ندد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية نبيل عبد الله الأحد، بإعلان تحالف السودان التأسيسي المعروف اختصاراً بـ”تأسيس”، تشكيل مجلس رئاسي لحكومة انتقالية برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، فيما وصفت الخارجية السودانية الخطوة بأنها “تعد على حكومة السودان وسيادتها على كافة أراضيها”.
ووصف عبد الله الحكومة الموازية التي أعلن عنها التحالف بأنها “تمثيلية سمجة (..) ومحاولة بائسة لشرعنة مشروعهم (..)، وتمرير أجندة من يدعمونهم من الخارج”. وقال عبد الله إن السودان سيبقى موحداً “بفضل تماسك شعبنا وإرادته الوطنية والتفافه حول قيادته وجيشه”.
واعتبر أن تشكيل حكومة حميدتي هي “محاولة خداع حتى لشركاءهم”. واتهم دقلو بـ”بمحاولة الاستيلاء على السلطة”.
“حكومة وهمية”
وأدانت الخارجية السودانية الخطوة، ووصفته بـ”إعلان حكومة وهمية”، و”استهتار بمعاناة الشعب السوداني”، واعتبرت الخطوة “دليلاً على انكسار ودحر (الدعم السريع) على يد قواتنا المسلحة”.
وقالت إن “مشاركة مكونات مدنية في هذا الإعلان الوهمي يكشف الوجه الحقيقي لتلك التحالفات ويؤكد انخراطها في المؤامرة التي كانت تحاك بتنسيق تام للاستيلاء على السلطة بالقوة”.
وقالت إن حكومة السودان “تدين بشدة وتعرب عن قلقها العميق إزاء موافقة جمهورية كينيا وتمكين المليشيا المتمردة (الدعم السريع) من عقد اجتماعاتها التحضيرية لإعلان حكومتها غير الشرعية بنيروبي، مما يعد انتهاكاً واضحاُ لسيادة السودان وخرقاً لمبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي، ويناقض مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي والإيقاد بدعم وحدة السودان وسلامة أراضيه”.
وطالبت الخارجية السودانية كافة دول الجوار والمجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية وكافة الهيئات الحكومية وغيرها بعدم الاعتراف والتعامل مع هذا التنظيم غير الشرعي”. وحذرت من أن “التعامل مع هذ الإعلان بأي شكل من الأشكال يعتبر تعدياً على حكومة السودان وسيادتها على كافة أراضيها كما يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق ومقدرات الشعب السوداني”.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قد أصدر في مايو، مرسوماً بتعيين كامل الطيب إدريس عبد الحفيظ، رئيساً للوزراء.
حكومة موازية
وأعلن تحالف تأسيس، السبت، تشكيل مجلس رئاسي لحكومة انتقالية برئاسة حميدتي.
وقرر التحالف خلال اجتماع في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور اختيار محمد التعايشي رئيساً للحكومة الانتقالية.
كما تم تعيين عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية، نائباً لرئيس المجلس الرئاسي.
ما هو تحالف تأسيس السوداني؟
وتم تشكيل هذا التحالف في العاصمة الكينية نيروبي في فبراير الماضي، ويضم عناصر من قوات الدعم السريع، وحركات مسلحة، وأحزاب سياسية وقوى، مدنية.
ومن أبرز الحركات والأحزاب المنضوية تحت لواء تحالف السودان التأسيسي “الحركة الشعبية لتحرير السودان” بقيادة عبد العزيز الحلو، الذي تسيطر قواته على مناطق في جنوب كردفان وجبال النوبة، و”الجبهة الثورية” التي تضم عدداً من الحركات المسلحة في دارفور، وأجنحة من حزبي “الأمة” و”الاتحادي الديمقراطي”، بالإضافة إلى مستقلين.
وفي مطلع مارس الماضي، أزاح التحالف خلال اجتماع في العاصمة الكينية نيروبي، الستار عن دستور جديد، يتضمن مبادئ فوق دستورية، وينص على علمانية الدولة، بضغط من جانب “الحركة الشعبية- شمال، التي انضمت للتحالف إلى جانب “قوات الدعم السريع”، إلى جانب حركتين مسلحتين يقودهما عضوا مجلس السيادة السابقين الهادي إدريس والطاهر حجر.
وذلك فضلاً عن عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي، ووزير العدل السابق نصر الدين عبد الباري، ورئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، والقيادي في الحزب الاتحادي “الأصل” إبراهيم الميرغني، وقوى سياسية ومدنية أخرى، في خطوة رآها مراقبون مؤشراً مبكراً لنوايا “انفصالية”، غير أن قادة التحالف نفوا بشدة هذه الاتهامات.
كما نصّ الدستور على فترة تأسيسية تمتد لـ10 أعوام، تسبقها مرحلة انتقالية، وتشمل تشكيل جيش وطني بمعايير جديدة، وتقسيم السودان لـ8 أقاليم، على أن تكون مستويات الحكم 3، على رأسها مجلس رئاسي.