قالت شركة بوينج الأميركية إنها أوصت المشغلين الثلاثة لطائرات الشحن من طراز MD-11، بتعليق عمليات الطيران مؤقتاً “بدافع الحذر الشديد”، وذلك بعد حادث تحطم مميت لإحدى طائرات شركة UPS في ولاية كنتاكي، من نفس الطراز.
وذكر متحدث باسم بوينج في بيان أن الشركة “أوصت المشغّلين الثلاثة لطائرات الشحن MD-11 بوقف رحلاتهم مؤقتاً كإجراء احترازي”، مضيفاً أن بوينج “تنسّق بشكل وثيق مع إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA) بشأن هذه المسألة”.
وجاءت التوصية فيما أعلنت شركتي UPS وFedEx قرارهما إيقاف أسطولهما من طائرات MD-11 مؤقتاً بدافع الحذر، بعد الحادث المأساوي الذي وقع الثلاثاء الماضي، في مركز الشحن الجوي العالمي UPS Worldport بمدينة لويفيل، وأسفر عن سقوط 14 شخصاً، بينهم الطيارون الثلاثة الذين كانوا على متن الطائرة المتجهة إلى هونولولو، بحسب “أسوشيتد برس”.
وقالت الشركتان إن طائرات MD-11 تشكّل نحو 9% من أسطول UPS الجوي و4% من أسطول FedEx.
وذكرت UPS في بيان صدر الجمعة: “اتخذنا هذا القرار بشكل استباقي بناءً على توصية من الشركة المصنّعة للطائرة. لا شيء أهم بالنسبة لنا من سلامة موظفينا والمجتمعات التي نخدمها”.
أما FedEx، فأكدت في رسالة إلكترونية أنها ستُبقي طائراتها من هذا الطراز على الأرض ريثما تُجري “مراجعة شاملة لإجراءات السلامة بناءً على توصية بوينج”.
حادث مميت
وبحسب شركة تحليلات الطيران Cirium، فإن شركة Western Global Airlines هي شركة الشحن الأميركية الوحيدة الأخرى التي لا تزال تشغّل هذا الطراز، حيث تمتلك 16 طائرة MD-11، منها 12 طائرة موضوعة حالياً في المخازن.
وكانت بوينج أعلنت عام 1998 نيتها وقف إنتاج طائرات MD-11 تدريجياً، على أن تُسلَّم آخر الطائرات بحلول عام 2000.
وقال تود إنمان، عضو المجلس الوطني لسلامة النقل (NTSB)، الجمعة، إن طائرة UPS المنكوبة، المصنّعة عام 1991، كانت على وشك الإقلاع عندما انطلق جرس إنذار داخل قمرة القيادة.
وعلى مدى 25 ثانية حاول الطيارون السيطرة على الطائرة التي ارتفعت بالكاد عن المدرج، بينما كان جناحها الأيسر مشتعلاً ومحرّكها مفقوداً، قبل أن تهوي وتصطدم بالأرض في كرة نارية ضخمة.
وأضاف إنمان أن تسجيل قمرة القيادة التقط صوت الجرس بعد 37 ثانية من أمر الطاقم بزيادة قوة الدفع، موضحاً أن سبب الإنذار لم يتحدد بعد، رغم تأكد المحققين من أن الجناح الأيسر كان يحترق، وأن المحرك في ذلك الجانب انفصل.
وأشار إلى أن نشر النص الكامل لتسجيل قمرة القيادة سيستغرق عدة أشهر ضمن التحقيق الجاري.
وقال المحقق الفيدرالي السابق جيف جوزيتي إن الجرس “يرجّح أنه كان إنذاراً بوجود حريق في المحرك”، مضيفاً: “يبدو أن الحادث وقع بعد تجاوز الطاقم للسرعة الحرجة التي تسمح بإيقاف الإقلاع بأمان، ما يطرح تساؤلات بشأن الخيارات التي كانت متاحة لهم في تلك اللحظة”.
وأظهرت مقاطع فيديو من كاميرات المراقبة والهواتف لحظة ارتطام الطائرة بعدد من المباني التجارية واشتعالها، ما وفّر للمحققين أدلة بصرية من زوايا متعددة.

