اعتبر رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أنّ تعاطي رئيس مجلس النواب نبيه بري مع مشروع القانون المعجّل الوارد من الحكومة لتعديل قانون الانتخابات النيابية يشكّل خرقاً فاضحاً للمهل الدستورية، وضرباً واضحاً للنظام الداخلي لمجلس النواب، ولا سيما المادة الخامسة التي تلزم رئيس المجلس برعاية أحكام الدستور والقانون.
ورأى جعجع أنّ إحالة الحكومة مشروع القانون بصفة العجلة جاءت بسبب ارتباطه المباشر بمهل دستورية لا يمكن تجاوزها، في مقدّمها انتهاء ولاية المجلس الحالي، إضافة إلى المهل التي يفرضها قانون الانتخاب لجهة الترشّح وتشكيل اللوائح وتنظيم العملية الانتخابية. وأكّد أنّ ما يقوم به بري لا يقتصر على عرقلة مشروع القانون فحسب، بل يطال جوهر العملية الديمقراطية عبر ضرب المهل الدستورية، في وقت أعلنت فيه الحكومة صراحة عدم قدرتها على إجراء الانتخابات من دون تعديل القانون النافذ.
وشدّد على أنّ دور اللجان النيابية في مشاريع القوانين المعجّلة مقيّد بمهلة أقصاها خمسة عشر يوماً، وبعد انقضائها يصبح من الواجب إحالة المشروع فوراً إلى الهيئة العامة وإدراجه على جدول الأعمال. وأكّد أنّ أي تصرّف مخالف لذلك يُعد انتهاكاً صريحاً للنظام الداخلي وتجاوزاً لدور المجلس كمكان لحسم الخلافات ديمقراطياً، معتبراً أنّ المجلس بات اليوم ساحة للتفرّد بالقرار والتسلّط بالرأي.
وأكد جعجع أنّ ما يحصل لم يعد مجرّد خلاف سياسي أو تباين في تفسير النصوص، بل تحوّل إلى تعطيل منظّم للعمل البرلماني وضرب للأسس الديمقراطية التي يقوم عليها الدستور اللبناني. ولفت إلى أنّ الهدف بات واضحاً، وهو إفراغ العملية الديمقراطية من مضمونها وتحويلها إلى ديمقراطية شكلية، في سابقة لم يشهدها لبنان حتى في أحلك مراحله خلال العقود الخمسة الماضية.
وحذّر من أنّ الاستمرار في هذا النهج يهدّد إجراء الانتخابات بحدّ ذاتها ويكرّس منطق اللادولة، معتبراً أنّ مواجهة هذا التعطيل أصبحت واجباً وطنياً لحماية الدستور والانتظام العام وحق اللبنانيين في تقرير مصيرهم.
كلام جعجع جاء خلال احتفال تسليم بطاقات الانتساب لدفعة جديدة من منتسبي حزب “القوّات اللبنانيّة” في المقر العام في معراب، بحضور عدد من مسؤولي الحزب والمناطق.
وفي الشأن الحزبي، شدّد جعجع على الدور المحوري للمنتسبين الجدد، مؤكداً أنّ العمل السياسي العام يهيّئ المسار الوطني، فيما يبقى العمل التنظيمي والميداني العامل الحاسم في ربح المعارك. ودعا إلى الالتزام بالعمل اليومي الدقيق والمتابعة المستمرة، معتبراً أنّ النوايا وحدها لا تكفي، وأنّ الانتصارات تُصنع بالتحضير والجهد والتنظيم.
وختم بالتأكيد أنّ “القوّات اللبنانيّة” ليست حزباً تقليدياً بل ضمير المجتمع، نشأت للدفاع عن السيادة وبناء الدولة، وأنّ المرحلة المقبلة تتطلّب جهوزية سياسية وتنظيمية كاملة، لأن المعركة الحقيقية هي معركة تنفيذ والتزام على الأرض.

