أعلنت السلطات الأميركية أن المُشتبه به في حادثة إطلاق النار الجماعي بجامعة براون، التي أسفرت عن سقوط طالبين وإصابة تسعة آخرين السبت، عُثر عليه ميتاً الخميس، جراء إطلاق النار على نفسه.
وخلال مؤتمر صحافي، قالت السلطات إن التحقيقات كشفت عن تورط المشتبه به أيضاً في قتل أستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) بعد يومين من الهجوم على الجامعة.
وحدّدت السلطات هوية المُشتبه به على أنه البرتغالي كلاوديو مانويل نيفيس فالينتي، وهو طالب دراسات عليا سابق في جامعة براون، التحق بالجامعة قبل نحو 25 عاماً، فيما لا يزال دافع الهجوم غير معروفاً حتى الآن.
وقالت المدعية العامة الأميركية في بوسطن ليا فولي، إن فالينتي، البالغ من العمر 48 عاماً، توفي، موضحة أنه كان طالب دكتوراه في الفيزياء.
وأوضحت رئيسة جامعة براون، كريستينا باكسون، إن فالينتي التحق ببرنامج الدكتوراه في الفيزياء عام 2000، ودرس لأقل من عام قبل أن يأخذ إجازة ثم ينسحب. وأضافت أنه يُعتقد، بحكم تخصصه، أنه أمضى وقتاً طويلاً في مبنى “باروس آند هولي” الهندسي، الذي استُهدف في الهجوم.
وأوضحت السلطات أن فالينتي دخل الولايات المتحدة عام 2000 بتأشيرة طالب، وحصل على الإقامة الدائمة القانونية عام 2017، مشيرة إلى أنه لم تكن له أي صلة حالية بالجامعة.
وأكد المسؤولون أنه لا توجد أدلة على أن فالينتي كان يعمل مع أي شخص آخر، مستعرضين بالتفصيل تحركاته قبل الهجوم وبعده، بما في ذلك الخطوات التي اتخذها للتخفي عن السلطات.
وخلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس، قال رئيس شرطة بروفيدنس، أوسكار بيريز، والمدعي العام لولاية رود آيلاند، بيتر نيرونا، إن فالينتي أنهى حياته بنفسه، وإن المحققين يعتقدون أنه تصرّف بمفرده.
وأوضح بيريز أن بلاغاً من شخص رأى فالينتي داخل أحد حمّامات حرم جامعة براون قاد الشرطة إلى سيارة كان قد استأجرها من وكالة في ولاية ماساتشوستس.
وأضاف أن الشرطة حصلت هناك على تسجيلات من متجر تُظهر فالينتي مرتدياً الملابس نفسها التي ظهرت في مقاطع الفيديو الخاصة بإطلاق النار في جامعة براون، كما عثرت على اسمه في عقد استئجار السيارة.
وقال تيد دوكس، العميل الخاص المسؤول عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في بوسطن، إن جثة المشتبه به عُثر عليها داخل وحدة تخزين في مدينة سالم بولاية نيوهامبشير، عقب مطاردة أمنية مكثفة عبر عدة ولايات استمرت أياماً، حيث انتشر عدد كبير من عناصر إنفاذ القانون مساء الخميس.
وأوضح نيرونا أن فالينتي استأجر وحدة التخزين التي وُجدت فيها جثته، مشيراً إلى أن المحققين لا يعرفون حتى الآن سبب تنفيذه الهجوم، أو لماذا اختار المبنى الذي استهدفه، قائلاً: “لا أعتقد أننا نعرف لماذا نُفّذ الهجوم الآن، أو لماذا جامعة براون، أو لماذا هؤلاء الطلاب، أو هذا الصف الدراسي. هذا الأمر غير معروف بالنسبة لنا”.
وقالت فولي إن المحققين متأكدون من أن فالينتي هو مَن قتل أستاذ MIT نونو لوريرو يوم الاثنين، مشيرة إلى أن الادعاء يمتلك أدلة قوية تربطه بالجريمة.
وأضافت أن الرجلين ينحدران من البرتغال، ويُعتقد أنهما درسا في البرنامج الأكاديمي نفسه في لشبونة خلال تسعينيات القرن الماضي، لافتة إلى أن الربط بين الجريمتين “بدأ يتضح خلال اليومين الماضيين فقط”.
وأكدت فولي أنه سيتم إطلاع الرأي العام على أي معلومات تتعلق بدافع فالينتي فور التوصل إلى فهم أوضح له.
وكان لوريرو قد قُتل داخل منزله في ضاحية بروكلين بمدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس، على بُعد نحو 50 ميلاً (80 كيلومتراً) شمال حرم جامعة براون. وكان عضوًا في قسمي العلوم والهندسة النووية والفيزياء، إضافة إلى مركز علوم البلازما والاندماج التابع لمعهد MIT.
وقال محققون في بروفيدنس إن المُشتبه به في إطلاق النار بجامعة براون فرّ سيراً على الأقدام إلى الشوارع المجاورة للجامعة، ما دفع الشرطة إلى تنفيذ عملية بحث اعتمدت بدرجة كبيرة على تسجيلات كاميرات المراقبة المنزلية، نظراً لغياب كاميرات المراقبة في مبنى القاعة الدراسية والمناطق المحيطة به.
وأوضحت المدعية العامة الأميركية في بوسطن أن آخر عنوان معروف لفالينتي كان في ميامي، لكنه استأجر غرفة فندقية في بوسطن في أواخر نوفمبر 2023.
وفي الأول من ديسمبر، استأجر سيارة رمادية من طراز “نيسان سنترا”، شوهدت لاحقاً قرب الحرم الجامعي بشكل متقطع خلال الأيام الـ12 التي سبقت الهجوم.
وأضافت فولي أن المحققين يعتقدون أن فالينتي فرّ إلى منشأة التخزين في مدينة سالم بعد وقت قصير من إطلاق النار على أستاذ معهد MIT.
وبحلول مساء الخميس، كانت فرق التحقيق قد حاصرت المنشأة وحصلت على مذكرة تفتيش نفذتها فرق FBI الخاصة، وعُثر على جثة فالينتي داخل وحدة تخزين مجاورة لتلك التي استأجرها، وبحوزته حقيبة تحتوي على سلاحين ناريين.
وقال عمدة بروفيدنس، بريت سمايلي، للصحافيين مساء الخميس: “يمكن لجيراننا في بروفيدنس أن يتنفسوا الصعداء أخيراً الليلة”.

