رحبت العديد من دول العالم، الخميس، بإعلان الاتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لإنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني، مع دعوات متصاعدة لاستكمال المراحل المتبقية من الخطة الأميركية.
وفي أول ردود الفعل التي أعقبت إعلان التوصل للاتفاق، رحبت كل من كندا وبريطانيا والهند والاتحاد الأوروبي وهولندا وفرنسا، بالاتفاق الذي ينص على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين، بين إسرائيل وحركة “حماس”، تمهيداً لإنهاء الحرب التي أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني منذ أكتوبر 2023، فيما يلا يزال الآلاف تحت أنقاض المباني التي دمرتها الغارات الإسرائيلية طوال عامين.
واعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن الاتفاق على المرحلة الأولى من اتفاق السلام في غزة، “يمثل تقدماً كبيراً”، وأضافت في منشور على منصة “إكس”: “هذا إنجاز دبلوماسي كبير وفرصة حقيقية لإنهاء حرب مدمرة، وإطلاق سراح جميع الرهائن. وسيبذل الاتحاد الأوروبي ما بوسعه لدعم تنفيذه”.
تسريع تنفيذ شروط الاتفاق
ورحب رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في بيان، بـ”أنباء التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترمب للسلام في غزة”، مضيفاً: “يجب الآن تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل، دون تأخير، وأن يترافق مع الرفع الفوري لجميع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى غزة”.
وهنأ رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، في منشور على منصة “إكس” الرئيس الأميركي ترمب، على “قيادته الأساسية”، كما قدم الشكر لكل من قطر ومصر وتركيا على “عملها الدؤوب لدعم المفاوضات”.
وأعرب كارني في منشوره، عن ارتياحه لأن “الرهائن (الإسرائيليين) سيلتئم شملهم مع عائلاتهم قريباً”، قائلاً: “فبعد سنوات من المعاناة الشديدة، يبدو أن السلام قابل للتحقيق أخيراً”.
وأضاف: “كندا تدعو جميع الأطراف إلى التنفيذ السريع للشروط المتفق عليها والعمل على تحقيق سلام دائم وعادل”.
من جانبه، رحب رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بالاتفاق على المرحلة الأولى من خطة ترمب للسلام في غزة، معتبراً أن هذا الاتفاق هو “أيضاً انعكاس للقيادة القوية لرئيس الوزراء (الإسرائيلي) نتنياهو”، بحسب تعبيره.
وقال مودي في منشور على منصة “إكس”: “نأمل أن يؤدي إطلاق سراح الرهائن وتعزيز المساعدات الإنسانية لسكان غزة إلى توفير الراحة لهم وتمهيد الطريق لسلام دائم”.
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الاتفاق يمثل “أملاً كبيراً للمحتجزين (الإسرائيليين) وعائلاتهم، وللفلسطينيين في غزة والمنطقة”، وأضاف “أحيي الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الليلة الماضي لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار”، وكذلك “جهود الرئيس ترمب، وأيضاً الوسطاء القطريين والمصرييين والأتراك، من أجل الوصول إلى هذه اللحظة”.
ودعا الرئيس الفرنسي، الذي قادت بلاده مع السعودية، جهوداً دولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، في سبتمبر الماضي، كافة الأطراف إلى “الالتزام الصارم ببنود الاتفاق”، مضيفاً: “يجب أن يضع نهاية للحرب، ويفتح الباب أمام حل سياسي مبني على حل الدولتين”، وتابع: “فرنسا تؤكد استعدادها للمساهمة في هذا الهدف، وسنتحدث مع شركائنا الدوليين”.
مراقبة تنفيذ الاتفاق
وعبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس، عن سعادته البالغة بتوصل “حماس” وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، قائلاً إن “تركيا ستراقب
عن كثب تنفيذه بصرامة، وستواصل المساهمة في هذه العملية”.
وفي بيان نشره على منصة “إكس”، وجه أردوغان الشكر للرئيس الأميركي دونالد ترمب “الذي أبدى الإرادة السياسية اللازمة لتشجيع الحكومة الإسرائيلية على وقف إطلاق النار”، وكذلك لقطر ومصر.
بدوره، أعلن الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوج، عن “دعمه الكامل للاتفاق الذي تم التوصل إليه في مصر”، معرباً عن شكره لـ”رئيس الوزراء نتنياهو وفريق المفاوضات، والوسطاء، وجميع المشاركين في هذا الجهد الحيوي”.
وأضاف في منشور على منصة “إكس”: “أود أن أعرب عن شكري العميق للرئيس ترمب على قيادته المذهلة نحو تأمين إطلاق سراح الرهائن، وإنهاء الحرب، وخلق الأمل لواقع جديد في الشرق الأوسط. لا شك في أنه يستحق جائزة نوبل للسلام على ذلك”.
واعتبر وزير الخارجية الهولندي، ديفيد فان ويل، أن الاتفاق على المرحلة الأولى من اتفاق سلام بين إسرائيل وحماس “خطوة بالغة الأهمية”، قائلاً: “فلتكن هذه نقطة تحول تاريخية للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ولتضع حداً لسنتين من المعاناة التي لا يمكن تصورها”.
وأكد في منشور على منصة “إكس” على ضرورة “التنفيذ الكامل، بدءاً بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن ووصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق”، معرباً عن شكره للرئيس ترمب على قيادته.
وأضاف ويل: “كان الدور الدبلوماسي الذي لعبته مصر وقطر وتركيا، لا يقدر بثمن في التوصل إلى هذا الاتفاق. يجب أن نواصل العمل على الاتفاق على الخطوات الأخرى لخطة السلام والتوصل إلى نتيجة دائمة”.
ترمب: حدث تاريخي
وقال ترمب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”: “يشرفني أن أعلن أن إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام”.
وأضاف ترمب في منشوره: “سيُعامل جميع الأطراف بعدالة! إنه يوم عظيم للعالمين العربي والإسلامي، ولإسرائيل، ولكل الدول المجاورة، وللولايات المتحدة. ونشكر الوسطاء قطر ومصر وتركيا الذين عملوا معنا لإنجاح هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مكتوب، عقب الإعلان عن الاتفاق “سنعيدهم جميعاً إلى الوطن”، في إشارة إلى الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى “حماس”. وأضاف أنه سيعقد اجتماعاً للحكومة، في وقت لاحق من الخميس، للموافقة على الاتفاق.
وأكدت “حماس” توصلها إلى اتفاق لإنهاء الحرب، قائلة إن الاتفاق “يقضي بإنهاء الحرب على غزّة وانسحاب الاحتلال منها ودخول المساعدات وتبادل الأسرى”.
وبعد يوم واحد فقط الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أسفرت مفاوضات “غير مباشرة” استضافتها مصر، عن التوصل لاتفاق لتنفيذ المرحلة الأولى من إطار مكون من 20 بنداً، اقترحه ترمب، لإحلال السلام في قطاع غزة وإنهاء الحرب.
ومن شأن الاتفاق، أن يُقرب الطرفين (إسرائيل وحماس)، أكثر من أي وقت مضى من إنهاء الحرب التي تحوّلت إلى صراع إقليمي شمل دولاً مثل إيران واليمن ولبنان، وزاد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، وأعاد رسم ملامح الشرق الأوسط.
كما يمهد هذا الاتفاق الطريق لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة، حيث أفاد مرصد عالمي للجوع في أغسطس الماضي بأن أكثر من نصف مليون شخص يعانون من المجاعة.