أعلنت أعلى هيئة لمكافحة الفساد في الصين الاثنين، طرد اثنين من كبار المسؤولين السابقين بالحكومة من الحزب الشيوعي، لارتكابهما “انتهاكات خطيرة للانضباط والقانون”.
وأفادت اللجنة المركزية لفحص الانضباط بالحزب الشيوعي في بيانين منفصلين بأن الإجراءات استهدفت وانج جيان جيون نائب رئيس لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية السابق، وشيو شيان بينج نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح السابق، وفق ما نقلت “رويترز”.
وأضافت الهيئة أن من المعتقد أن الاثنين تلقيا رشاوى.
وتُعد حملات مكافحة الفساد من السمات البارزة لسياسات الرئيس الصيني شي جين بينج، منذ توليه السلطة عام 2012، وقد أسفرت عن الإطاحة بآلاف المسؤولين.
شي يتعهد بمواصلة حملته
وتعهد شي العام الماضي، بتعميق حملة مكافحة الفساد التي تشمل العديد من القطاعات الحيوية، رغم مخاطر تجميد تحركات صناع القرار وإعاقة التعافي الاقتصادي، بحسب “بلومبرغ”.
وخص الزعيم الصيني خلال اجتماع لوكالة مكافحة الفساد، التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، قطاعات التمويل، والطاقة، والأدوية والبنية التحتية، وكذلك الشركات المملوكة للدولة، كأهداف للتدقيق الجديد.
ونقلت “بلومبرغ” عن تلفزيون الصين المركزي، أن “بكين ستزيل المخاطر الخفية في القطاعات التي تتركز فيها السلطة ورأس المال الكثيف والموارد الغنية”.
وقال شي: “لا عودة إلى الوراء ولا استرخاء ولا رحمة في محاربة الفساد”، معلناً أن العقوبات المفروضة على أولئك الذين تثبت إدانتهم بتقديم الرشاوى “ستكون شديدة”.
عسكريون في مرمى حملة الفساد
وفي أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الصينية، أن ثاني أعلى قائد عسكري في البلاد وثمانية مسؤولين كبار آخرين تم طردهم من الجيش الصيني والحزب الشيوعي، للاشتباه في “تورطهم في مخالفات جسيمة مرتبطة بالفساد”.
ويُعدّ هي ويدونج، الذي شغل منصب نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية، وهي الهيئة الأعلى نفوذاً في الجيش الصيني، أرفع مسؤول يُستهدف حتى الآن في إطار “حملة مكافحة الفساد” المستمرة وسط قيادات المؤسسة العسكرية، وفق ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس”، السبت.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تشانج شياوقانج، في بيان، إن المسؤولين التسعة “مشتبه بارتكابهم جرائم بالغة الخطورة تتعلق بمبالغ مالية ضخمة للغاية”، مشيراً إلى أن “قضاياهم أُحيلت إلى الادعاء العسكري لمراجعتها ومحاكمتهم”.
وذكرت شبكة CNN أن الوزارة أبعدت أيضاً الأميرال مياو هوا، المفوض السياسي الأعلى في الجيش الصيني.
وشملت قائمة المسؤولين الآخرين الذين وردت أسماؤهم في بيان الوزارة: هي هونججون، المسؤول السابق في إدارة العمل السياسي بالجيش الصيني، ووانج شيوبين من مركز القيادة المشتركة للجنة العسكرية المركزية، ولين شيانجيانج القائد السابق لقيادة المسرح الشرقي.
كما ورد اسم القائد السابق لقوات الشرطة المسلحة وانج تشوننينج، الذي أُقيل الشهر الماضي من عضوية الهيئة التشريعية الوطنية، إلى جانب ثلاثة جنرالات آخرين من الجيش الصيني.
التحقيقات تطال نجل نائب رئيس وزراء سابق
وأجرت السلطات الصينية في أبريل الماضي، تحقيقاً مع نجل ليو هي، نائب رئيس الوزراء السابق والمقرب من الرئيس شي، الذي تفاوض على صفقة تجارية في عهد الإدارة الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترمب، حسبما ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة “فاينانشيال تايمز”.
ونقلت الصحيفة البريطانية، عن 7 أشخاص مطلعين على التحقيق، قولهم إن ليو تيانران، وهو خبير مالي، شغل والده منصب “القيصر الاقتصادي” للصين، يخضع لتحقيق يتعلق بشبهة “فساد مالي”.
ويُعد ليو تيانران، أحد أبناء كبار مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني الذين يُطلق عليهم لقب “أمراء”، وأسس شركة استثمارية اسمها “سكايكوس كابيتال” Skycus Capital في عام 2016، وكان أول رئيس لها.

