أكد جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الأربعاء، أن الاجتماع الوزاري للحوار الاستراتيجي مع بريطانيا يعكس الإصرار على تعزيز التعاون وتطوير الشراكة المتجددة، لتعكس الطموحات، وتلبي متطلبات المرحلة الراهنة من مبادرات ملموسة ومشاريع عملية، وتترجم الإرادة السياسية إلى إنجازات واقعية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال اجتماع على هامش اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة مشتركة من وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، رئيس الدورة الحالية، ونظيرته البريطانية إيفيت كوبر، ومشاركة وزراء خارجية دول المجلس.
وثمَّن البديوي قرار بريطانيا «التاريخي والشجاع» الاعتراف بدولة فلسطين، الذي «يعكس التزاماً راسخاً بالعدالة والشرعية الدولية، ويمنح الشعب الفلسطيني بارقة أمل في مسيرته نحو الحرية والاستقلال»، عادَّه «خطوةً تمثل رسالة واضحة بأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة».
وأوضح أن الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون وبريطانيا قامت على أسس تاريخية راسخة، تهدف إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار والازدهار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأبان البديوي أن الاستثمارات البريطانية في دول الخليج تخطت 200 مليار دولار، بينما تجاوزت الاستثمارات الخليجية في بريطانيا 60 مليار دولار خلال عام 2022، لافتاً إلى حجم التبادل التجاري الذي بلغ نحو 32 مليار دولار عام 2023.
وأضاف: «هذه المؤشرات تؤكد أن الفرصة مواتية لاستكمال اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين، بما سيعود بالنفع على اقتصاداتنا جميعاً، ويفتح آفاقاً أوسع للتعاون بمجالات متعددة»، متابعاً: «طال أمد المفاوضات، وأمسى التوقيع على الاتفاقية هو المنفذ الوحيد الذي نستطيع من خلاله تأكيد رغبتنا الحقيقة المشتركة في المضي قدماً بهذه العلاقات».
وعبّر البديوي عن الفخر بما وصلت إليه العلاقات الاستراتيجية التاريخية من مكانة رفيعة على عدة أصعدة؛ منها الأكاديمي والعلمي، لا سيما ما شهدته الفترة الماضية من ارتفاع أعداد الطلبة الخليجيين بمختلف الجامعات البريطانية، وزيادة عدد السياح من دول الخليج مع التسهيلات المتميزة التي قدمتها لندن في عملية استخراج التأشيرات لهم.