كتب عوني الداوود في صحيفة الدستور.
يوم أمس الجمعة أعلنت الأمم المتحدة، رسميًا، المجاعة في غزة، بعدما قال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعًا «كارثيًا». وبحسب الأخبار يُعدّ هذا الإعلان الأول من نوعه بحدوث هذه الحالة في منطقة ضمن الشرق الأوسط.
في التفاصيل نشير إلى ما يلي:
1 – التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقرّه في روما، أكّد أن محافظة غزّة (مدينة غزة) التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.
2 – يُصنَّف انعدام الأمن الغذائي في خمس مراحل، أشدها المجاعة التي تأتي في المرتبة الخامسة.
3 – أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون ظروفًا كارثية، أي (المرحلة الخامسة) من التصنيف، ومن خصائصها: الجوع الشديد والموت والعوز والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد.
4 – (1.07 مليون) شخص آخر (54% من السكان) يواجهون (المرحلة الرابعة) وهي مرحلة: انعدام الأمن الغذائي الحاد «الطارئ».
5 – يواجه 396 ألفًا (20% من السكان) (المرحلة الثالثة) وهي مرحلة: انعدام الأمن الغذائي الحاد «الأزمة».
6 – في التقارير الدولية فإن أسباب المجاعة واضحة وجلية و»ممنهجة» من قبل العدو الإسرائيلي ومنها:
أ)- منع الأمم المتحدة من إدخال المساعدات الغذائية و»بشكل ممنهج».
ب)- تكدّس المساعدات الغذائية عند الحدود بسبب العرقلة الممنهجة الممارسة من إسرائيل.
ج)- دفع غزة إلى كارثة غير مسبوقة حيث يُقَيَّد بشدة وصول غالبية السكان إلى الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الأساسية.
إسرائيل تشنّ حربًا ضد الإنسانية، يُستخدم فيها سلاحا التجويع والتعطيش ضدّ الأطفال والنساء والشيوخ، وتحاصر غزّة وتمنع عنها المساعدات.. وحتى مع إدخال النزر اليسير جدًا من المساعدات، توجه إسرائيل رصاص جنودها وصواريخهم نحو المتجمّعين بانتظار ما يصل من مساعدات.
بوابة المساعدات الوحيدة الباقية حتى الآن هي المساعدات الأردنية، خصوصًا عبر كسر الحصار جوًا – وهي وإن كانت لا تكفي الجميع، لكنها لا زالت تُشكّل بارقة أمل، وجرعة إنقاذ من خلال المساعدات الأردنية (الهيئة الخيرية الهاشمية) وعدد من الدول الشقيقة والصديقة عبر الأردن.
*باختصار:
حرب التجويع والتعطيش التي يستهدف بها العدو الإسرائيلي الأبرياء في غزة من الأطفال والنساء والشيوخ «وصمة عار جماعي» – كما وصفها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر يوم أمس، وعلى المجتمع الدولي الذي يراقب ويشاهد ويسمع عبر ما يصله من رسائل أن يوقظ ضميره النائم، ويتحرّك إكرامًا لما تبقّى من ضمير وإنسانية.
نعلم تمامًا أن إسرائيل تستهدف تهجير الغزيين قسرًا.. وهذا هدفها منذ 7 أكتوبر، وهي تواصل حربها «الوجودية» وصولًا لتحقيق حلمها الكاذب «إسرائيل الكبرى»، وتواصل بناء المستوطنات حول القدس من أجل عزلها تمامًا عن باقي المدن الفلسطينية.
سياسة إسرائيل وتوجهاتها التوسعية لن تقف عند هذا الحد، فهي تنتهز فرصة الدعم الأمريكي «المحرّض» لها على التوسع لأن مساحتها الجغرافية صغيرة قياسًا بالشرق الأوسط – كما سبق وصرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب!
ما تريده وتخطط لتنفيذه حكومة نتنياهو باختصار، تحقيق مخططاتها نحو «إسرائيل الكبرى»، ولهذا فهي مستمرة في الاستفزازات والتصريحات ضد الأردن.. والخروقات العسكرية والاعتداءات ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك الأراضي السورية.
إسرائيل تستخدم جميع أسلحتها (ومنها سلاح التجويع) لتحقيق مخططاتها ومؤامراتها.. والمطلوب جبهة عربية عالمية لمواجهة هذه المخططات.
إسرائيل تستفزها المواقف الأردنية الصلبة في الدفاع عن فلسطين ولبنان وسوريا وقضايا الأمة، وسيبقى الأردن عصيًّا على كل المؤامرات والمخططات «فلا للتهجير ولا للتوطين ولا للوطن البديل».