الثلاثاء، على “اقتراح كاليفورنيا 50″، والذي سيسمح للولاية بإعادة رسم خرائط الكونجرس على أساس حزبي قبل انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.
وانتقد نيوسوم في مقابلة مطولة مع شبكة NBC News، الكونجرس والمحكمة العليا اللذين يسيطر عليهما الحزب الجمهوري لـ”خضوعهما” للرئيس دونالد ترمب، الذي قال نيوسوم إنه “غير قواعد اللعبة”.
ورفض حاكم كاليفورنيا مساعي ترمب لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في منتصف العقد في الولايات الجمهورية في جميع أنحاء البلاد، متهماً إياه بـ”تزوير” انتخابات الكونجرس العام المقبل، وحذر من أن ترمب “لا يمزح”.
كما تحدث عن تكتيكاته في مواجهة ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إنه يعتقد أنه “يضع مرآة أمام هذا الجنون”، في إشارة إلى استعماله لنفس أسلوب ترمب والحزب الجمهوري على حساباته.
وعندما سُئل عما إذا كان هناك مجال للديمقراطيين للنظر في فلسفة السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما “عندما ينزلون للأسفل، نرتفع”، قال نيوسوم: “أود العودة إلى ذلك، لكن السياسة تغيرت. العالم تغير. قواعد اللعبة تغيرت”.
وأضاف نيوسوم: “نريد العودة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية، لكن علينا التعامل مع الأزمة الراهنة، لم يمضِ على هذه الرئاسة سوى 10 إلى 11 شهراً، أمامنا 3 سنوات أخرى لحسم الأمور، وحان الوقت لنتغير إذا أردنا تغيير الأمور”.
وتابع: “لهذا السبب تغيرت استراتيجيتنا، ولهذا السبب غيّر الاقتراح 50 مسار النقاش هنا في كاليفورنيا. وأعتقد أننا سنغير مسار النقاش مع حلول عام 2026 نتيجة لنجاحنا، وأعتقد أننا، كحزب، أصبحنا أكثر توحداً، وأكثر توافقاً بشأن القضايا المطروحة”.
دفع الاقتراح 50
ودافع نيوسوم عن إجراء الاقتراع، المعروف باسم “الاقتراح 50” Prop 50، رداً على إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في تكساس، حيث أعاد المجلس التشريعي الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري رسم الدوائر الانتخابية لصالح الجمهوريين.
واقتراح كاليفورنيا رقم 50، المعروف أيضاً باسم قانون الاستجابة للتلاعب بالانتخابات، هو تعديل دستوري سيظهر على بطاقة الاقتراع الخاصة بالانتخابات في ولاية كاليفورنيا الثلاثاء 4 نوفمبر 2025.
ووضعت الهيئة التشريعية لولاية كاليفورنيا بقيادة الديمقراطيين وحاكم كاليفورنيا الاقترح على بطاقة الاقتراع، والذي سيسمح بإعادة رسم الدوائر الانتخابية في منتصف العقد، لتحل محل الدوائر التي رسمتها لجنة مستقلة لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية.
وأعربت نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة العام الماضي، عن دعمها لجهود إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في كاليفورنيا، قائلةً في منشور على منصة “إكس”، إنها صوتت بنعم على إجراء الاقتراع “لأننا لا نستطيع السماح لأحد بإسكات إرادة الشعب”.
وحث ترمب الولايات التي يقودها الجمهوريون على أن تحذو حذو تكساس منذ أن شجعها على هذه الخطوة هناك في يوليو الماضي، إذ تحدث عبر الهاتف مع الجمهوريين في إنديانا في أكتوبر، وزار نائب الرئيس جي دي فانس إنديانا مرتين هذا العام لدعم هذه الجهود.
وانتقد نيوسوم ترمب بشدة لجهوده الرامية إلى الترويج لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في منتصف العقد في الولايات التي يقودها الجمهوريون، متهماً الرئيس بـ”تزوير” انتخابات الكونجرس العام المقبل.
وقال نيوسوم: “ترمب لا يمزح. إنه يغير القواعد. إنه يتلاعب باللعبة؛ لأنه يعلم أنه سيخسر إذا كان الملعب متساوياً، لم يتوقع أن تحارب كاليفورنيا النار بالنار”.
وأكد نيوسوم رغبته في أن يستعيد الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب العام المقبل لضمان “وقف إدارة ترمب”.
وأضاف: “إذا فاز الديمقراطيون، سيكون هناك غضب شديد من البيت الأبيض، لكن تأثير ذلك سيكون أقل بكثير، لأننا سنحصل أخيراً على سلطةٍ حكوميةٍ متساوية، لذا، من وجهة نظري، ستنتهي رئاسة ترمب، كما نعرفها، إذا نجحنا في عام 2026”.
وأشار إلى أن الأغلبية الديمقراطية “ستتمتع بسلطة استدعاء قضائي. سيعقدون جلسات استماع. يمكنهم فعل شيءٍ ما بشأن المخصصات التي يوافق عليها الكونجرس”.
هوية الديمقراطيين
كما جادل نيوسوم بأن هوية الديمقراطيين الوطنية تزداد قوةً، حتى بعد عامٍ عصيبٍ تكبد فيه الحزب خسائر في انتخابات الرئاسة والكونجرس، وسجّل بعضاً من أدنى معدلات التأييد له منذ عقود.
وعندما سُئل نيوسوم عما إذا كانت هوية الحزب قد تضررت، أجاب: “ليس الآن، لو سألتني هذا السؤال قبل أربعة أشهر، لكنت وجدت صعوبة في إيجاد مؤشرات إيجابية للحزب. أشعر أن هذه لحظة مختلفة تماماً”، مستشهداً بانتخابات الثلاثاء، التي تشمل التصويت على مشروع قانون ولاية كاليفورنيا، وانتخابات عمدة مدينة نيويورك، وانتخابات حكام ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي.
وقال نيوسوم: “أشعر أننا على أعتاب لحظة تاريخية في الرابع من نوفمبر. ولدينا الآن قادة متحدون ورسالة واضحة في مجال الرعاية الصحية، مع زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، ما يمنحني ثقة حقيقية بأن الحزب الديمقراطي في طريقه إلى الصعود”.
وبعد فترة وجيزة من إعادة انتخابه لمنصب الحاكم عام 2022، أصر نيوسوم على عدم منافسة الرئيس السابق جو بايدن على ترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات 2024.
الحكم في ظل إدارة ترمب
وتطرّق نيوسوم إلى علاقته بترمب، وكيف أثّرت أجندة الرئيس على سكان كاليفورنيا، إذ تجادل الطرفان بشأن أسباب حرائق الغابات المدمرة في كاليفورنيا.
وخلال الصيف، خاضت كاليفورنيا معركة قانونية ضد إدارة ترمب، بعد أن نشر الرئيس قوات من الحرس الوطني ومشاة البحرية في لوس أنجلوس لقمع الاحتجاجات ضد مداهمات الهجرة.
وفازت كاليفورنيا في النهاية، حيث حكم قاضٍ فيدرالي في سبتمبر الماضي بأن نشر القوات “غير قانوني”.
ورفعت الولاية دعوى قضائية ضد إدارة ترمب مرة أخرى في أكتوبر الماضي، عندما حاول الرئيس نشر قوات من الحرس الوطني في كاليفورنيا في ولاية أوريجون لقمع الاحتجاجات المناهضة لدائرة الهجرة والجمارك هناك. وقد منع قاضٍ الحكومة الفيدرالية من القيام بذلك.
وقال نيوسوم في هذا الصدد: “أعلق آمالي على وجود فرع واحد متساوٍ في الحكومة، وهو السلطة القضائية. لقد صمدت المحاكم، المحاكم الابتدائية، والمحاكم الفيدرالية، بقوة. لذا آمل أن تكون هذه هي المؤسسة الأخيرة الصامدة. مرة أخرى، إنه يهاجم جميع المؤسسات التي تقف في طريقه”.
واعتبر نيوسوم أن تصرفات ترمب “تزداد تطرفاً مع استمرار ولايته”، منتقداً المحكمة العليا والكونجرس لرضوخهما لترمب، قائلاً: “لقد تحدثتُ عن هذا الكونجرس المُنبطح. لقد فقدنا السلطة المُساوية للحكومة. رئيس مجلس النواب مايك جونسون لا يُبدي أي اهتمام بالرقابة، ولا يؤمن بأي اعتراف أو إشراف أساسي، كما روّج له الآباء المؤسسون”.
وأضاف نيوسوم: “لدينا محاكم مُتساهلة بشكل متزايد، لا سيما في قضايا الطوارئ، مع المحكمة العليا. يُمكننا أن نخسر هذا الأمر. هذا الرجل لا يعبث. ترمب لا يعبث”.
ومع ذلك، قال الحاكم إنه لن يُضيّع فرصة العمل الجاد مع الرئيس إذا سنحت له الفرصة، مضيفاً: “أُبقي يدي مفتوحة دائماً، أُقدّر منصب الرئيس سأُجيب على الهاتف إذا اتصل بي. سأعمل مع أي شخص يرغب في العمل بطريقة بناءة”.
الطموحات الرئاسية
والأسبوع الماضي، ترك نيوسوم الباب مفتوحاً أمام حملة رئاسية محتملة في عام 2028، إذ قال لشبكة CBS News الأحد الماضي، عندما سُئل عما إذا كان يفكر في الترشح للرئاسة بعد انتخابات التجديد النصفي لعام 2026: “سأكون كاذباً إن لم أفعل”.
كما أثارت هاريس تكهنات بأنها ستترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2028، قائلةً: “لم أنتهِ بعد. لقد عشت حياتي المهنية بأكملها في خدمة الوطن، وهذا ما أؤمن به”.
وفي كتابها الصادر الشهر الماضي، كتبت هاريس أنها سارعت للتواصل مع ديمقراطيين بارزين بعد انسحاب بايدن من السباق وتأييده لها، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى نيوسوم.
وقال نيوسوم في هذا الإطار: “لقد عرفت هاريس طوال حياتي. آخر شخص تحتاج إلى التواصل معه هو أنا”، مضيفاً أنها تركت له رسالة صوتية، ولم يتمكن من التواصل معها لاحقاً في اليوم نفسه.
