استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، في البيت الأبيض.
وشهدت مراسم الاستقبال الرسمية استعراضًا جويًا لطائرات مقاتلة أمريكية، عند وصول ولي العهد إلى البيت الأبيض في مشهد يعكس حفاوة الاستقبال وقوة وترابط العلاقات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة.
اليوم يمثل لحظة بالغة الأهمية في تاريخ العلاقات السعودية الأمريكية
وعقب مراسم الاستقبال الرسمية، اصطحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولي العهد في جولة داخل البيت الأبيض، كما استعرض ممشى المشاهير الرئاسي الذي تم إنشاؤه حديثًا، قبل أن يعقدا اجتماع عمل في المكتب البيضاوي لمناقشة آفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
العلاقات السعودية – الأمريكية
وقال ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، خلال المؤتمر الصحفي مع الرئيس ترامب بالبيت الأبيض، إن العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة أساسية على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكري، موضحًا أن هناك اتفاقيات في مختلف القطاعات التي تحقق الفائدة المشتركة للمملكة والولايات المتحدة، وبالأخص في الذكاء الاصطناعي، الذي يشهد إقبالًا كبيرًا على مستوى الاستخدام من سكان المملكة، ما يؤدي إلى نمو الناتج المحلي بشكل مبهر، في ظل نقل الأيدي العاملة.
وأكد أن العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة تمتد لـ9 عقود، إلا أن اليوم يمثل لحظة بالغة الأهمية في تاريخ هذه العلاقات، خاصة أن هناك العديد من المشاريع المشتركة التي تمضي البلدان بها نحو المستقبل، مشيدًا بالعمل الذي يقوم به الرئيس الأمريكي، والذي يسهم بشكل رئيس في تعزيز النمو الاقتصادي، ويفتح مزيدًا من فرص الأعمال في الولايات المتحدة.
رفع حجم الاستثمارات السعودية من 600 مليار إلى تريليون دولار
وأوضح أنه خلال الزيارة سوف يتم الإعلان عن رفع حجم الاستثمارات السعودية من 600 مليار إلى تريليون دولار، بما يوفر فرصًا حقيقية في مختلف المجالات، مشددًا على أن الاتفاقيات التي سيتم توقيعها اليوم في المجالات التقنية والذكاء الاصطناعي ستوفر الكثير من فرص الاستثمار.
ونوه إلى إسهامات ترامب التي كان لها أثر مهم في إحلال السلام على مستوى العالم، مشددًا على أنه من المهم النظر إلى مرحلة السلام الأساسية في قطاع غزة والشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مهمة في هذا الكوكب، ولديها اقتصاد رائع خلال العقود الماضية، فضلًا عما تمتلكه من موارد أساسية سواء في الطاقة أو القطاعات الأخرى، مشيرًا إلى حرص المملكة على الشراكة مع الولايات المتحدة على مستوى الرؤيتين قصيرة وطويلة الأمد.
وأوضح أن هناك تنوعًا في الأعمال المستقبلية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة، خاصة في ظل قيادة الرئيس ترامب، مؤكدًا أن السعودية لديها استثمارات تشمل مختلف القطاعات التقنية، وبالأخص الذكاء الاصطناعي، وهو ما يسهم في خلق فرص استثمارية بشكل أكبر، مشيرًا إلى أن المملكة تخلق فرصًا حقيقية وليست مزيفة، من خلال التركيز على قطاعات الذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية، وهي قطاعات تشهد طلبًا كبيرًا في المملكة.
وعلى المستوى السياسي، أكد ولي العهد عزم المملكة المساعدة في التوصل لاتفاقية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، مشددًا على أن مستقبل طهران سوف يكون جيدًا حال تحقق هذا الاتفاق.
أحداث سبتمبر
وبسؤاله عن أحداث 11 سبتمبر عام 2001، قال ولي العهد إنه يجب التركيز على الواقع، استنادًا إلى وثائق الاستخبارات المركزية الأمريكية، والعديد من الوثائق الأخرى، والتي قالت إن أسامة بن لادن استخدم السعوديين لغرض رئيسي واحد، وهو تدمير العلاقات السعودية الأمريكية، مؤكدًا أن من يصدق الادعاء ضد المملكة في هذا الملف، فهو يساعد “بن لادن” في تحقيق هذا الهدف.
وأشار إلى أن “بن لادن” كان يعي تمامًا أن العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية تضر بالتطرف والإرهاب، مشددًا على ضرورة الاستمرار في هذه العلاقات وتطويرها، خاصة أنها ضرورية للعالم ومواجهة الإرهاب والتطرف.
وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، حيث ستركز لقاءات ولي العهد مع القيادة الأمريكية على مناقشة ملفات التعاون الثنائي، بما في ذلك الشراكات الاستثمارية، التطورات الإقليمية، ومجالات الطاقة والدفاع، إضافة إلى دعم الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار في المنطقة وتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين.

