قالت 3 مصادر لمجلة “بوليتيكو” الأميركية، الخميس، إن بريطانيا تتجه إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، الأحد المقبل، على أن يصدر الإعلان الرسمي في الأمم المتحدة، الاثنين، وسط تحضيرات في العاصمة لندن لمراسم رفع العلم الفلسطيني التي سيحضرها سفير فلسطين في بريطانيا حسام زملط.
وبهذه الخطوة، يقف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمام معادلة صعبة بين ضغوط حزبه إذ يطالبه كثيرون بالتحرك بسرعة أكبر دعماً للفلسطينيين، وبين تحالفه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي لا يزال يعارض هذه الخطوة.
وتأتي هذه الخطوة الذي يراها مسؤولون في الحكومة البريطانية منذ أسابيع أنها باتت “حتمية”، بعدما تعهّد ستارمر في يوليو الماضي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل اجتماعات الجمعية العام في الأمم المتحدة، في حال فشلت إسرائيل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأشارت “بوليتيكو”، إلى أن مسار الاعتراف بدولة فلسطين بدأ يتبلور بشكل أوضح خلال زيارة الرئيس الأميركي إلى بريطانيا، التي اختتمت مساء الخميس.
الضغط على إسرائيل
ورغم أن ستارمر حظي بإشادة واسعة داخل حزب العمال، إلا أن النقاش يتجه حالياً نحو البحث عن وسائل جديدة لممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل، وفقاً للمجلة.
ويقترب تعهد رئيس الوزراء من التنفيذ قبيل مؤتمر حول حل الدولتين تنظمه فرنسا والسعودية، والمقرر عقده في الأمم المتحدة، الاثنين.
وقال مسؤول حكومي للمجلة، إنه “رغم عدم اتخاذ قرار رسمي حتى الخميس، إلا أن بريطانيا لم تغير جدولها الزمني ولا شروطها تجاه إسرائيل”.
وسيمنح اتخاذ هذه الخطوة قبل اجتماعات نيويورك، حكومة ستارمر نقاطاً إضافية لدى نواب حزب العمال المؤيدين للقضية الفلسطينية، مع الحفاظ على التضامن مع الدول الأخرى التي من المتوقع أن تلتزم بحضور القمة.
وقالت إميلي ثورنبيري، النائبة عن حزب العمال ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم: “لقد انتظرت 15 عاماً من أجل هذا.. أنا سعيدة جداً لأن الأمر سيتحقق أخيراً، ولا يهم في أي يوم يحدث”.
وكان الاعتراف بدولة فلسطين نقطة خلاف واضحة بين ستارمر وترمب خلال زيارة الدولة التي شهدت توافقاً بين الجانبين على كثير من الملفات السياسية، إذ قال الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي، إنها “أحد الخلافات القليلة بيننا”.
بدء التحضير
وتجري التحضيرات للاحتفال بقرار الاعتراف، الاثنين، إذ من المقرر أن يشرف السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط على مراسم رفع العلم في العاصمة لندن، بحسب مصدر مطلع.
وأشارت المجلة الأميركية، إلى أن التفاصيل الفنية للقرار، مثل كيفية الاعتراف بالدولة دون التعامل مع حركة “حماس” وما إذا كان سيتم إرسال سفير إلى الضفة الغربية، فما زالت غير واضحة في هذه المرحلة.
وقال دبلوماسي أجنبي: “لم يضع أحد الكثير من التفاصيل بعد”، لكنه اعتبرها رغم ذلك أنها “خطوة أولى مهمة”.
وتأتي هذه الخطوة في توقيت مناسب لستارمر، الذي يحاول تجاوز أسبوعين صعبين واجه خلالهما تساؤلات حول قدرته السياسية في ظل تراجع شعبيته.
كما ستتزامن مع عقد حزب العمال مؤتمره السنوي في ليفربول، وسط توقعات بأن يلقى القرار ترحيباً كبيراً من عدد من النواب والوزراء الذين ضغطوا بقوة من أجل الاعتراف، وتعرضوا لانتقادات على خلفية موقف الحزب من غزة.
وقال برلماني بريطاني: “لو تراجع ستارمر عن ذلك لكان قد وقع حكم الإعدام السياسي على نفسه”، مشيراً إلى أنها “لحظة مفصلية، وهناك الكثير من الناس غير المهتمين بالسياسة الكبرى يشعرون بالرعب مما يحدث في غزة”.
ومهما بلغت رمزية إعلان ستارمر، فمن غير المرجح أن يوقف الخلافات داخل حزب العمل بشأن ما إذا كان ينبغي على رئيس الوزراء اتخاذ خطوات أكثر صرامة.
وحذّر مسؤول حكومي آخر من أن المؤتمر قد يتحول إلى “عاصفة عارمة” في ظل غياب أي أفق لوقف إطلاق النار في غزة.
وتوقّع نائب بارز في حزب العمال، أن “تكون العقوبات على إسرائيل، لا مسألة استخدام مصطلح إبادة جماعية، محور الصراع المقبل، بما في ذلك داخل الحزب”.
وأضاف: “مسألة الإبادة الجماعية يبت فيها القضاء، لكن هناك رأياً قانونياً يؤكد أنه يجب علينا بذل كل ما في وسعنا لمنع إبادة محتملة، وهذا يقودنا إلى مسألة العقوبات”.