وجّه القضاء الأميركي، الثلاثاء، تهمة القتل وجرائم أخرى إلى المشتبه بإطلاقه النار على فردين من الحرس الوطني بوسط العاصمة الأميركية واشنطن، الأسبوع الماضي، وذلك خلال مثوله لأول مرة أمام المحكمة عبر الفيديو من سريره بالمستشفى. وأمر القاضي باحتجاز رحمن الله لاكانوال (29 عاماً) دون خيار الإفراج عنه بكفالة، مستشهداً «بالفزع الشديد» الذي أثاره بعد إطلاق النار الذي وقع بالقرب من البيت الأبيض، وتسبب في مقتل أحد أفراد الحرس الوطني وإصابة آخر بجروح بالغة.
وكان لاكانوال الذي أُصيب خلال الهجوم، الأسبوع الماضي، قال في وقت سابق، الثلاثاء، إنه غير مذنب عبر اتصال بالفيديو من سرير المستشفى، وفق ما أفادت به صحيفة «واشنطن بوست» ووسائل إعلام أخرى.
وقالت رينيه رايموند، القاضية في المحكمة العليا بواشنطن العاصمة، خلال جلسة: «من الواضح تماماً أنه قطع مسافة 3 آلاف ميل عبر البلاد، وبحوزته سلاح لغرض محدد». وطالب محامي لاكانوال بالإفراج عنه، مشيراً إلى عدم وجود سجل إجرامي لموكله.

وظهر لاكانوال وهو يرتدي ثياب المستشفى، وبدا أنه يعاني لإبقاء عينيه مفتوحتين خلال جلسة استمرت نصف ساعة تقريباً. ويواجه لاكانوال بموجب الدعوى الجنائية 4 تهم، منها القتل من الدرجة الأولى، والاعتداء بقصد القتل تحت تهديد السلاح.
ووصل لاكانوال إلى الولايات المتحدة في عام 2021 بعد شهر من انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في أغسطس (آب) إبان ولاية الرئيس جو بايدن، وذلك في إطار عملية نُفّذت لمساعدة الأفغان الذين تعاونوا مع الأميركيين، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وكان ينتمي إلى «قوة شريكة» مدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في أفغانستان لمحاربة «طالبان». وأمرت القاضية رينيه رايموند باحتجاز لاكانوال حتى موعد الجلسة المقبلة في القضية والمقرر عقدها في 14 يناير (كانون الثاني).
وقالت المدعية العامة بام بوندي إنها تعتزم طلب عقوبة الإعدام بحق لاكانوال. وحصل لاكانوال على حق اللجوء في أبريل (نيسان) عام 2025 في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لكن مسؤولي الإدارة ألقوا باللوم في دخوله على ما سموه التدقيق المتراخي من قبل إدارة بايدن.
وفي هذا الإطار، حضّت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم على توسيع قائمة الدول المشمولة بحظر السفر، متهمة تلك الدول بأنها تُغرق الولايات المتحدة بـ«قتلة» و«طفيليات».
I just met with the President.I am recommending a full travel ban on every damn country that’s been flooding our nation with killers, leeches, and entitlement junkies.Our forefathers built this nation on blood, sweat, and the unyielding love of freedom—not for foreign…
— Secretary Kristi Noem (@Sec_Noem) December 1, 2025
وجاء منشور نويم على منصة «إكس» وسط تقارير إعلامية تفيد بأن الرئيس دونالد ترمب يدرس زيادة عدد الدول الخاضعة لقيود السفر إلى 30 دولة بدلاً من 19 حالياً. ومنذ يونيو (حزيران)، تخضع 19 دولة لقيود السفر الأميركية، وهي: أفغانستان، وبوروندي، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وكوبا، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، ولاوس، وليبيا، وميانمار، وسيراليون، والصومال، والسودان، وتوغو، وتركمانستان، وفنزويلا واليمن.

وكانت المدعية العامة الأميركية في واشنطن جانين بيرو، قالت يوم الجمعة، إن لاكانوال كان عنصراً في «وحدات الصفر» التابعة للأجهزة الأفغانية والمكلّفة مهام كوماندوز ضد حركة «طالبان» وتنظيمي «القاعدة» و«داعش».
وقالت بيرو في تصريح تلفزيوني: «هناك بالتأكيد مزيد من التهم، لكننا نشدّد على التهم الأولية للاعتداء إلى القتل من الدرجة الأولى»، أي القتل العمد مع سبق الإصرار.
وقع إطلاق النار عشية عيد الشكر في أميركا. وبعد الواقعة، تعهّد ترمب بتعليق الهجرة مما وصفه بـ«دول العالم الثالث»، وهدد بإلغاء «ملايين» من التصاريح التي منحها سلفه جو بايدن، في تصعيد جديد لموقفه المناهض للهجرة.

