تستعد الرياض لاحتضان النسخة الثانية من “أسبوع الرياض الموسيقي” خلال الفترة من 4 إلى 13 ديسمبر المقبل، في فعالية تجمع الحفلات، والعروض الحية، والمؤتمرات المتخصصة، والأنشطة التفاعلية، في عدد من مواقع العاصمة السعودية، وذلك بتنظيم من هيئة الموسيقى السعودية.
ويأتي الأسبوع، الذي أُطلق للمرة الأولى في ديسمبر 2024 لتوحيد أبرز الفعاليات الموسيقية الشتوية في المدينة تحت مظلة واحدة، كإحدى مبادرات هيئة الموسيقى الرامية إلى “تعزيز المشهد الموسيقي في السعودية، عبر ربط الحفلات الجماهيرية بالمؤتمرات التي تبحث شؤون صناعة الموسيقى والجوائز والأنشطة المجتمعية في برنامج واحد متكامل”.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى، باول باسيفيكو إن “أسبوع الرياض الموسيقي” يشكّل “دعوة للعالم لاكتشاف نبض المشهد الموسيقي في المملكة”، مشيراً إلى أن نسخة هذا العام ستجمع موسيقيين ومنتجين وخبراء وصنّاع سياسات من داخل السعودية وخارجها، “بما يرسخ التبادل الثقافي، ويعزز حضور المواهب السعودية والمحتوى الموسيقي المحلي في منصات دولية”.
كما رجّح أن يسهم الحدث في فتح مسارات مهنية أكثر استدامة للفنانين والعاملين في القطاع، من خلال ربطهم بفرص عمل وشراكات جديدة.
وتقوم نسخة 2025 من الأسبوع على أربعة محاور رئيسية هي: المواهب، والإنتاج، والابتكار، والأثر؛ إذ تستهدف ترجمة هذه المحاور إلى نتائج عملية، من بينها تمكين مشاريع أعمال موسيقية جديدة، ودعم سياسات تطوير القطاع، وتحفيز مشاركة الجمهور عبر تجارب موسيقية متاحة في مختلف أحياء الرياض، من المواقع التراثية والأحياء الفنية إلى المقاهي.
فعاليات مهنية دولية
ويتضمن البرنامج أيضاً سلسلة فعاليات مهنية دولية من بينها “المنتدى الدولي لإدارة الأعمال الموسيقية”، و”قمة صنّاع الموسيقى”، و”مؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى”، إلى جانب تجارب موسيقية تفاعلية في فضاءات مختلفة داخل المدينة.
ووفق هيئة الموسيقى، ستتناول المنتديات قضايا مثل سياسات التعليم الموسيقي، والتقنيات الحديثة في الإنتاج والعروض الحية، وأحدث الابتكارات في الصناعة، بهدف تحقيق أثر ممتد على المشهد الثقافي في الرياض ومجتمعها.
و”أسبوع الرياض الموسيقي” هو مبادرة من هيئة الموسيقى، إحدى 11 هيئة قطاعية تابعة لوزارة الثقافة السعودية، والتي أُنشئت في 2020 لتطوير قطاع الموسيقى وتمكين العاملين فيه.
وتعمل الهيئة على دعم نمو الصناعة عبر توفير الوصول إلى التعليم الموسيقي، وتمكين المواهب المحلية، وتنظيم القطاع، ورفع مساهمته في الاقتصاد الوطني ضمن إستراتيجية تستهدف تعزيز الوظائف والفرص الاستثمارية في الصناعات الإبداعية بحلول 2030.
وتنعقد نسخة هذا العام بشراكات رئيسية مع المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG) وشركة الترفيه الموسيقي “مدل بيست”.
وتعد SRMG من أكبر المجموعات الإعلامية المتكاملة في الشرق الأوسط، وتمتد خبرتها لأكثر من 50 عاماً عبر منصات صحافية ورقمية وإذاعية وتلفزيونية، كما أعادت في 2021 هيكلة أعمالها في خمسة قطاعات تشمل الإعلام والفعاليات والبحث والابتكار، ما عزز حضورها كلاعب رئيسي في سوق المحتوى والفعاليات في المنطقة.
أما “مدل بيست”، فبرزت خلال السنوات الأخيرة كإحدى أبرز شركات الترفيه الموسيقي في المملكة والمنطقة، من خلال تنظيم مهرجان “ساوندستورم” في الرياض، ومؤتمر “إكس بي لمستقبل الموسيقى” الذي انطلق عام 2021 كمنصة سنوية تجمع العاملين في صناعة الموسيقى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عبر ورش عمل وحلقات نقاش وبرامج ليلية مخصصة للعروض الحية. وتُعد فعالياتها جزءاً من برنامج “أسبوع الرياض الموسيقي”، بما يسهم في ربط المشهدين الجماهيري والمهني في حدث واحد.
وترى هيئة الموسيقى أن توحيد هذه الفعاليات تحت مظلة “أسبوع الرياض الموسيقي” يعزز حضور المدينة كوجهة إقليمية للفعاليات الثقافية والموسيقية، ويخلق منصة سنوية تجتمع فيها المواهب المحلية مع خبراء الصناعة العالميين، في سياق أوسع لتحفيز الاقتصاد الإبداعي في السعودية وجذب استثمارات جديدة في مجالات الإنتاج والعروض الحية والخدمات المرتبطة بصناعة الموسيقى.

