أثار الرئيس الأميركي دونالد ترمب جدلاً واسعاً بعدما نشر، مساء الأحد، مقطع فيديو صامتاً على منصته «تروث سوشيال» يتباهى فيه بزخارف «الذهب عيار 24 قيراطاً» التي تزين جدران البيت الأبيض، مدعياً أنها تُصيب قادة العالم بـ«الجنون».
Some of the highest quality 24 Karat Gold used in the Oval Office and Cabinet Room of the White House. Foreign Leaders, and everyone else, “freak out” when they see the quality and beauty. Best Oval Office ever, in terms of success and look!!! President DJT pic.twitter.com/x1ckQ86wuA
— Trump Truth Social Posts On X (@TrumpTruthOnX) September 28, 2025
ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، فقد استعان الرئيس السابق، المطور العقاري البالغ من العمر 79 عاماً، بـ«خبير الذهب» الخاص به للمساعدة في تزيين القصر الرئاسي بعد توليه منصبه في يناير (كانون الثاني)، حيث أصبحت جميع التصاميم الداخلية تتميز بتفاصيل وحلي وديكورات ذهبية تُضفي لمعاناً على البيت الأبيض.
وفي منشوره، الذي استعرض فيه عشرات من القوالب الجدارية الذهبية المصقولة والموضوعة على طاولة، كتب الرئيس: «هذه بعض من أعلى مستويات الجودة لذهب عيار 24 قيراطاً المستخدم في المكتب البيضاوي وقاعة مجلس الوزراء بالبيت الأبيض». وتابع: «القادة الأجانب، والجميع، يُصابون بالجنون عندما يرون الجودة والجمال». واختتم منشوره بالقول: «أفضل مكتب بيضاوي على الإطلاق من حيث النجاح والمظهر!!!».
وجاء هذا المنشور بعد أن زعمت امرأة عبر تطبيق «تيك توك» أنه يمكنها شراء الكثير من ديكورات الرئيس من متجر «هوم ديبوت» للمستلزمات المنزلية بسعر زهيد، حيث أظهر الفيديو تجولها في ممرات المتجر واختيارها لقطع تتطابق مع تلك الموجودة في البيت الأبيض، مشيرة إلى إمكانية طلائها باللون الذهبي.
ومع ذلك، نفى ترمب مراراً أن تكون الزخارف الذهبية شائعة، حيث صرح سابقاً في مارس (آذار): «حاول الناس التوصل إلى طلاء ذهبي يبدو كالذهب ولم يتمكنوا من ذلك أبداً… لم تتمكن أبداً من مطابقة الذهب بالطلاء الذهبي».
سيل من الانتقادات لاذعة
قوبل استعراض ترمب للديكورات «البراقة» بموجة من الانتقادات عبر الإنترنت، حيث رأى الكثيرون أن التباهي هذا يأتي في «وقت غير مناسب».
ووصف المدير التنفيذي لمشروع «ليبرال»، جوشوا ريد إيكل، التناقض بأنه «بشع». وكتب: «رئيس يخفّض الرعاية الصحية، ويفرض تعريفات غير مسبوقة على العمال الأميركيين، ثم ينشر فيديوهات مبهرجة يتباهى فيها بزخارفه المطلية بالذهب الجديدة»، مضيفاً أن «الأميركيين لن ينحنوا لملك آخر».
كما طلب مستخدم آخر على منصة «إكس» من الأميركيين أن «يتذكروا هذه التغريدة في المرة القادمة التي يشترون فيها البقالة أو يدفعون فاتورة الكهرباء»، بينما أشار ثالث إلى أن الدين الأميركي يبلغ 37 تريليون دولار، واتهم ترمب بمحاولة إلهاء الناس عن الدَّين بـ «قِطَعِه الذهبية».
كما أشار آخرون إلى التوقيت السيئ للمنشور، الذي جاء بعد ساعات فقط من حادثة مأساوية في ميشيغان، حيث قُتل أربعة أشخاص وأُصيب ثمانية آخرون على الأقل بعد أن اقتحم توماس جاكوب سانفورد (40 عاماً) كنيسة تابعة لطائفة المورمون بسيارته قبل إضرام النار فيها وإطلاق النار على المصلين، ليُردَى قتيلاً لاحقاً في موقف السيارات التابع للكنيسة في غراند بلانك.
وعلق أحد مستخدمي «إكس» بالقول: «عدة حوادث إطلاق نار جماعي خلال الـ24 ساعة الماضية، ودونالد ترمب على الإنترنت يتباهى بكمية الذهب في مكتبه». وتساءل آخر: «كيف ينشر هذا بعد ما حدث الليلة الماضية في كارولينا الشمالية واليوم في ميشيغان؟»؛ بينما سخر ثالث من رد نائب الرئيس، جيه دي فانس، الذي قال إن «الإدارة بأكملها تُتابع الأمور» أثناء التحقيق في إطلاق النار بميشيغان، قائلاً: «متابعة؟ لا، ترمب مشغول بالتباهي بذهبه عيار 24 قيراطاً».