أكدت تركيا وأوكرانيا أهمية استمرار المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات وتحقيق السلام العادل والدائم.
وشدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عقب مباحثاتهما في أنقرة الأربعاء، على دعم تركيا لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها.
وقال إردوغان إن «محادثات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا تمثل منعطفاً مهماً في الجهود الدبلوماسية في وقت تتفاقم فيه الآثار المدمرة للحرب، ونعتقد أنه من المفيد تنفيذ عملية إسطنبول بشكل شامل وبطريقة تُعالج المشاكل الحادة».
وأضاف الرئيس التركي: «نتوقع من جميع شركائنا، الراغبين في وضع حد لإراقة الدماء في المنطقة، أن يُظهروا نهجاً بناءً تجاه عملية إسطنبول»، لافتاً إلى أن تركيا مستعدة دائماً لإجراء المباحثات مع روسيا حول المقترحات التي من شأنها تسريع وقف إطلاق النار وتمهيد الطريق لسلام عادل ودائم مع روسيا.
اهتمام أميركي
وتابع أن «حليفتنا الولايات المتحدة أيضاً تهتم في هذه المرحلة بالأفكار والمقترحات التي تسهم في وقف إطلاق النار، وتمهد الطريق للسلام العادل والدائم».

وعبر إردوغان عن تعازيه لضحايا الضربات التي نفذتها روسيا في أوكرانيا، ليل الثلاثاء – الأربعاء.
بدوره، عبّر زيلينسكي عن تقديره البالغ لموقف تركيا المبدئي من الحرب مع روسيا، لافتاً إلى أنه موقف بالغ الأهمية بالنسبة لأوكرانيا، مضيفاً: «أودّ أن أشكر تركيا على دعمها لاستقلال أوكرانيا وسيادتها، ودورها في المفاوضات مع روسيا التي مكنت بلاده من استعادة نحو ألفي أسير».
وتابع زيلينسكي: «نحن على ثقة بقوة الدبلوماسية التركية وقدرتها على التفاهم في موسكو، ونأمل في استئناف عمليات تبادل الأسرى قبل نهاية العام الحالي، وتركيا تُقدّم دعماً كبيراً في هذا الصدد».

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن روسيا شنت هجمات عنيفة غير مسبوقة منذ أشهر، حيث تعرضت مناطق في غرب أوكرانيا لهجمات بـ476 مسيّرة روسية تم إسقاط 442 منها، إضافة إلى 48 صاروخاً تم صد 41 منها، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصاً.
هجمات روسية
وبحسب ما أعلن سلاح الجو الأوكراني، تركز القصف، الذي تزامن مع زيارة زيلينسكي لأنقرة لبحث استئناف المفاوضات مع روسيا، على مناطق غرب أوكرانيا، التي عادة ما تكون بعيدة عن خطوط النار، وتشمل لفيف وإنفانو فرانكيفسك وتيرنوبيل، وبلغت حصيلة الضحايا ما لا يقل عن 25 قتيلاً، بينهم طفلان، و66 مصاباً، وفق أحدث بيانات أجهزة الإنقاذ في أوكرانيا.

وقال زيلينسكي إن الضربات طالت مناطق مدنية، وتم تدمير مبانٍ سكنية ومنشآت صناعية ومستودعات.
وأشار إلى أن بلاده تواصل تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة الضربات الروسية، وأنه يتفق مع دعوة الرئيس التركي لوقف إطلاق النار واستئناف مفاوضات السلام، على أن تكون هناك ضمانات قوية لما يتم التوصل إليه.
العلاقات الثنائية
وقال إردوغان وزيلينسكي إن المباحثات بينهما كانت بناءة ومثمرة وتناولت العديد من القضايا التي تهم البلدين.

وأضاف إردوغان أن تركيا ترغب في تعزيز التعاون مع أوكرانيا في مختلف المجالات، لافتاً إلى الزيادة المستمرة في حجم التبادل التجاري بين البلدين.
بدوره أكد زيلينسكي، الذي كانت زيارته لأنقرة الأربعاء هي الثالثة هذا العام، أن بلاده ستواصل تعزيز علاقاتها مع تركيا في جميع المجالات، بما في ذلك تعزيز التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.

واستقبل إردوغان زيلينسكي لدى وصوله إلى أنقرة الأربعاء، في زيارة عمل قصيرة، بمراسم رسمية، وعقدا جلسة مباحثات استمرت نحو ساعتين بحضور عدد من الوزراء ومسؤولي البلدين.
وتناولت المباحثات العلاقات الثنائية وتطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا والجهود المبذولة لاستئناف مفاوضات إسطنبول، التي عقدت منها 3 جولات هذا العام أسفرت عن اتفاق بين الطرفين على أوسع صفقة لتبادل الأسرى، كما تبادلا وثائق خاصة بوقف إطلاق النار.

