أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن المنظومات الدفاعية تصدت لصاروخ أطلقه الحوثيون من اليمن، وذلك بعد سماع دوي صفارات الإنذار في القدس.
جاء ذلك في أعقاب شن طائرات إسرائيلية 12 غارة استهدفت ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الحوثيين المتحالفين مع إيران، الثلاثاء، وذلك بعد نحو ساعة من تحذير عاجل طالب بإخلاء الميناء والسفن الراسية فيه فوراً.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجمات تستهدف «الأنشطة العسكرية التي يمارسها نظام الحوثي الإرهابي»، مشيراً إلى أن الهدف هو تحجيم القدرات العسكرية للجماعة وليس استهداف المدنيين.
وإذ تحدث شهود في المدينة الساحلية غرب اليمن، عن انفجارات عنيفة هزّت المنطقة المحيطة، أقرت وسائل الإعلام التابعة للحوثيين بتلقي 12 غارة، دون معرفة حجم الأضرار أو الخسائر البشرية على الفور.
وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان لاحق أنه شنّ غارات استهدفت بُنى تحتية عسكرية للحوثيين بميناء الحديدة في اليمن، متهماً الجماعة باستخدام الميناء لنقل وسائل قتالية تابعة للنظام الإيراني، التي يستخدمها لتنفيذ مخططات إرهابية ضد دولة إسرائيل وحلفائها. وفق ما ورد في البيان.
#عاجل جيش الدفاع يواصل مهاجمة بنى تحتية عسكرية يستخدمها نظام الحوثي الإرهابي في اليمن⭕️شن جيش الدفاع قبل قليل غارات استهدفت بنى تحتية عسكرية لنظام الحوثي الإرهابي في ميناء الحديدة في اليمن.⭕️يستخدم نظام الحوثي الإرهابي ميناء الحديدة لنقل وسائل قتالية تابعة للنظام الإيراني…
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 16, 2025
وبحسب أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام العربية، جاءت الغارات في ضوء اعتداءات متكررة يقودها الحوثيون ضد إسرائيل تشمل إطلاق مسيرات وصواريخ أرض – أرض.
وقال البيان إن الجماعة الحوثية تعمل بتوجيه وتمويل إيراني لاستهداف إسرائيل وحلفائها، حيث تستغل المجال البحري لتنفيذ اعتداءات وأعمال إرهابية ضد سفن شحن وتجارية.
وتوعد الجيش الإسرائيلي بأنه سيعمل ضد هجمات الحوثيين المتكررة، وأنه مصمم «على مواصلة العمل بقوة في مواجهة أي تهديد مهما بلغت المسافة».
مزاعم عن التصدي
من جهته، زعم المتحدث العسكري يحيى سريع أن دفاعات جماعته الجوية «سببت حالة إرباك كبيرة لطائرات العدو وأجبرت بعض التشكيلات القتالية على مغادرة الأجواء قبل تنفيذ عدوانها»، مدعياً أنه «تم إفشال دخولها للعمق».
ويأتي هذا التصعيد ضمن الموجة السابعة عشرة من الضربات الإسرائيلية ضد الحوثيين، التي بدأت في 20 يوليو (تموز) 2024 عقب مقتل إسرائيلي في تل أبيب بطائرة مسيرة حوثية.
ويؤكد مراقبون أن الحوثيين عادةً ما يبالغون في وصف قدراتهم العسكرية لرفع معنويات أتباعهم، بينما الأجواء اليمنية باتت مستباحة للطيران الإسرائيلي في أي وقت ومكان.

وسبق أن قصفت إسرائيل الصليف ورأس عيسى، ما أدى إلى توقف شبه كلي لطاقة المواني التشغيلية، الأمر الذي فاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وأثّر على حركة التجارة والمساعدات الدولية، وهو ما دفع الحكومة اليمنية إلى دعوة المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤوليته تجاه حماية الملاحة ووقف الانتهاكات.
وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي هدّد بتصعيد العمليات ضد إسرائيل، واصفاً المواجهة بأنها «معركة مقدسة في كل المجالات».
وفيما يرى مراقبون أن الجماعة تسعى إلى تعزيز موقعها الإقليمي عبر الظهور كأنها قوة داعمة للمقاومة الفلسطينية، تؤكد الحكومة اليمنية أن الحوثيين «ينفذون أجندة إيرانية» أدت إلى استدعاء الردود الإسرائيلية المدمّرة للبنية التحتية في مناطق سيطرتهم.
خلفية المواجهة
منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كثّف الحوثيون هجماتهم عبر صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة غالباً ما تعترضها الدفاعات الإسرائيلية. كما شنّوا هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر، مؤكدين أنها دعم للفلسطينيين في غزة.
ويستغل الحوثيون، وفق مراقبين يمنيين، الحرب في غزة لتعزيز نفوذهم الإقليمي، مستفيدين من الدعم الإيراني الذي يزودهم بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
ويعود التصعيد المتواصل إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، حين كثّف الحوثيون هجماتهم على إسرائيل والسفن المرتبطة بموانيها، ما أسفر عن مقتل إسرائيلي واحد، وغرق أربع سفن، ومقتل تسعة بحارة.

وفي المقابل، ردّت تل أبيب ابتداءً من يوليو 2024 بـ17 موجة من الغارات، كان أبرزها في 28 أغسطس (آب) حين قُتل رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي وتسعة من وزرائه في صنعاء.
وكانت أحدث هذه الموجات في العاشر من سبتمبر (أيلول) الحالي، حيث ضربت الغارات الإسرائيلية مقر الإعلام الحربي الحوثي وسط صنعاء ومحطة وقود، ومقرات حكومية خاضعة للجماعة في محافظة الجوف، من بينها مقر فرع البنك المركزي. وتسببت هذه الموجة في مقتل وإصابة 200 شخص.
وفي حين تحاول إسرائيل تقليل أثر التهديد الحوثي الآتي من اليمن، لا ينكر مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن تحول الحوثيين إلى جبهة مواجهة جديدة يمثل خطراً استراتيجياً متنامياً، خصوصاً وأن الجماعة لا تخفي نيتها تطوير أسلحة أكثر فاعلية.

