أعلنت شركة الطائرات المتحدة الروسية، تسليم مقاتلتين من طراز Su-57 إلى مشترٍ أجنبي، ليتم تسجيل أول عملية بيع من نوعها لطائرة الجيل الخامس الروسية إلى جهة دولية.
وقال فاديم باديخا، الرئيس التنفيذي للشركة، في تصريحات للقناة الأولى المحلية المملوكة للدولة، إن “شريكاً أجنبياً” تسلم الطائرة، دون أن يسم تلك الدولة، وفقاً لموقع Business Insider.
وأكد باديخا، أن الدولة التي تسلمت الطائرتين بدأت بإدخالهما الخدمة، لافتاً إلى أن “المقاتلتين أظهرتا أفضل ما لديها، والعميل راض تماماً عنهما”.
وكانت شركة Rosoboronexport، وهي شركة تصدير أسلحة روسية مملوكة للدولة، كشفت للمرة الأولى في نوفمبر الماضي أنها توصلت إلى اتفاق مع مشتر أجنبي واحد على الأقل لبيع طائرات Su-57، لكنها لم تُسم الدولة الشريكة أيضاً.
وتستخدم روسيا مقاتلات Su-57 في عمليات محدودة ضد أوكرانيا، إذ يعتمد الكرملين بشكل كبير على طائرات الجيل الرابع مثل Su-27 وSu-35، والتي تعد أكثر معادلة للمقاتلات مثل F-16 Fighting Falcon.
ويعتقد أن روسيا قامت ببناء ما يقرب من 20 طائرة من طراز Su-57، إذ قال وزير الدفاع آنذاك، سيرجي شويجو، في عام 2020، إن الجيش الروسي سيتلقى 22 من المقاتلات المتقدمة بحلول عام 2024.
وقالت موسكو إنها تهدف إلى الحصول على 76 طائرة من طراز Su-57 بحلول عام 2028.
وذكرت كييف في صيف عام 2024 أنها ألحقت أضراراً بطائرة Su-57 واحدة على الأقل في غارة على مطار روسي.
“السيادة التكنولوجية”
وذكرت مجلة Military Watch، أن روسيا سلمت أول مقاتلتين إلى الجزائر. وأعلنت الشركة سابقاً أن الإنتاج التسلسلي المستقر لطائرة Su-57 يسمح بمزيد من العمل النشط للترويج للطائرة في السوق الدولية، مضيفة أن وجود مقاتلة من الجيل الخامس في روسيا، وخاصة تلك التي أثبتت كفاءتها في ظروف القتال الحقيقية، هو “علامة على السيادة التكنولوجية والمستوى العالي من التكنولوجيا التي تمتلكها بلادنا”.
ورغم أن المصادر الروسية لم تذكر صراحة الدولة التي استلمت المقاتلات، فقد تم التأكيد سابقاً على أن الجزائر ستتسلم مقاتلتين قبل نهاية العام، باعتبارها العميل الوحيد المؤكد للطائرة، حسب المجلة.
ولطالما اعتُبرت الجزائر عميلاً محتملاً رائداً لطائرة Su-57، مع ظهور علامات مهمة منذ عام 2020 على أن وزارة الدفاع الجزائرية تخطط لشراء الطائرة.
وأشارت تقارير جزائرية في فبراير الماضي، إلى أن أولى طائرات Su-57 ستصل إلى البلاد قبل يناير المقبل، ولاحقاً أكد بيان للمكتب الصحافي للخدمة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، أن عمليات التسليم للتصدير ستبدأ بحلول ذلك الوقت.
ويتزامن تأكيد المسؤولين الروس لبدء عمليات التسليم مع بداية معرض دبي للطيران، حيث تم إرسال نموذج أولي لـ Su-57 لإظهار قدرات الطائرة لعملاء محتملين آخرين.
ويُعتبر سلاح الجو الجزائري صاحب أكبر الإمكانات القتالية بين أساطيل الدول الإفريقية والعربية.
وكان هجوم حلف شمال الأطلسي “الناتو” على ليبيا عام 2011 عاملاً رئيسياً في تحفيز الاستثمار بشكل أكبر في قدرات الحرب الجوية المتقدمة.
وإلى جانب طائرة Su-57، استلمت الجزائر عدداً قليلاً من مقاتلات التفوق الجوي Su-35S مع بداية العام، مع ظهور مقاتلات Su-34 الضاربة بألوان سلاح الجو الجزائري في روسيا، ما يشير إلى احتمال توقيع عقد بيع هذه الطائرات.
وفي أكتوبر الماضي، أشار جدول أسعار مُسرب من شركة Rostec الروسية للأسلحة إلى أن الجزائر من المقرر أن تستلم طائرتين Su-57، وسرباً من كل من Su-34 وSu-35.
ويتوقع أن تضيف المبيعات للجزائر زخماً أكبر للجهود الروسية لتصدير Su-57، إذ تُعرف بأنها من بين أعلى المعايير بين العملاء الرئيسيين للطائرات المقاتلة غير الغربية، بما في ذلك تاريخ رفض الطائرات المقاتلة التي تُعتبر ذات جودة غير مرضية.
وستُبني عملية البيع على المكانة التي اكتسبتها Su-57 باعتبارها المقاتلة الأكثر اختباراً في القتال من جيلها، إذ تم استخدام الطائرة في مهام تشمل قمع الدفاع الجوي والقتال الجوي، والعمليات في المجال الجوي للعدو شديد الدفاع.
وتنشر Su-57 مجموعة من أنواع الذخيرة جو-أرض خارج مدى الرؤية أكثر من أي جيل آخر.
وإلى جانب تسليحها الأساسي بصاروخ كروز Kh-59MK2، شوهدت في أوائل نوفمبر، وهي تحمل صواريخ Kh-58UShKE المضادة للإشعاع في حجرات الأسلحة الخاصة بها.
يشار إلى أن الطائرة F-35 المنافسة لم تدمج بعد أي نوع من الصواريخ جو-أرض خارج مدى الرؤية، فضلاً عن اختبارها في القتال، وهو من بين العوامل التي يمكن أن تعطي Su-57 ميزة في جاذبيتها.
