ماكرون وزيلينسكي يوقّعان اتفاق تسليح وصفته كييف بـ«التاريخي»
وقّع الرئيسان الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والفرنسي إيمانويل ماكرون في قاعدة جوية قرب باريس، الاثنين، «إعلان نوايا» يمهّد لشراء أوكرانيا مستقبلاً مقاتلات فرنسية من طراز «رافال»، قد يصل عددها إلى نحو مائة، إلى جانب أنظمة دفاع جوي من الجيل الجديد، في خطوة ستكون الأولى من نوعها لكييف.
واستقبل ماكرون نظيره الأوكراني في قاعدة فيلاكوبلاي، حيث قدّم صناعيون للطرف الأوكراني الذي يخوض حرباً مع روسيا منذ 2022، الطائرة المقاتلة الفرنسية «رافال» مع أنظمتها التسليحية، والجيل الجديد من نظام الدفاع الجوي «سامب-تي» (SAMP-T)، إضافة إلى عدة أنظمة مسيّرات.

ووقّع الرئيسان «إعلان نوايا يتعلق بالتعاون حول شراء أوكرانيا معدات دفاعية فرنسية»، من دون الكشف عن تفاصيله قبل مؤتمر صحافي مشترك يُعقد قرابة منتصف النهار في قصر الإليزيه.
وكان زيلينسكي وصف الأحد عبر منصة «إكس» الاتفاق بأنه «اتفاق تاريخي» ينصّ على «تعزيز كبير» لقدرات كييف في «الطيران القتالي والدفاع الجوي ومعدات دفاعية أخرى».
Today marks a significant moment, truly historic for both our nations – France and Ukraine. Together with Emmanuel Macron, we signed a Declaration of Intent on Cooperation in the Acquisition of Defense Equipment for Ukraine. This document enables Ukraine to procure military… pic.twitter.com/0qzG41IsnP
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) November 17, 2025
وقال الإليزيه إن الاتفاق، الذي يمتدّ «على أفق يقارب عشر سنوات»، يفتح الباب أمام عقود مستقبلية لـ«اقتناء أوكرانيا معدات دفاعية فرنسية» جديدة، تشمل «نحو 100 طائرة (رافال) مع منظومتها التسليحية»، بالإضافة إلى منظومات أخرى بينها نظام الدفاع الجوي «سامب-تي» (SAMP-T) من الجيل الجديد قيد التطوير، وأنظمة رادار وطائرات مسيّرة.

وبحسب الرئاسة الفرنسية، يهدف هذا الاتفاق إلى «وضع التميّز الفرنسي في الصناعات الدفاعية في خدمة الدفاع عن أوكرانيا» وعن «أجوائها» في مواجهة «العدوان الروسي».
ويزور الرئيس الأوكراني فرنسا ضمن جولة صغيرة يقوم بها سعياً على حلفاء غربيين لبلاده من أجل الحصول على أسلحة، في حين تصعّد روسيا هجماتها بالصواريخ والمسيّرات على بلاده.
وأبرم في هذا السياق اتفاقية حول الطاقة مع اليونان الأحد، على أن ينتقل الثلاثاء إلى إسبانيا. وكان الرئيس الأوكراني وقّع الشهر الماضي «رسالة نوايا» لشراء ما بين مائة و150 مقاتلة سويدية من طراز «غريبن».
وتملك أوكرانيا منظومة من طراز «ستامب-تي» الحالي القادر على التصدي لمقاتلات وصواريخ «كروز» وصواريخ بالستية تكتيكية، غير أن منظومة الجيل الجديد التي ستتوافر عام 2027 تملك قدرات أوسع على اعتراض الصواريخ.
«قوة متعددة الجنسيات»
وكان ماكرون أعلن في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) أن كييف ستتسلم «خلال الأسابيع المقبلة» صواريخ مضادة للطائرات من طراز «أستر» التي تطلق من منظومة «ستامب-تي»، وطائرات مقاتلة من طراز «ميراج 2000» إضافية، وقد تسلمت كييف إلى الآن ثلاث طائرات من أصل ست تلقت وعوداً بها.

ويشارك الرئيسان بعد الظهر في قصر الإليزيه في «منتدى فرنسي – أوكراني للطائرات المسيّرة». والهدف بحسب الإليزيه هو «إقامة اتصالات» و«تعزيز التعاون مع كل الأطراف الفاعلة في هذه الأوساط، سواء اللاعبون الصناعيون أو اللاعبون الماليون».
وتخطط كييف هذه السنة لاستخدام أكثر من 4.5 مليون مسيّرة، مع العلم أن الطائرات من دون طيار تتسبب في 70 بالمائة من الدمار الذي يلحق بالمعدات المعادية على الجبهة.
كما تستخدم أوكرانيا المسيّرات لإسقاط الطائرات من دون طيار من طراز «شاهد» التي تطلقها روسيا عليها كل ليلة.
كذلك يتوجه ماكرون وزيلينسكي إلى مون فاليريان غرب باريس لزيارة هيئة أركان «القوة المتعددة الجنسيات لأوكرانيا» التي تعدها باريس ولندن حتى تنتشر في سياق الضمانات الأمنية لكييف في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ويؤكد الجانب الفرنسي أن القوة التي اتفق «تحالف الراغبين» الداعم لأوكرانيا على تشكيلها بمشاركة 35 دولة، بما فيها أوكرانيا بحسب باريس، «تعمل» وهي قادرة «منذ الآن» على «نشر قوة في اليوم الذي يلي مباشرة وقف إطلاق النار».
ويقوم زيلينسكي بزيارته التاسعة لفرنسا منذ بدء الغزو الروسي لبلاده في فبراير (شباط) 2022، في وقت تهز أوكرانيا فضيحة فساد دفعت وزيرين إلى الاستقالة، وأرغمت الرئيس على فرض عقوبات على أحد المقربين منه.

