وجّه رئيس الوزراء الياباني المستقيل شيجيرو إيشيبا، الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، لعقد انتخابات طارئة لاختيار زعيم جديد في 4 أكتوبر المقبل، بحسب ما ذكرت قناة TBS نقلاً عن مسؤول كبير، فيما أصبح وزير الخارجية السابق توشيميتسو موتيجي أول عضو في الحزب الحاكم يعلن ترشحه لخلافة إيشيبا.
وأنهى إيشيبا فترة ولايته القصيرة الأحد، قائلاً إنه يتحمل مسؤولية الانتخابات المؤلمة في انتخابات مجلس المستشارين (المجلس الأعلى في البرلمان) في يوليو الماضي، والتي شهدت فقدان تحالفه الحاكم للأغلبية، وسط غضب الناخبين من ارتفاع تكاليف المعيشة.
وقال إيشبا في مؤتمر صحافي الأحد، إنه يرى أن الوقت مناسب الآن للتنحي، بعد أن حققت المفاوضات بشأن إجراءات الرسوم الجمركية الأميركية خطوة مهمة، وأنه حان الوقت لمنح السلطة لخليفته.
وكان من المقرر أن يجري الحزب الديمقراطي الحر، الاثنين، تصويتاً على ما إذا كان سيقدّم موعد انتخابات قيادة الحزب لعامين، في خطوة بدت بشكل متزايد وكأنها ستتحول إلى تصويت بحجب الثقة عن رئيس الوزراء، مع إظهار استطلاعات وسائل الإعلام المحلية تزايد الدعم لإجراء انتخابات مبكرة.
ورأى إيشيبا أنه إذا جرى اتباع هذا الإجراء، فقد يؤدي إلى انقسام حاد داخل الحزب، وهو ما يرغب في تجنبه، لذا قدم استقالته.
جدول سباق القيادة
وبعد إعلان إيشيبا، من المتوقع أن يناقش الحزب الليبرالي الديمقراطي صيغة وجدول سباق القيادة.
وفيما يتعلق بالصيغة، يدعو بعض أعضاء الحزب إلى إجراء التصويت ليس فقط من قبل أعضاء البرلمان، بل أيضاً من قبل الأعضاء العاديين لتعكس آرائهم حول إعادة بناء الحزب، بحسب NHK.
وقال الأمين العام للحزب مورياما هيروشي إنه من المهم استكشاف طرق للسماح للأعضاء بالمشاركة المباشرة.
من جهته، قال حزب كوميتو الشريك في التحالف الحاكم، وأحزاب المعارضة إنه لا ينبغي تمديد الفراغ السياسي في البلاد، مشيرين إلى الحاجة لمناقشة سبل مواجهة ارتفاع الأسعار وغيرها من القضايا في أقرب وقت ممكن.
وزير خارجية سابق ضمن المرشحين
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية السابق توشيميتسو موتيجي عن ترشحه الاثنين، بعد يوم من إعلان إيشيبا عن قراره بالاستقالة.
وقال موتيجي إنه يريد تكريس نفسه لبلاده من خلال الاستفادة من الخبرة التي اكتسبها في الحزب والحكومة، ليصبح أول من يعلن ترشحه، بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة اليابانية NHK.
وفي حديثه للصحافيين في مبنى البرلمان، قال موتيجي إن إيشيبا اتخذ قراراً صعباً لتجنب انقسام الحزب. وأضاف أنه يود التعبير عن احترامه لما حققه رئيس الوزراء، بما في ذلك التقدم المحرز في المفاوضات الجمركية بين اليابان والولايات المتحدة.
وأشار موتيجي إلى أن حزبه يواجه حالياً أخطر أزمة منذ تأسيسه، وأنه من الضروري بناء حزب ليبرالي ديمقراطي جديد من خلال توحيد الصفوف. وقال إنه من الضروري دفع اليابان إلى الأمام من خلال حل المشكلات الصعبة داخلياً وخارجياً.
وأضاف أن أي شخص يصبح رئيساً للوزراء ورئيساً للحزب سيواجه صعوبات كبيرة لتجاوز التحديات الحالية، ومع ذلك، أعرب عن رغبته في الالتزام بالعمل من أجل بلاده.
وسأل الصحافيون موتيجي عما إذا كان سيتمكن من جمع 20 تأييداً اللازمة للترشح في انتخابات قيادة الحزب، فأجاب بأنه مقتنع بقدرته على تحقيق ذلك.
ومن المتوقع أن يعقد موتيجي مؤتمراً صحافياً قريباً لشرح سياساته، وكيف سيتعاون مع الأحزاب المعارضة، والقضايا الأخرى المتوقعة في سباق رئاسة الحزب.
بالإضافة إلى موتيجي، يسعى بعض أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي الآخرين للترشح لرئاسة الحزب.
وقال وزير الأمن الاقتصادي السابق كوباياشي تاكايوكي إن من الضروري أن يعمل الأعضاء المخضرمون والشباب معاً بشكل موحد، وأضاف أنه سيستشير أعضاء آخرين بشأن ترشحه.