كثف «الحزب التقدمي الاشتراكي» في لبنان، اتصالاته من أجل التوصل إلى إعلان لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء، والتوصل إلى حل سياسي، وسط اجتماع درزي موسع عُقد في بيروت لمواكبة التطورات، ودفع من قِبل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان الدكتور سامي أبو المنى، باتجاه اتفاق بين الدروز ودمشق «ينهي ما يحصل»، في وقت حذَّر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط من أن التدخل الإسرائيلي يؤجج النيران في سوريا.
وأدان الرئيس اللبناني جوزيف عون «بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية»، والتي بلغت الأربعاء العاصمة دمشق ومقار حكومية، عادَّاً أنها «تُشكّل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عربية شقيقة وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».
وأكد عون، في بيان، أنّ استمرار هذه الاعتداءات يُعرّض أمن المنطقة واستقرارها لمزيد من التوتر والتصعيد، مُعرباً عن تضامن لبنان الكامل مع الجمهورية العربية السورية شعباً ودولةً. وجدّد الرئيس عون دعوته للمجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته والضغط بكل الوسائل وفي المحافل كافةً، لوقف الاعتداءات المتكررة، واحترام سيادة الدولة ووحدة أراضيها.
وكان الرئيس عون قد أكّد حرص لبنان على وحدة سوريا، وسلمها الأهلي، وسلامة أرضها وشعبها بكل أطيافه.
دان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي بلغت اليوم العاصمة دمشق ومقرات حكومية، معتبراً أنها تُشكّل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عربية شقيقة وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.وأكد الرئيس عون أنّ استمرار هذه…
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) July 16, 2025
من جهته، استنكر رئيس الحكومة نواف سلام، وأدان الضربات الإسرائيلية التي استهدفت دمشق، بما في ذلك وزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي، عادَّاً أنه «خرق صارخ لسيادة سوريا وانتهاك لأبسط قواعد القانون الدولي». وأضاف: «لا يمكن القبول بمنطق الاستباحة، ولا بمنطق الرسائل بالنار. وعلى المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤولياته في وضع حدٍّ لهذه الاعتداءات».
إرباك الساحة اللبنانية
وأربكت التطورات في السويداء السورية، الساحة الدرزية في لبنان الذي يدفع فيها زعيمها التاريخي في لبنان وليد جنبلاط، باتجاه تسوية الأمور وحل سياسي بين الدروز والحكومة السورية، في حين يخالف غريمه السياسي في البلاد الوزير الأسبق وئام وهاب، التوجهات نحو تسوية مع الدولة السورية، وكان دعا الثلاثاء إلى قيام ثورة درزية مسلحة ضد السلطات.
وقال «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي يترأسه النائب تيمور جنبلاط، نجل وليد جنبلاط، في بيان: «تفادياً للمزيد من سفك الدماء… يجري الحزب التقدمي الاشتراكي اتصالات حثيثة على أكثر من مستوى من أجل التوصل إلى إعلان لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء؛ وذلك انسجاماً مع الموقف الرئيسي والمبدئي الذي عبّر عنه الرئيس وليد جنبلاط منذ اندلاع الأحداث الدامية في السويداء، والالتزام بذلك يشكّل المدخل الفعلي والوحيد للحل السياسي العادل».
التدخل الإسرائيلي يؤجّج النار
وشدّد الرئيس السابق لـ«التقدمي الاشتراكي» والزعيم الدرزي في لبنان وليد جنبلاط على أن «إسرائيل لا تحمي الدروز في السويداء، بل تستخدم بعضاً من ضعفاء العقول للقول إنها تحميهم، وهذا البعض استفاد من الانتهاكات والاعتداءات التي جرت في اليومين السابقين». وقال في تصريح تلفزيوني إن «أحد أسباب الحرب الأهلية في لبنان التي دامت 19 عاماً هي أن إسرائيل ادعت بأنها تحمي البعض في لبنان، وانتهى الأمر بكوارث الحرب».
وقال جنبلاط في حديث تلفزيوني آخر: «لا بُدّ من تثبيت وقف إطلاق النار، ثُمّ الشروع في الدخول بحوار بين جميع مكونات جبل العرب، الدينية والسياسية والنقابية مع الدولة، ووضع خطة إنمائية وسياسية وعسكرية كيف إدارة منطقة الجبل والسويداء بإشراف الدولة السورية وبمشاركة أهل الجبل»، مؤكداً أن «هذا هو المدخل للحل».
وأدانَ جنبلاط، «الانتهاكات التي حصلت بحق أهل الجبل»، مشيراً إلى أنه «مع أصحاب الحل فوق كل شيء»، كذلك أدان جنبلاط بعض التصريحات التي تُطالب بحماية دوليّة، قائلاً: «وحدهم أهل السويداء مع أبناء السلطة السورية، هم الذين يُحافظون على الأرض في السويداء، وليس في التدخلات الأجنبية كما رأيناها أو كما سمعناها».
وقال جنبلاط: «هناك من ينادي بالإصلاح والحوار مع الدولة في جبل العرب، وهناك من ينادي بالحماية الخارجية المرفوضة من جهتنا؛ لذلك أطالب بالحوار ووضع خطّة واضحة لكيفية تثبيت الأمن، ثمّ استيعاب العناصر المُسلّحة الدرزية في الجيش، وهذا قرار مشترك بينهم وبين السلطة، ولاحقاً الدخول في مرحلة الأمن والاستقرار».
وقال جنبلاط: «الإسرائيليون بتدخلهم يؤجّجون النار، ويُريدون وضع الدروز في مواجهة كلّ المجتمع السوري في حربٍ لن تقف؛ لذلك فإنني أرفض التدخلات»، مؤكداً أن «إسرائيل لا تحمي أحداً، فهي تستخدم الجميع، ولا تحمي إلا مصالحها».
تيمور جنبلاط
وكان تيمور جنبلاط، كتب عبر حسابه على منصة «إكس»: «يجب ألا يصبح بناء الدولة السورية الجديدة شيئاً من الماضي، يجب ألا تسقط عناوين الثورة الأخوية، ويجب ألا تستبدل بها الانتهاكات والاعتداءات على حياة الآمنين والكرامات، بل يجب أن تقوم الدولة بحماية أهل السويداء عبر حل سياسي حماية لفكرة سوريا الجديدة التي دعمناها منذ اللحظة الأولى».
لا يجب ان يصبح بناء الدولة السورية الجديدة شيئا من الماضي، لا يجب ان تسقط عناوين الثورة الأخوية ولا يجب ان تستبدل بالانتهاكات والاعتداءات على حياة الامنين والكرامات بل يجب ان تقوم الدولة بحماية أهل السويداء عبر حل سياسي حماية لفكرة سوريا الجديدة التي دعمناها منذ اللحظة الاولى.
— Teymour Joumblatt (@TeymourJoumblat) July 16, 2025