أعلن الرئيسان الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي دونالد ترمب، إجراء نقاش «جيد» و«بنّاء»، الأربعاء، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي.
وقال زيلينسكي في منشور على منصة «إكس»: «ناقشنا سبل تحقيق وقف لإطلاق النار وسلام حقيقي» في أوكرانيا، بعد أكثر من ثلاث سنوات من بدء الغزو الروسي. ووصف اللقاء بأنه «طويل وبنّاء».
I had a long and substantive meeting with President Trump @POTUS.We covered all the truly important issues.I thank Mr. President, I thank the United States.We discussed how to achieve a ceasefire and a real peace.We spoke about how to protect our people.We appreciate the…
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) June 25, 2025
وأفاد مسؤول رئاسي أوكراني كبير لوكالة الأنباء الفرنسية بأن زيلينسكي «راضٍ عن المحادثة وممتن لترمب».
وأكد المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الاجتماع «سار بشكل جيد»، رغم العلاقات المعقّدة بين الرئيسين.
وذكرت الرئاسة الأوكرانية بشكل منفصل أن الاجتماع استمر 50 دقيقة.
وقال زيلينسكي إنه بحث مع ترمب شراء أنظمة دفاع جوي أميركية وإمكانية الإنتاج المشترك للطائرات المُسيرة.
وأضاف زيلينسكي في منشور على «إكس»: «ناقشنا مع الرئيس (ترمب) سُبل حماية شعبنا، وعلى رأسها شراء أنظمة دفاع جوي أميركية لحماية مدننا وسكاننا وكنائسنا وبنيتنا التحتية». وتابع «أوكرانيا مستعدة لشراء هذه المعدات ودعم الشركات الأميركية المصنعة للأسلحة. ويمكن لأوروبا أن تساهم أيضا. كما تطرقنا إلى إمكانية الإنتاج المشترك للطائرات المُسيرة. يمكننا أن نعزز قدرات بعضنا بعضا».
I had a good meeting with @POTUS in The Hague.I congratulated President Trump on the successful operation in the Middle East. It is important that the U.S. actions have weakened not only their nuclear program but also their drone production capabilities. We will continue to… pic.twitter.com/pzoaBSn0Yi
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) June 25, 2025
وقال الرئيس الأوكراني إنه أطلع ترمب أيضا على نتائج الاجتماعات التي جرت في إسطنبول مع روسيا، بالإضافة إلى عمليات تبادل الأسرى ورفات الجنود القتلى.ومضى قائلا «تحدثنا عن الوضع في ساحة المعركة. (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) بالتأكيد لا يحقق انتصارات. قدمت للرئيس حقائق واضحة عما يجري ميدانيا».
ترمب
بدوره، تحدث الرئيس الأميركي عن «لقاء جيد» مع نظيره الأوكراني. وقال خلال مؤتمر صحافي: «لقد مررنا بأوقات صعبة في بعض الأحيان، لكنه (زيلينسكي) لم يكن بإمكانه أن يكون أكثر لطفاً».
وأضاف ترمب إنه يدرس إرسال مزيد من بطاريات صواريخ «باتريوت» إلى أوكرانيا، لمساعدة كييف على صد الهجمات الروسية. وواصل قائلاً: «إنه من الصعب للغاية الحصول على الصواريخ المضادة للصواريخ لكن سنرى ما إذا كان بوسعنا توفير بعضها».
وأشار في مؤتمر صحافي بعد مشاركته في القمة السنوية لحلف شمال الأطلسي، أن زيلينسكي سيفضل إنهاء الحرب.
وقال ترمب إنه سيتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الأمر قريباً. وأضاف: «فلاديمير بوتين عليه حقاً أن يُنهي الحرب». من المحتمل أن تكون لدى الرئيس الروسي طموحات في أراض أبعد من أوكرانيا.وأضاف ترمب أنه قال لبوتين في اتصال هاتفي مؤخرا «ساعدني في تسوية معك» لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وكان مسؤول أوكراني رفيع قد قال لوكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء، إن زيلينسكي يعتزم مناقشة تشديد «العقوبات ضد روسيا» وشراء أسلحة من واشنطن، من بينها أنظمة دفاع جوي من طراز «باتريوت».
وتوقع المصدر نفسه أن يثير الرئيس الأوكراني قضية خفض سعر بيع النفط الروسي الذي لا يزال يشكل مصدراً رئيسياً للإيرادات لموسكو.
وهذا أول اجتماع بين الرئيسين منذ لقائهما القصير في روما في أبريل (نيسان) الماضي، على هامش جنازة البابا فرنسيس.
وتعوّل أوكرانيا التي تواجه منذ أكثر من ثلاث سنوات غزواً روسياً أوقع عشرات آلاف القتلى، بشكل واسع على الدعم الغربي لا سيما الأميركي في جهدها الحربي. إلا أن استمرار الدعم الأميركي خاصةً مهدَّد باحتمال توقف الولايات المتحدة عن الانخراط في النزاع بسبب عدم تحقيق تقدم نحو إنهائه، وهو من أهداف ترمب منذ عودته إلى الرئاسة.
وبات الرئيس الأوكراني شخصية رئيسية في القمم الأخيرة للناتو، لكن نظراً إلى علاقته المتوترة مع ترمب، لم يُدع زيلينسكي إلى الجلسة الرئيسية لأعضاء الناتو هذه المرة.
وأثار ترمب حفيظة حلفائه الغربيين عبر رفضه فرض عقوبات جديدة على روسيا، رغم رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الموافقة على وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.