قالت الصين، إنها لا تزال ملتزمة بالحفاظ على استقرار سلاسل التصنيع والإمداد العالمية، وإنها مستعدة لتعزيز الحوار والتعاون بشأن ضوابطها على تصدير المعادن الأرضية النادرة.
ورداً على سؤال بشأن تدابير الرقابة على تلك الصادرات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، إن القيود التي تفرضها بكين تتوافق مع الممارسات الدولية الشائعة.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة علقت بعض مبيعات التكنولوجيا المهمة إلى الصين، رداً على القيود التي فرضتها الصين في الآونة الأخيرة على صادرات معادن مهمة إلى الولايات المتحدة.
ضوابط تصدير صارمة
وفي مطلع أبريل الماضي، أعلنت الصين ضوابط تصدير على سبعة معادن أرضية نادرة. وشملت هذه القيود التربيوم، الذي يُستخدم 9 جرامات منه عادة في السيارات الكهربائية أحادية المحرك.
وتعني هذه الضوابط أن الشركات الصينية التي تتعامل مع هذه المعادن يجب أن تحصل على موافقة حكومية لبيعها في الخارج.
وأفادت صحيفة كايكسين، وهي وكالة أنباء أعمال صينية، في 15 مايو الجاري، بعد أيام قليلة من الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أن ثلاث شركات صينية رائدة في مجال مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة قد حصلت على تراخيص تصدير من وزارة التجارة لشحنها إلى أميركا الشمالية وأوروبا، حسبما ذكرت شبكة CBC.
ووفقاً للبيانات، لا يُستخدم أيٌّ من المعادن الأرضية النادرة الستة الأخرى المستهدفة بشكل كبير في السيارات. لكن قائمة أبريل ليست الوحيدة. فهناك قائمة صينية منفصلة لضوابط المعادن، دخلت حيز التنفيذ في ديسمبر الماضي، تُقيّد صادرات السيريوم، الذي يُستخدم 50 غراماً منه في المتوسط في السيارات الكهربائية أحادية المحرك.
ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، سيطرت الصين على 69% من إنتاج مناجم المعادن الأرضية النادرة في عام 2024، وما يقرب من نصف احتياطيات العالم.
بدائل متاحة
وتشير تقديرات البيت الأبيض إلى أن الولايات المتحدة تعتمد بنسبة 100% على الاستيراد فيما لا يقل عن 15 معدناً حيوياً، وتعتمد على الاستيراد في أكثر من نصف استهلاكها من معادن أخرى كثيرة. ويُعد اعتماد أميركا على بكين في استيراد نحو 70% من عناصر الأرض النادرة، التي تُستخدم في الصواريخ والطائرات المقاتلة والإلكترونيات، مثالاً واضحاً على هذا الاختلال.
في سبتمبر 2024، استثمرت وزارة الدفاع الأميركية 4.2 مليون دولار في شركة “Rare Earth Salts”، وهي شركة ناشئة تهدف إلى استخراج الأكاسيد من المنتجات المحلية المُعاد تدويرها مثل مصابيح الفلورية. كما استثمرت شركة تويوتا اليابانية في تقنيات تهدف لتقليل استخدام العناصر الأرضية النادرة.
وما يُثير قلق الشركات الدولية هو ندرة البدائل المتاحة للصين للحصول على المعادن الأرضية النادرة. قد تستغرق المناجم سنوات للحصول على موافقة التشغيل، كما أن إنشاء مصانع المعالجة يتطلب وقتاً وخبرة.
وكانت وكالة الطاقة الدولية ذكرت في بيان لها أن الصين تسيطر اليوم على أكثر من 90% من إمدادات المعادن المكررة عالمياً لعناصر الأرض النادرة المغناطيسية الأربعة (Nd، Pr، Dy، Tb)، والتي تُستخدم في صناعة المغناطيسات الدائمة لمحركات السيارات الكهربائية”. ويشير ذلك إلى النيوديميوم والبراسيوديميوم والديسبروسيوم والتربيوم.