يستعد نحو 3870 موظفاً لمغادرة عملهم في وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”من خلال برنامج الاستقالة الطوعية، في إطار حملة واسعة النطاق من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتقليص القوى العاملة في المؤسسات الفيدرالية، حسبما أوردت “بلومبرغ”.
وأعلنت وكالة الفضاء الأميركية في بيان، الجمعة، أن هذه الأرقام قابلة للتغيير مع مراجعة “ناسا” للطلبات، بما في ذلك في حال انسحاب موظف من برنامج الاستقالة الطوعية، أو عدم الموافقة على استقالته.
وأضافت الوكالة: “لا تزال السلامة أولوية قصوى لوكالتنا، حيث نعمل على الموازنة بين الحاجة إلى أن نصبح منظمة أكثر انسيابية وكفاءة، والعمل على ضمان قدرتنا الكاملة على مواصلة عصر ذهبي للاستكشاف والابتكار، بما في ذلك رحلات إلى القمر والمريخ”.
وقدمت “ناسا” لموظفيها فرصتين منفصلتين في عام 2025 للمغادرة، من خلال برنامج الاستقالة المؤجلة الحكومي. وقالت الوكالة إن عدد موظفيها المدنيين المتبقين المتوقع سيبلغ حوالي 14 ألف موظف، بعد برنامجي الاستقالة، بالإضافة إلى المغادرات العادية لحوالي 500 موظف خلال الفترة الزمنية نفسها.
وبدأت الجولة الأولى من برنامج الاستقالات الطوعية في “ناسا”، في بداية ولاية ترمب الثانية في يناير الماضي، عندما تلقى الموظفون الفيدراليون رسائل بريد إلكتروني تعرض عليهم فرصة المغادرة، وهو جهد قادته وزارة كفاءة الحكومة DOGE التي كان يرأسها إيلون ماسك. وقد قبل حوالي 870 شخصاً، أو 4.8% من القوى العاملة في “ناسا”، العرض في ذلك الوقت.
وبدأت “ناسا” جولتها الثانية من الاستقالة المؤجلة بدءاً في أوائل يونيو الماضي، مع تحديد موعد نهائي للمشاركة بحلول 25 يوليو الماضي. وقالت الوكالة، الجمعة، إن حوالي 3000 موظف، أو 16.4% من القوى العاملة، قبلوا هذه الخطوة.
وقاد المسؤولون التنفيذيون في وكالة الفضاء الأميركية، الذين كانوا يعملون على تقليل عدد الموظفين امتثالاً لهدف إدارة ترمب المتمثل في تقليص القوى العاملة الفيدرالية، الاستقالة المؤجلة كوسيلة لتجنب تسريحهم.
وقالت جانيت بيترو، القائمة بأعمال مدير “ناسا” السابق، خلال اجتماع مفتوح مع الوكالة في 25 يونيو الماضي: “السبب وراء قيامنا بذلك هو تقليل أي تخفيضات غير طوعية في القوى العاملة في المستقبل”، وفق تسجيل صوتي حصلت عليه “بلومبرغ”.
وسعت “ناسا” إلى “إعفاء شامل” في فبراير الماضي، لإنقاذ جميع موظفي الوكالة الذين يخضعون لاختبارات من التسريح.
وقد أثار احتمال حدوث “هجرة جماعية” لموظفي “ناسا” مخاوف داخل القطاع وفي الوكالة، حيث جادل بعض الخبراء بأن التخفيضات ستؤدي إلى فقدان “ناسا” لبعض من أفضل مواهبها.
وفي رسالة إلى شون دافي، المدير المؤقت المعين حديثاً في “ناسا”، بعنوان “إعلان فوييجر”، حذّر مئات الموظفين السابقين والحاليين دافي، الذي يرأس أيضاً وزارة النقل، من أن تخفيضات القوى العاملة قد تُعرّض سلامة وكفاءة العمليات للخطر.
وكتبوا في الرسالة الموجهة إلى دافي: “لقد تم بالفعل فصل آلاف الموظفين المدنيين في ناسا أو استقالوا أو تقاعدوا مبكراً، آخذين معهم معارف متخصصة للغاية لا غنى عنها، وهي ضرورية لتنفيذ مهمة ناسا”.