أطلق رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأربعاء، العمل التنفيذي لمشروع تأهيل طريق السماوة (المملحة) – قضاء السلمان – منفذ الجميمة – الحدود السعودية ضمن محافظة المثنى بطول 219 كم ذهاباً وإياباً.
وأكد السوداني أن الطريق يعد أحد أهم المشاريع بالمحافظة، ويمثل شرياناً اقتصادياً مهماً للمثنى وبقية المحافظات مع الجارة السعودية؛ حيث سيعمل على زيادة وتسهيل حركة المسافرين والحجاج والمعتمرين، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، فضلاً عن كونه إضافة مهمة لشبكة الطرق على المستويين المحلي والإقليمي، ويؤسس لشراكة وتبادل تجاري أوسع، ما سينعكس إيجاباً على الواقع التنموي للمحافظة.
وأوضح السوداني أن هذا الطريق يخترق بادية السماوة، ما يسهم في خلق بيئة جاذبة للاستثمارات، ولا سيما في مجالات الزراعة والصناعة والتعدين، مشيراً إلى ما تتميز به المثنى من وفرة للموارد الطبيعية وحركة التنمية المتصاعدة.
وبيّن رئيس الوزراء أن الحكومة توجهت لكل المحافظات انطلاقاً من رؤية ومنهجية عمل تهدف إلى النهوض بواقع خدمات البنى التحتية، عبر تسخير المشاريع الخدمية باتجاه دفع التنمية، وفق خصوصية موارد كل محافظة والفرص المتوفرة فيها.
يذكر أن المشروع سينفذ بإشراف من وزارة الإعمار والإسكان ووفق المواصفات المعدة من قبل المختصين، وبطول 219 كم بممرين ذهاباً وإياباً، مع 6 محطات للوقوف على جانبي الطريق.
من جهته، عد محافظ المثنى مهند العتابي، في كلمة له خلال افتتاح هذا المشروع، إنه «يُعدّ من أهم المشاريع الاستراتيجية للمحافظة، لما له من دور في تنشيط الحركة الاقتصادية في بادية المثنى وتسهيل حركة النقل نحو المنفذ الحدودي».
الطاقة السعودية المستدامة
وعزّز العراق خلال السنوات الأخيرة من طبيعة شراكته الاقتصادية والتجارية مع المملكة العربية السعودية من خلال تأسيس المجلس الأعلى العراقي ـ السعودي، في ميادين الاقتصاد والاستثمار والتجارة، فضلاً عن الربط الكهربائي بين البلدين، وهو أحد أهم المشاريع التي يراهن عليها العراق لجهة الاستقرار في ميدان الطاقة الكهربائية، وتقليل الاعتماد على واردات الطاقة من إيران.
كان العراق قد أعلن، يوم الأحد الماضي، أنه يعمل على تنفيذ ربط كهربائي جديد مع السعودية؛ لتوفير الإمدادات الطاقوية، مما قد يساعد بغداد في حل أزمة انقطاع الكهرباء.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد موسى أن «العراق يعمل حالياً على تنفيذ ربط جديد مع المملكة العربية السعودية؛ حيث جرى توقيع العقد الاستشاري والفني الخاص بالمشروع؛ تمهيداً لبدء أعمال التنفيذ».
وأكد أن نسبة إنجاز مشروع الربط الكهربائي مع دول مجلس التعاون الخليجي بلغت نحو 93 في المائة، ضمن مرحلته الأولى.
وقال موسى إن «العراق دخل مرحلة جديدة في مجال الربط الكهربائي الإقليمي، على غرار ما تُطبقه دول الخليج ودول الاتحاد الأوروبي، في إطار السعي لتحقيق التكامل في منظومات الطاقة وتبادلها بين الدول».
تجدر الإشارة هنا إلى أن إمدادات الطاقة من إيران غير مستقرة حالياً، نتيجة خضوعها للعقوبات الأميركية، لأن إيران من جهتها تقلص توريد الطاقة الكهربائية إلى العراق في وقت الذروة، وهي أشهر الصيف الحارة، بينما الربط الكهربائي سواء مع السعودية وعدد من دول الخليج العربي الأخرى، سيوفر استدامة واستقراراً على مستوى الطاقة الكهربائية.

