
كتب د. ناجي صادق شراب في صحيفة الخليج.
لم تعد الولايات المتحدة أرض الأحلام التي يحلم الإنسان العيش فيها، اليوم تحولت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أرض الأحلام للعيش والعمل والاستثمار فيها، وذلك لتوفر كل مقومات سعادة الحياة في بيئة مستقرة ومستقبل آمن. وكما يقول نيقولا ميكافيلي إن الحكم هو أن تجعل الناس يؤمنون.
وهذا هو مفتاح الحكم لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في وصفه الإمارات بالدولة الاستثنائية، إذ إنه يؤسس ويزرع الحلم في قلوب مواطنيه بغرس ثقافة التسامح والسعادة والسلام والإنجاز والإبداع والحب والانتماء للوطن. ونجح ومعه حكام الدولة في أن يؤسسوا لوطن السعادة وللمواطن السعيد استمراراً ونهجاً على خطى المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
فالسعادة تولد السعادة، والاستقرار يولد الاستقرار، والتنمية تولد التنمية، والأجيال تتوالد على هذه البيئة. وما كان النجاح إلا من خلال التركيز على بناء مقومات الحكم الداخلي ببناء دولة السعادة ومواطن السعادة.
ولعل من أبرز سمات هذا الحلم تأسيس الحكم الرشيد، بالرؤية الرشيدة التي تؤمن بقدرات مواطنيه وشبابه ومنحهم الفرصة الكبيرة للنهوض والمساهمة ببناء الوطن. فقد حوّل مفهوم البناء كبيت للعائلة السعيدة، ووسّع نطاق التمكين السياسي للمرأة ومنحها كل الحقوق السياسية كما الرجل وأعطاها فرص المشاركة السياسية في كل مستويات الحكم. وامتد هذا المفهوم حتى للطفل بالإعداد السليم والتربية والتنشئة الوطنية، ولم يبتعد كبار السن من هذا المفهوم بتوفير كل مقومات الراحة والاستقرار وتوفير العلاج والسكن الملائم لهم.
الحلم هنا بالمفهوم الشامل، ذلك أن سعادة الحاكم بسعادة مواطنيه وسعادة المواطنين بالحاكم الصالح الرشيد، وبترجمة قاعدة الحكم الرشيد كل حاكم محكوم وكل محكوم حاكم. ومفهوم الحكم السعيد أن النجاح مسؤولية الجميع وليس مهمة الحاكم فقط، الحكم يوفر البيئة السياسية الدافعة والمحفزة ويزيل كل المعيقات والتحديات. ولعل أهم مظاهر هذه الرؤية أن جعل حب الإمارات حلماً يؤمن به المواطن والمقيم على حد سواء.
والسؤال دائماً كيف نحب الإمارات؟ هذا السؤال الذي زرعه الحاكم في قلوب مواطنيه، والحب يكون بالانتماء والعمل والعطاء، والدفاع عن أمن الوطن وإنجازاته، والفخر بهوية الدولة الوطنية تحت عنوان الإمارات الواحدة، هوية متفردة تميز الإمارات كوطن للسعادة، ووطن يحلم به ليس فقط المواطن بل كل الحالمين فى العالم في وطن الأمن والآمان والإنتاج والإبداع، وهذا ما يؤكد لنا وجود أكثر من مئتي جنسية تعيش في الإمارات تحت شعار رفعه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة للجميع «لا تشيلون همّ». وأساس السعادة والحلم هنا أن الحكم مسؤولية ومساءلة وقيادة السفينة بأيدي الجميع ومساهمتهم.
والسعادة والحلم عندما تتبوّأ الإمارات المراكز الأولى في التصنيفات العالمية في مؤشرات السعادة والرفاهية والأمن والتقدم والإنتاج. فاليوم الإمارات تحولت إلى دولة فاعلة مؤثرة بين دول العالم وتحتل مرتبة عليا في سلم القوة الناعمة من خلال نشر السلام وقيم الإنسانية والتسامح ونبذ العنف، ومدّ يد العون والمساعدة لكل شعوب العالم التي تعاني من الفقر. فالإمارات تذهب لمن يحتاج إلى دعم ومساعدة، وعملية «الفارس الشهم» في قطاع غزة هي الدليل على الدور الإماراتي المميز في إغاثة الأشقاء وقت الحاجة، وكيف أسهمت في بعث الأمل لأكثر من مليوني نسمة يعانون ويلات الحرب، حيث وفرت لهم ما يحتاجون إليه من طعام وماء ودواء.
لقد نجح صاحب السمو رئيس الدولة في أن يجعل الإمارات دولة يشار إليها بالبنان، وأن تحتل موقعاً ريادياً بين دول العالم، كما جعلها مركزاً للاستثمار العالمي ووجهة للجميع يحلمون بالقدوم إليها، وميزها بأن تكون دولة القيم والخير والتسامح، حيث على أرضها تم توقيع «وثيقة الأخوّة الإنسانية» المشتركة بين بابا الفاتيكان الراحل وشيخ الأزهر. وتبنّى سياسة اليد الممدودة بهدف تصفير كل مشاكل المنطقة، وهذا يفسر لنا خريطة الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الإمارات بكل دول العالم.
إنها دولة الأحلام التي أساسها الحاكم والحكم الرشيد والمواطن الرشيد، وهو دور يعترف به العالم، ولعل استقبالها لزعماء العديد من دول العالم، واحتضانها المتواصل للمنتديات الدولية والإقليمية خير دليل على هذا الدور.
يقول نابليون بونابرت «إن قيادة الناس تكون فقط من خلال إظهار المستقبل لهم وخلق الحلم في المستقبل».