احتضنت جدة التاريخية 14 مجسّمًا فنيًا عالميًا
تعكس هذه المجسمات تفاعلًا نابضًا بين الماضي والحاضر
تألقت بحيرة الأربعين وسط جدة التاريخية بمجسمات فنية عالمية، شكّلت لوحة إبداعية تنبض بالجمال وتُجسد التقاء الفن المعاصر بتراث المكان الأصيل، وأسهمت هذه الأعمال في تعزيز موقع جدة على خارطة الثقافة العالمية، ضمن رؤية تستهدف إعادة رسم الهوية البصرية للمنطقة من خلال الفنون.
تفتح المجسمات الفنية آفاقًا جديدة للتعبير الثقافي
واحتضنت جدة التاريخية 14 مجسّمًا فنيًا عالميًا، أُدرجت ضمن المشهد البصري للمنطقة، في إطار جهود مشتركة بين وزارة الثقافة وأمانة جدة لإحياء المكان وإبراز طابعه الثقافي. وتعكس هذه المجسمات تفاعلًا نابضًا بين الماضي والحاضر، وتُعبّر عن سرد بصري متكامل يروي حكاية مدينة عريقة بهويتها وروحها المتجددة.
ومن أبرز المجسمات التي تحتضنها بحيرة الأربعين: عمل الفنان فيكتور فاساريلي بعنوان “وهم المكعب الثاني”، ومجسم “رووج” و”مرونة التوازن” للفنان ألكسندر كالدر، ومجسم “كتلة دائرية” للفنان أرنالدو بومودورو، إلى جانب مجسم “الطائر” لخوان ميرو، ومجسم “إعطاء وتلقي الحب” للفنان لورينزو كوين، الذي يعبّر عن القيم الإنسانية من خلال تكوينات نحتية بصرية مؤثرة.
وجاءت هذه الأعمال ضمن مسعى فني لتوظيف المساحات العامة كونها مراكز مفتوحة للفنون، وتتيح للزائر تجربة حسية تتفاعل فيها العراقة المعمارية مع الحداثة الفنية، في مشهد يرسّخ جدة التاريخية بصفتها وجهة نابضة بالثقافة.
وأسهمت هذه المجسمات في تشكيل ملامح الهوية البصرية الحديثة لجدة، عبر إدخال عناصر فنية على البيئة الحضرية تعزز من جاذبيتها، وتربطها بثقافة المكان، كما تُعدُّ جزءًا من تحولات كبرى شهدتها المدينة خلال العقود الماضية، كان للفنون فيها دور محوري في الانتقال من الطابع التقليدي إلى مشهد بصري عالمي.
ويُظهر انتشار المجسمات حول ميدان الثقافة المجاور للبحيرة؛ رؤيةً ترتكز على دمج الفنون في المشهد اليومي للمدينة، وتحويل المناطق التراثية إلى منصات نابضة بالحياة الثقافية والإبداعية.
ويشكّل هذا المشروع الفني أحد أوجه التعاون المؤسسي؛ الهادفة إلى جعل جدة التاريخية مركزًا للتجارب الثقافية، ووجهة تستقبل الإبداع من مختلف أنحاء العالم، ويعزز من حضور الفنون في تشكيل الهوية الحضرية، ويُسهم في رفع مستوى الوعي العام بقيمة الجماليات البصرية ضمن البيئة الحضرية.
وتُجسّد المجسمات الفنية المنتشرة في جدة التاريخية روح المكان، وتفتح آفاقًا جديدة للتعبير الثقافي، وتؤكد أهمية الفنون في إعادة تشكيل المدن على نحو يعكس خصوصيتها التاريخية وتطلعاتها المستقبلية، ضمن رؤية تسهم في تحفيز الحراك الثقافي، وتكريس جدة كونها مدينة ذات بعد إنساني عالمي.