تعتزم رئيسة بيرو دينا بولوراتي، الجمعة، إلقاء خطاب في القصر الرئاسي بعد تصويت البرلمان على إقالتها في جلسةٍ عقدت في وقت متأخر من ليل الخميس، وذلك بعد ساعات من مطالبة أحزاب سياسية من مختلف الأطياف بعزلها.
وصوّت المشرعون على مناقشة عزلها من منصبها بدعوى “عدم الأهلية الأخلاقية”، ثم استدعوها للدفاع عن نفسها أمام البرلمان بعد ساعة، لكنها لم تحضر، ليحصل المشرعون على أصوات كافية للشروع في إجراءات عزل سريعة.
وعلى عكس 8 محاولات سابقة لعزلها، أعربت جميع الكتل التشريعية تقريباً عن دعمها للطلبات الأخيرة، إذ صوت المشرعون على قبول 4 طلبات للتصويت على عزل بولوارتي من منصبها، احتجاجاً على ما وصفوه بـ”عجز” حكومتها عن الحد من الجريمة، إذ تجاوز عدد الأصوات المطلوبة لكل طلب 56 صوتاً، ما أفضى إلى مناقشة ومحاكمة عزل في البرلمان ذي المجلس الواحد، والمكون من 130 عضواً، حسبما أفادت به “أسوشيتد برس”.
وجاء هذا التحول الصادم للأحداث بعد ساعات فقط من إطلاق نار في حفل موسيقي بالعاصمة، ما أجج الغضب إزاء الجرائم التي تعصف بالبلاد.
وواجهت حكومة بولوارتي صعوبة في التعامل مع ارتفاع معدلات الجريمة، وخاصة جرائم القتل والابتزاز، إذ ألقت باللوم جزئياً على المهاجرين المقيمين في البلاد بشكل غير قانوني.
وفي يوليو الماضي قررت بولوارتي مضاعفة راتبها إلى ما يعادل نحو 10 آلاف دولار شهرياً، ما أثار غضب كثير من المواطنين الذين قالوا إن من الأفضل إنفاق هذه الأموال على التصدي للفقر.
وأعلن وزير الاقتصاد حينها، أن راتب بولوارتي، التي يعد معدل شعبيتها من بين الأدنى مقارنة بأي زعيم على مستوى العالم، ارتفع إلى 35568 سولا (10067 دولاراً)، وهو يزيد على الحد الأدنى للأجور في بيرو بنحو 30 مثلاً.
وكان راتب الرئيس ثبت في السابق عند 15600 سول (4400 دولار)، وهو المستوى المحدد في 2006 عندما خفضه الرئيس السابق آلان جارسيا من 42 ألف سول.